بعد أيام قليلة تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة لقاءها السنوي. رؤساء كثيرون من دول العالم يحرصون على حضور اللقاء السنوي. الرئيس الأميركي يحرص على الحضور وإلقاء كلمة أميركا، والرئيس الصيني يهتم بحضور اللقاء، ونتنياهو يحرص على تمثيل دولة الاحتلال في اللقاء، ومحمود عباس لا يتخلف عن اللقاء حتى لو كان مريضًا أو ضعيف البدن، فلماذا يحرص الرؤساء جلّ رؤساء دول العالم على الحضور بأنفسهم وتمثيل بلادهم، وقليل من الرؤساء من يوكلون الأمر إلى سفير أو ممثل الدولة في الجمعية العامة؟!
الصورة الذهنية عندنا في فلسطين أن الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤسسة أممية شكلية، لأن قراراتها توصيات، فهي ليست كمجلس الأمن حيث يتمتع بسلطة القرار، وبآليات التنفيذ، وفرض العقوبات على الدول التي لا تلتزم بالتنفيذ.
نحن في فلسطين نخسر عادة مجلس الأمن لانحياز عدد من الدول دائمة العضوية (لإسرائيل)، في حين تكسب (إسرائيل) عادة مجلس الأمن، من خلال التعطيل الأميركي والبريطاني والفرنسي للقرارات الموجهة ضد دولة الاحتلال. نحن نخسر مجلس الأمن عادة، ونكسب الجمعية العامة غالبًا، فثمة قرارات مهمة أصدرتها الجمعية العامة لمصلحة الحقوق الفلسطينية، ولكن بقيت هذه القرارات حبرًا على الورق، فلم تقبلها دولة الاحتلال، ولم تنفذ أيًا منها، وليس للجمعية سلطات تنفيذ القرارات.
اقرأ أيضًا: كيف نلزم الجمعية العامة بتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية؟
اقرأ أيضًا: السلوك التصويتي لدول التطبيع في الجمعية العامة
إنه مع الدور المتواضع والهامشي للجمعية العامة إلا أن جلّ رؤساء الدول يحرصون على حضور الاجتماع السنوي الذي يعقد عادة في سبتمبر من كل عام، فهل حرصهم نابع من حاجتهم لمنبر دولي عام وشامل لإلقاء خطاباتهم وشرح مواقفهم من القضايا الدولية، أم الأهم عندهم هو اللقاءات الجانبية الثنائية التي يعقدونها على هامش اجتماع الجمعية العامة؟!
الرئيس محمود عباس يحرص سنويًا على حضور اللقاء ويخطب في الحضور، ويقول كلامًا في السياسة، وكلامًا خارج السياسة، وأحيانا بلغة عامية وأمثلة شعبية تصعب ترجمتها، ويبالغ المحللون في تحليل خطابه، ولكن لا يلمس الشعب الفلسطيني أثرًا لا للخطاب، ولا للقاء، وتكون لقاءاته الجانبية أكثر فائدة، فهل لهذا يحرص على الحضور الشخصي على الرغم من كبر سنه وضعف بدنه؟