فلسطين أون لاين

تقرير اندحار الاحتلال من غزة.. معادلة فرضتها المقاومة تؤسس لتحرير كل فلسطين

...
اندحار الاحتلال من غزة- أرشيف
غزة/ أدهم الشريف:

عندما اندحرت (إسرائيل) بمُستوطنيها وجيشها من غزة عام 2005، لم يشكل ذلك حدثًا نهائيًا لفصائل المقاومة بقدر ما كان تاريخ يؤسس لمرحلة جديدة يرى مراقبون أن عنوانها تحرير فلسطين.

كانت (إسرائيل) تسيطر على أراضٍ واسعة من القطاع الساحلي البالغ مساحته 365 كيلو مترًا مربعًا، ضمن سلسلة مستوطنات تمتد من شماله حتى أقصى الجنوب، احتوت آلاف المستوطنين ولم تتمكن من حمايتهم بعد أن جعلت المقاومة حياتهم فيها جحيمًا لا يُطاق.

وبالفعل أكمل الاحتلال الإسرائيلي انسحابه من غزة في مشهد لم يتكرر بالأراضي الفلسطينية منذ إقامة الكيان على أثر نكبة 1948، وقد شهدت القدرات العسكرية لفصائل المقاومة تطورًا كبيرًا جعلت من قطاع غزة منطقة تمثّل رعبًا للاحتلال.

ورأى الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية العميد رفيق أبو هاني، أن فصائل المقاومة أسست معادلتها مع الاحتلال بناءً على أن "ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة"، مستفيدة من قدرتها على إيلام جيش الاحتلال والمستوطنين عندما كانوا داخل قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: 18 عامًا على الاندحار الإسرائيلي من غزة

وأضاف أبو هاني لصحيفة "فلسطين"، أن انسحاب الاحتلال من غزة يؤكد أن المقاومة هي الحل الوحيد لدحره وإنهائه، أمَّا ما يسمى بالاتفاقيات والمفاوضات دون أن تكون مبنية على المقاومة لن تحقق شيء.

وبيّن أن المقاومة استطاعت تحقيق هذا الحلم بالرغم من أن رئيس وزراء الاحتلال السابق أريئيل شارون، كان يعد مستوطنة "نيت ساريم" سابقًا مثل "تل أبيب".

ونبَّه أبو هاني إلى أن "نيت ساريم" مثلما كانت مهددة بقذائف وصواريخ المقاومة أصبحت "تل أبيب" أيضًا مهددة بخطر صواريخ غزة التي طورتها المقاومة واستخدمتها كتائب القسام لأول مرة في معركة "حجارة السجيل" 2012، التي خاضتها بعد اغتيال القائد البارز في كتائب القسام أحمد الجعبري.

فاتورة حماية المستوطنين

وذكر خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن سيناريو اندحار الاحتلال من غزة ممكن أن يتكرر خاصة في الضفة الغربية، وقد أصبحت فاتورة حماية المستوطنين وضمان سلامتهم عالية جدًا ومهددة.

ويتطلب تحقيق ذلك -بحسب أبو هاني- الاستمرار في طريق المقاومة والالتفاف حولها بعد أن أثبتت نجاعتها في غزة وجنوب لبنان أيضًا وفي كل مكان حول العالم اندلعت فيه ثورة ضد الاحتلال، فقد أصبحت الثورةُ وقادتها وشهداؤها إضافة عند الشعوب المحررة وأيقونة تتغنى بها.

من جهته، رأى الخبير الأمني محمد لافي، أن فصائل المقاومة والأجنحة العسكرية تتميز بأنها تملك إرادة قتالية بما يتوفر لديها من إمكانيات وقدرات عسكرية ضد جيش يتلقى الدعم العسكري من دول عظمى.

وأضاف لافي لـ"فلسطين" أن استعدادات المقاومة لتنفيذ مناورة "الركن الشديد 4" تعكس إرادتها لتحرير فلسطين واستعدادها المستمر لمواجهة الاحتلال، مشيرًا إلى أن القسام وفصائل المقاومة مَن بادر بقصف كيان الاحتلال في معركة سيف القدس، مايو/أيار 2021.

تصاعد مستمر

وبيَّن أن عمليات المقاومة ضد الاحتلال عندما كان بغزة كانت تتسم بالطابع الفردي المنظم، لكن عمليات المقاومة بعد سنوات من اندحاره أصبحت أكثر تطورًا وشكلت فارقًا كبيرًا في مواجهة الاحتلال، ولديها القدرة على أن تبادر وتباغت جيش الاحتلال بطرق وأساليب مختلفة.

وتابع لافي: "إن المقاومة في تصاعد مستمر بغزة وفي الضفة أيضًا وتحقق إنجازات جديدة آخرها بدء إطلاق الصواريخ من جنين تجاه المستوطنات في الضفة".