أطلق نشطاء في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م، مبادرة لجمع التبرعات وتقديم الدعم المعنوي والمالي لأهالي ومعتقلي "هبة الكرامة" التي انطلقت في مايو/ أيار 2021م.
واندلعت "هبة الكرامة" تضامنًا مع القدس والمسجد الأقصى المبارك، وضد محاولات تهجير أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم، وإسنادًا لقطاع غزة الذي تعرض وقتها لعدوان إسرائيلي واسع.
اقرأ المزيد: محكمة الاحتلال تفرض السجن على شاب من عكا من معتقلي هبة الكرامة
وأوضح أحد النشطاء القائمين على المبادرة رشاد عمري، أن هذه الخطوة تأتي في سياق جهود المهتمين والمتابعين لقضايا معتقلي هبة الكرامة، لتقديم دعم معنوي ومالي للمعتقلين وأسرهم، بهدف تعزيز استمراريتهم في مواجهة الصعوبات التي يواجهونها داخل السجون وأمام المحاكم الإسرائيلية.
وأكد عمري لصحيفة "فلسطين" أمس، أن المعتقلين وأهاليهم يشعرون بالوحدة في مواجهة سلطات الاحتلال، قبل الزج بالعديد منهم في أقسام التحقيق بواسطة جهاز "الشاباك".
وأوضح أن هدف المبادرة الرئيسي هو توفير الأموال الضرورية للمعتقلين وأسرهم لتغطية تكاليف المحامين، نظرًا لأن العديد منهم توقفوا عن العمل للتفرغ لمتابعة قضايا أبنائهم بهدف الإفراج عنهم.
وأضاف أن هذه المبادرة تأتي كجزء من التضامن المجتمعي الذي يهدف إلى مساعدة معتقلي "هبة الكرامة" وعائلاتهم في مواجهة التحديات القانونية والاقتصادية التي يواجهونها.
وفي إضافة إلى ذلك، أشار إلى أنه في أثناء متابعته لمسألة المعتقلين، تبين له أن هناك حاجة ماسة لدعم الأهالي ماليًا عبر توفير الأموال اللازمة لتغطية تكاليف المحامين، الذين تكون نفقاتهم مرتفعة جدًا. وأوضح أن توقف الأهالي عن العمل وتنقلهم المتكرر من مكان لآخر لمتابعة قضايا أبنائهم يضعهم في وضع مالي صعب.
ونبه عمري إلى أن هذه المبادرة ليست الوحيدة التي تهدف إلى دعم معتقلي هبة الكرامة وذويهم، حيث أُنشئ في الأشهر السابقة صندوق الكرامة والأمل بمبادرة من جمعية بلدنا بهدف مساعدتهم في قضايا المحامين وتغطية تكاليفها، وذلك نتيجة للمعاناة الكبيرة التي يمر بها الأهالي في هذه الفترة.
اقرأ المزيد:المعتقلون في "هبة الكرامة" يواجهون تُهمًا ملفقة داخل محاكم الاحتلال
وشدد الناشط الفلسطيني على أهمية التضامن مع الأهالي وتقديم الدعم لهم، سواء ماديًا أو معنويًا، نظرًا لأن أبناءهم قد دافعوا بشجاعة عن شعبهم ومقدساتهم، وواجهوا المستوطنين الذين هاجموا بيوتهم وأطفالهم.
وأضاف أن هذه المبادرة تعكس روح التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع الفلسطيني في الداخل، إذ تهدف إلى دعم العائلات التي تعاني تداعيات الاعتقالات والسعي نحو تحقيق العدالة والكرامة للمعتقلين وأسرهم.
وبعد حدوث "هبة الكرامة"، شنت سلطات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة استهدفت حوالي 2800 شاب من الداخل المحتل بسبب مشاركتهم في هذا الحراك الثوري. وفي الوقت الحالي، ما زال بعض هؤلاء الشبان قيد الاعتقال، وقد شددت سلطات الاحتلال إجراءاتها ضد البعض الآخر، في حين أصدرت أحكامًا عالية وصارمة بحق البعض الآخر تجاوزت فترة السجن فيها 15 عامًا.