بألوان متعددة وأشكال جذابة، تقدم السيدة جيهان سعد، (40 عامًا)، أصنافًا من الشوكولاتة أمام زوار جناحها في معرض نُظم بغزة أول من أمس، بالتعاون بين مركز التجارة الفلسطيني "بال تريد" ومؤسسة "أوكساف".
بدأت السيدة سعد مشروعها قبل عدة سنوات مع أبنائها، بتصنيع نوعين فقط من الشوكولاتة، وبفضل تفانيها واجتهادها، تمكنت اليوم من تصنيع عشرين نوعًا مختلفًا وتوظيف عمال من الجنسين.
تُبين لصحيفة "فلسطين" أنها توجه إنتاجها نحو فئة محددة من المجتمع، حيث أنها تستورد المواد الخام اللازمة لإعداد الشوكولاتة من دول كـ سويسرا وبلجيكا وإسبانيا وأسعارها مرتفعة.
نجحت جيهان في جذب انتباه زوار المعرض بفضل مهارتها العالية في الصناعة اليدوية والجودة الرائعة لمنتجاتها، إذ تستخدم قوالب متنوعة تناسب احتياج الأسر والمؤسسات وتصميمات تُرضي ذوق الأطفال، هذا إضافة إلى توفر منتجاتها لمناسبات الزفاف، والأعياد، حفلات التخرج.
ويوضح مدير مكتب مركز التجارة الفلسطيني بغزة "بال تريد" محمد سكيك أن الفعالية هدفت إلى تعزيز العلاقات بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين في قطاع غزة، وإعطاء فرصة للمشاركين للانخراط في التوجه الاقتصادي الإيجابي.
اقرأ أيضًا: المهارة رأس مالها.. "رمضان" ينعش مشاريع الأكل البيتي
ويشير سكيك في تصريح لصحيفة "فلسطين" إلى أن المشاريع المشاركة في الفعالية 20 مشروعاً تنوعت بين الزراعية والصناعية والغذائية والخدمية، ما يعكس التنوع والاستدامة في الاقتصاد.
ويؤكد أهمية دعم المشاريع الصغيرة وتخفيض معدلات البطالة، مشدداً على أهمية فتح المجال للتصدير كوسيلة لتوسيع فرص الأعمال في قطاع غزة، عادًّا السوق المحلية محدودة ويتعين على الأفراد البحث عن فرص خارجية.
وفي زاوية خاصة داخل المعرض، عرضت منتجات المهندسة آلاء مرتجي، وهي قطع خزفية يدوية تحمل في طياتها تراثًا فلسطينيًا غنيًا.
وشرحت مرتجى لصحيفة "فلسطين"، كيفية تصنيع منتجاتها التي تُجهز بالكامل يدويًا، من البداية حتى النهاية.
وتشير إلى أن منتجاتها تمثل إنتاجًا وطنيًا، حيث تتم جميع عمليات الصناعة في مدينة الخليل بالضفة الغربية وتُورَد إلى قطاع غزة.
وتشمل منتجات مرتجى مجموعة متنوعة من القطع الخزفية، بما في ذلك كؤوس وصحون وأباريق وصواني تراثية ومعلقات وغيرها.
وتشير إلى أن الاهتمام بشراء هذه المنتجات من المستهلكين المحليين محدود، بينما تجد إقبالًا من السياح والمغتربين الذين يزورون فلسطين ويرغبون في اقتناءها كتذكار للتراث الفلسطيني الغني.
اقرأ أيضًا: غزِّيات يقدن مشاريع تمكين اقتصادي للإنفاق على أسرهن
وفي السياق، يقول مدير الدراسات والتخطيط في وزارة الاقتصاد، د. أسامة نوفل، إن وزارة الاقتصاد تلتزم بتقديم الدعم اللازم لأصحاب المشاريع الصغيرة والريادية من خلال تقديم قروض ميسرة، بالإضافة إلى تقديم تسهيلات في عمليات التسجيل والترخيص لتشجيع الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
ويؤكد نوفل أهمية هذه المعارض في اتاحته الفرص لأصحاب المشاريع الريادية، خاصةً الشباب، بهدف تحفيزهم على الاستمرار وتطوير مشاريعهم في ظل التحديات الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة.
بدوره، شدد نائب رئيس مجلس إدارة مركز التجارة الفلسطيني "بال تريد"، فيصل الشوا، على أهمية تعزيز ودعم الصناعة الوطنية وتوفير حماية لها، إضافة إلى تشجيع المشاريع الصغيرة وتقديم الدعم والرعاية لها، وتوفير مصادر الدعم للريادين والرياديات للاستمرار والتوسع.
يشير الشوا إلى ضرورة فتح أفاق جديدة لتسويق المنتجات الفلسطينية في الخارج، وتوفير المعدات والمواد الخام الضرورية للوحدات الإنتاجية والمصانع.
ويؤكد وجود نخبة من المصنعين ورواد الأعمال في فلسطين قادرين على تحقيق تأثير إيجابي إذا وفرت لهم الفرص المناسبة.
وتطرق الشوا إلى التحديات التي تواجه الشركات والأعمال في فلسطين، مثل مشكلات الطاقة والمياه، وارتفاع التكاليف التشغيلية، وصعوبات الحركة والعبور.
ويعمل مركز التجارة الفلسطيني "بال تريد" على دعم وتطوير القطاع التجاري والاقتصادي عبر تصميم برامج ومشاريع لدعم صغار المصدرين وفتح أسواق جديدة وتطوير منتجات فلسطينية تتمتع بجودة تنافسية وفق ما أفاد الشوا لـ"فلسطين".
وتشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2022 إلى ارتفاع كبير في نسب البطالة في صفوف الخريجين الجامعيين، حيث بلغت 48% بواقع 28% في الضفة الغربية و74% في قطاع غزة.