فلسطين أون لاين

تقرير تعرَّف إلى أبرز العمليات النوعية ضد الاحتلال قبل هروبه من غزة

...
توضيحية
غزة/ أدهم الشريف:

في مرحلة احتلال (إسرائيل) لقطاع غزة، كان رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أرئيل شارون يعد مستوطنة "نتساريم" سابقًا، مثل "تل أبيب"، لكن هذه الرؤية لم يكتب لها الحياة؛ إذ استطاعت المقاومة تحرير قطاع غزة.

وما كان لذلك أن يتحقق إلا بضربات المقاومة التي اخترقت تحصينات الاحتلال، وأفقدته وعيه، ونالت من جنوده ومستوطنيه في سلسلة عمليات نوعية نفذتها القسام وأجنحة المقاومة الأخرى، حسبما يرى محللون.

وبالفعل اكتمل اندحار الاحتلال والمستوطنين من قطاع غزة بحلول سبتمبر/ أيلول 2005، في حدث تاريخي استفادت منه المقاومة في تطوير قدراتها العسكرية.

عملية نوعية

ومن عمليات المقاومة التي آلمت الاحتلال، اقتحام مستوطنة "عتصمونا" جنوب قطاع غزة، نفذها محمد فرحات (19 عامًا) وينتمي لكتائب القسام، وتمكن من اقتحام حصون الاحتلال وإجراءاته الأمنية المشددة في ساعة متأخرة من ليل الخميس الموافق 7 مارس/ آذار 2002.

وحسبما تنشر كتائب القسام على موقعها الإلكتروني فإن خسائر الاحتلال في هذه العملية بلغت 9 قتلى من جنوده، وأصيب 20 آخرون.

وكذلك كانت عملية "محفوظة" من العمليات المميزة لكتائب القسام، استهدفت بها "حاجز أبو هولي" الملقب بـ"محفوظة" شمال مدينة خان يونس، جنوبي القطاع.

اقرأ أيضاً: 18 عامًا على الاندحار الإسرائيلي من غزة

وبحسب كتائب القسام، فإن العلمية التي نفذتها يوم 27 يونيو/ حزيران 2004، أدت إلى مقتل 7 من جنود الاحتلال وإصابة 20 آخرين.

وفي الـتاسع من أبريل/ نيسان 1995، نفذ الاستشهادي عماد أبو أمونة عملية استشهادية قرب مستوطنة "نتساريم" ما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي، وإصابة 9 آخرين.

ويوم 22 يونيو/ حزيران 2004 نفذ إسماعيل المعصوابي المنتمي لكتائب القسام، ويسكن مخيم الشاطئ غرب غزة، عملية في مستوطنة "دوغيت" سابقًا شمالي القطاع، أدت وفق ما أعلنته القسام إلى قتيلان من الاحتلال.

وكذلك نفذت القسام عبر أحد أعضائها وهو تيسير العجرمي عملية استشهادية عند حاجز بيت حانون "إيرز"، شمال قطاع غزة، يوم 26 نوفمبر/ تشرين الأول2001، وقد فجر حزامًا ناسفًا بمجموعة من جنود الاحتلال، ما أوقع عددًا من القتلى والجرحى.

ويوم 7 ديسمبر/ كانون الأول 2004 نفذت القسام عملية أطلقت عليها اسم "السهم الثاقب"، وهي عبارة كمين واشتباك مسلح في المنطقة الواقعة بين معبر "كارني" ومستوطنة "ناحل عوز" شرق مدينة غزة.

وتقول القسام: إن منفذا العملية هما المجاهدان القسّاميان مؤمن رجب، وأدهم حجيلة، وقد أدت إلى مقتل جندي وإصابة 4 آخرين.

وكذلك نفذ معاوية روقة المنتمي لكتائب القسام عملية استشهادية في مجمع مستوطنة "غوش قطيف" سابقًا، يوم 25 يونيو/ حزيران 1995، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والإصابات في صفوف جنود الاحتلال.

وفي 29 مايو/ أيار 2001، نفذت القسام عملية عند حاجز التفاح في مدينة خان يونس، بمشاركة اثنين من أعضائها هما إسماعيل عاشور وعبد المعطي العصار، وفق ما تنشره الكتائب على موقعها.

