رفض نتنياهو مناقشة ملف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية في جلسة الحكومة المنعقدة يوم الثلاثاء، واتفق على تأجيل النقاش في ملف الأسرى إلى ما بعد الأعياد اليهودية، التي تبدأ من ليلة عيد رأس السنة العبرية 15 أيلول/سبتمبر، وتنتهي بتاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عيد فرحة نزول التوراة كما يزعمون، وهذا التأجيل لملف الأسرى يشير إلى أمرين:
الأمر الأول: سعي الحكومة الإسرائيلية إلى تمرير هجمة الأعياد اليهودية على المسجد الأقصى دون تصعيد من قبل الشعب الفلسطيني، وهذا التصعيد قد يصل إلى حد إطلاق الصواريخ من غزة، وتنفيذ عمليات بطولية في الضفة الغربية، وقد نقلت صحيفة معاريف تخوف رئيس أركان جيش العدو هرتسي هليفي، من التصعيد، وقال لابن غفير: حياة الإسرائيليين أهم من قرارك بخصوص الأسرى الفلسطينيين، ويجب مناقشة قضية الأسرى بعد الأعياد اليهودية.
الأمر الثاني: المكانة المميزة للأسرى الفلسطينيين في نفوس الشعب الفلسطيني، وقد بلغ عددهم في السجون الإسرائيلية 5500 أسير تقريبًا، وهم ينتشرون في كل مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وغزة، وقد أعلنوا عن نيتهم البدء بالإضراب المفتوح عن الطعام يوم الخميس، وهذا الإضراب لو تحقق، فسيفتح طنجرة الضغط الفلسطينية، وسيفجّر غضب الملايين.
في مرات سابقة، حرصت مصلحة السجون الإسرائيلية، وبتوصيةٍ من أعلى مستوى سياسي في حكومة العدو، على التراجع عن قرارات التصعيد ضد الأسرى، وسعت إلى احتواء الأوضاع المتفجرة، وتداركت مصلحة السجون بالمفاوضات المباشرة مع قيادة الأسرى، تهديدهم بالإضراب المفتوح عن الطعام، حدث ذلك أكثر من مرة، وهذا هو السبب الذي جعل نتنياهو يرفض طلب بن غفير بتشديد الإجراءات ضد الأسرى الفلسطينيين في هذه الأيام، وإبلاغ الوزير بن غفير بأن القرار بشأن الأسرى الفلسطينيين سيُتخذ فقط من قبل نتنياهو، والمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، بدعوى أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد كبير في المنطقة.
اقرأ أيضًا: قمع الأسرى الفلسطينيين فصل عنصري
اقرأ أيضًا: منظمة التحرير وصفقة الأسرى
تصعيد كبير في المنطقة، جملة تشد الانتباه، ومضمونها أن العدو الإسرائيلي يتجنب تصعيدًا كبيرًا بالمنطقة في هذه المرحلة، وذلك لعدة اعتبارات سياسية ودبلوماسية وأمنية واقتصادية، وفي تقديري فإن الخشية من التصعيد الكبير في المنطقة تمثّل أبلغ رسالة سياسية تفرض نفسها على الشعب الفلسطيني، ومضمونها يقول:
طالما كانت إسرائيل تخاف من التصعيد الكبير، وتعمل ألف حساب لغضب الشعب الفلسطيني، وتتراجع عن قرارات عقابية بحق الأسرى، فلماذا يواصل المتطرفون اليهود اقتحامات المسجد الأقصى في أعيادهم الزائفة، دون خوف من التصعيد الكبير في المنطقة؟
ولماذا يواصل المستوطنون اليهود عدوانهم على الأرض، دون خوف من التصعيد الكبير؟
ولماذا تواصل الوحدات الخاصة وجيش العدو اقتحامه وعدوانه على المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية، دون خوفهم من التصعيد الكبير؟
أسئلة تفرض نفسها على القيادات الفلسطينية، وتفتش عن جواب عند أهل الرأي والمشورة.
لماذا يخشى العدو من التصعيد الكبير في المنطقة من جراء الاعتداء على الأسرى، ويتراجع عن قرارات الوزير بن غفير؟ ولا يخشى التصعيد الكبير من جراء الاعتداء على المسجد الأقصى وعلى أرض الضفة الغربية؟