فلسطين أون لاين

تقرير لماذا يكذب الأطفال؟ وكيف نجنبهم هذا السلوك؟

...
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

في عمر الثالثة ينجح الأطفال في إخبارك بمعلومات غير صحيحة، دون أن تعرف ما يدور في عقولهم، مستخدمين قدرتهم على تكوين تعابير وجوههم ونبرات أصواتهم مع ما يقولونه.

وإذ يبين العديد من الآباء لأطفالهم أهمية الصدق وعدم تشويه الحقيقة، يقدمون في الوقت نفسه رسائل أخرى مناقضة. فعلى سبيل المثال، قد يزعمون أنه من المقبول أحيانًا قول "أكاذيب بيضاء" لحماية مشاعر الآخرين، فتختلط في ذهن الطفل المفاهيم المرتبطة بالكذب، ولا يدري بعد ذلك إن كان الكذب عادة سيّئة أو لا. فما هي أهم الأسباب التي تدفع طفلك إلى الكذب؟ تتمثّل الأسباب في الآتي:

التستّر على شيء ما: قد يشعر طفلك خلال عامه الثالث أو الرابع بالشغف بتجربة أشياء جديدة قد حذّرتَه منها سابقًا، وقد يدفعه هذا الشغف إلى مخالفة أوامرك في كثير من الأحيان، حتّى ينتهي به الأمر إلى محاولة التستّر على فعله بالكذب.

اختبار ردّة فعل ذويه: يميل الطفل بفطرته إلى التمعّن والإدراك، ولا سيّما الإدراك المتعلّق بتصرّفات والديه وردّة فعلهما. فحينئذٍ يبدأ الطفل، لا إراديًا، باختبار صبرك تجاه ما يقوم به من أفعال وأقوال، من ضمنها الكذب. 

إضافة الحماس إلى سردهم: في معظم الأحيان، يكون جذب الانتباه السبب الرئيس وراء إضافة طفلك التحريفات إلى القصص التي يرويها لمن حوله، إذ ينجح فعلًا في الحصول على هذا الاهتمام بعد أن يدفعه جموحه إلى إكمال القصص من خياله.

تجربة اختلاق فكرة ما: يعشق طفلك الخيال، ففي داخله كثير من الأفكار والتخيّلات التي يعبّر عنها تعبيرًا مختلفًا يرضي خياله الواسع، ويفتح له أبوابًا أخرى من الإبداع الخياليّ.

الحصول على مبتغاه: قد يزوِّر طفلك، بطبيعته البريئة، بعض الحقائق من أجل الحصول على مبتغاه، كأن يخبرك بأنّه رتّب غرفته في الوقت الذي لم يقم بذلك، من أجل الحصول على قطعة الحلوى التي وعدته بها.

تجنُّب جرح مشاعر شخص ما: يندرج هذا التصرّف تحت مسمّى "الكذبة البيضاء" التي نشجِّع أطفالنا عليها دون قصد، ومن الطبيعيّ أن يغفل الطفل عن التمييز بين الكذبة "السوداء"، والكذبة "البيضاء" التي نلجأ إليها للتعبير، مثلًا، عن إعجابنا المزيَّف بطبق تناولناه عند الأقرباء، حتّى يصبح الكذب لديه عادة أكثر منه حاجة.

ولتساعد طفلك على تجنب ممارسة الكذب وتحوله إلى أسلوب حياة، عليك ألا تدفعه إلى ذلك من خلال تعبيرك عن رضاك الصريح عنه عند اعترافه بفعل شيء خطأ. فعلى سبيل المثال قل له: "أنا سعيد جدًّا لأنّك أخبرتني بما حدث، لنعمل معًا على تسوية الأمور".

ومن المهم أيضاً أن تكون قدوة، إذ عليك أن ترسخ في ذهن طفلك البساطة في قول الحقيقة، فلا تمارس الكذب أمامه.

كما يمكن استخدم أسلوب المزاح لتشجيع طفلك على الاعتراف بالكذب، فعندما يقول طفلك: "كسرت دميتي الصحن"، يمكنك أن تردّ عليه مازحًا: "أتساءل لماذا فعلت دميتك ذلك؟"، استمرّ في المزاح حتّى يدرك طفلك أنّك تعرف تمامًا كذبته، وأنّها مرفوضة وغير منطقيّة.

المصدر / فلسطين أون لاين