وفي تفاصيل العملية، فجَّر أحد المشاركين حزامًا ناسفًا، في حين ألقى آخر عددًا من القنابل تجاه جنود الاحتلال قبل استشهادهما.

ومن العمليات التي آلمت الاحتلال أيضًا، عملية استشهادية نفذها حسين أبو نصر عند مستوطنة "نيت ساريم" سابقًا، جنوبي مدينة غزة يوم 25 مايو/ أيار 2001، وأدت إلى وقوع عشرات الجنود بين قتيل وجريح.

وفجَّر الاستشهادي شادي النباهين في مستوطنة "كفار داروم" وسط قطاع غزة سابقًا، يوم 19 مايو/ أيار 2003، دراجة كان يقودها محملة بعبوة جانبية مضادة للدروع، عندما التصق بجيب عسكري لجيش الاحتلال، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى.

كذلك نفذ الاستشهادي طارق حميد عملية عند حاجز أبو هولي بتاريخ 28 أبريل/ نيسان 2004، وقد استهدف بسيارة مفخخة جيبًا عسكريًّا لوحدة "جفعاتي"، وتجمعًا لجنود الاحتلال قرب "حاجز أبو هولي" على طريق صلاح الدين الرابط بين شمال وجنوب قطاع غزة، ما أوقع قتلى وجرحى.

ويوم 14 يناير/ كانون الثاني 2004، نفذت ريم الرياشي من كتائب القسام عملية استشهادية عند حاجز بيت حانون، ما أدى إلى مقتل 4 من جنود الاحتلال وإصابة 10 آخرين.

وبتاريخ 17 يناير 2003 نفذ محمود الجماصي من كتائب القسام عملية استشهادية قبالة شواطئ مستوطنة "دوغيت" شمال قطاع غزة سابقًا، إذ فجر نفسه بزورق عسكري تابع لبحرية الاحتلال، ما أدى إلى سقوط قتلى وإصابات في صفوق جنود الاحتلال.

أما عملية "ثقب في القلب" لكتائب القسام، نفذها الاستشهادي عمر طبش بتاريخ 18 يناير/ كانون الثاني 2005، عند مفترق "غوش قطيف" جنوب القطاع، ما أدى إلى مقتل ضابطين إسرائيليين، وإصابة سبعة آخرين، بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال بغزة، والذي أصيب بجروح بالغة جدًّا.

خسائر كبيرة

ورأى الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق، أن الاحتلال لم يُرِد يومًا ترك غزة والانسحاب منها، بدلالة مقولة شارون الشهيرة بشأن مستوطنة "نتساريم" سابقًا، لكن المقاومة دفعته إلى التفكير بترك غزة بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدها.

وأضاف صادق لـ"فلسطين" أن الاحتلال أُجبر تحت ضربات المقاومة على الاندحار من غزة، خاصة أن المقاومة نجحت في اقتحام المستوطنات، ولم يستطع الصمود في وجه العمليات المتتالية.

وتابع: عمليات المقاومة داخل المستوطنات وفي محيطها تميزت بأنها نوعية، وأجبرت قادة الاحتلال على تغيير حساباتهم وتقديراتهم بعد تشديد المقاومة ضرباتها ضد حواجز الاحتلال والمستوطنات كذلك.

من جهته قال المحلل المختص بالشؤون الأمنية د. ناجي البطة: إن العمليات النوعية والمعارك التي خاضتها المقاومة مع الاحتلال إبَّان وجوده في قطاع غزة، وما رافق ذلك من عمليات عسكرية، أرهق الاحتلال وجعل تكلفة وجوده مرتفعة الثمن، وقد كسرت المقاومة قاعدة شارون أن نتساريم مثل "تل أبيب".

وأشار البطة لـ"فلسطين"، إلى أن التقييم الأمني والعسكري الذي تلقاه شارون: أن سلسلة عمليات المقاومة جعلت مستوطنات الاحتلال بغزة ساقطة أمنيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، والانسحاب منها أقل تكلفة بكثير من البقاء فيها.

وعدَّ اندحار الاحتلال من غزة نقطة كبيرة لصالح الشعب الفلسطيني ضد "المشروع الصهيوني" القائم على التمدد في الأراضي الفلسطينية والعربية، وتلى ذلك اندحاره أيضًا من جنوب لبنان في 2006.