فضحت المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة هشاشة أمن الاحتلال الإسرائيلي وأحرجت قادته بمختلف المستويات السياسية والأمنية والعسكرية، وقد أخذت أشكالًا متعددة أبرزها العمليات الفردية التي ينفذها شبان ثائرون، وتفجير العبوات الناسفة.
وفي ظل زيادة حالة القلق والخوف التي يعيشها المستوطنون في مختلف مدن الضفة الغربية المحتلة، بفعل قوّة المقاومة وارتفاع وتيرة العمليات الفدائية، قرر وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت تخصيص 20 مليون شيقل لشراء نحو 30 مركبة مصفحة، وتصفيح حافلات ومركبات نقل المستوطنين.
وعزا مراقبون لجوء الاحتلال إلى هذه الخطوة إلى انعدام حالة الأمن والأمان لدى المستوطنين نتيجة تصاعد عمليات المقاومة في الفترة الراهنة.
اقرأ المزيد:مختصان: تحصين الاحتلال آلياته العسكرية ينم عن تطور المقاومة
ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علام أن تعدد أشكال المقاومة في الضفة الغربية وآخرها انتشار العبوات الناسفة شديدة الانفجار أجبرت قادة الاحتلال على اتخاذ هذه الخطوة.
وأوضح أبو علام لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال ينظر للعبوات الناسفة بخطورة بالغة، إذ إنها استطاعت تحويل الجيبات العسكرية المحصنة إلى "مصيدة موت" في العدوانات العسكرية التي يشنها ضد مدن الضفة وفق وصف مسؤولين إسرائيليين.
وبيّن أن الاحتلال يدّعي أن العبوات المتفجرة منتشرة كثيرًا في الضفة، وخاصة في جنين وبلاطة، إذ تحولت إلى مواقع تزويد وتصنيع وتحويل لمناطق أخرى.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال لم تدّخر جهدًا في استخدام كل الأساليب لتأمين الحماية للجنود والمستوطنين.
وتوّقع أبو علام استمرار المقاومة بوتيرة متصاعدة، والتي قد تصل إلى مواجهة مع الاحتلال خاصة مع قرب "الأعياد اليهودية" المقررة منتصف الشهر الجاري، ولا سيّما في ظل تنامي وتيرة سياسات القمع والتهويد والإجرام بحق الشعب الفلسطيني.
اقرأ المزيد: "بن غفير" يخصّص 120 مليون شيكل لـ"أمن المستوطنات" بالقدس المحتلة
وأيّد ذلك الخبير في الشأن الإسرائيلي د. عمار جعارة، إذ أكد أن المستوطنين لا يشعرون بالأمن بفعل ضربات المقاومة، وحكومة المتطرفين لا تستطيع حمايتهم.
وأوضح جعارة لـ"فلسطين" أن فقدان المستوطنين الأمن يثير غضب وزير "الأمن القومي" بحكومة المستوطنين المتطرف إيتمار بن غفير الذي يعد توفيره على رأس أولوياته.
ووصف خطوة الاحتلال بأنها "عبث بالفكر الإسرائيلي وخاصة في المجال الأمني"، مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال تمر بمأزق حقيقي هذه الفترة من جراء زيادة حدّة المقاومة والمظاهرات المعارضة التي تعم المجتمع الإسرائيلي داخليًا.
وقال: رغم استمرار الممارسات الإسرائيلية في الضفة، القائمة على الهدم والاستيلاء على الأراضي، والاقتحامات، إلا أن المستوطنين يفقدون الأمن.
ورأى أن الاحتلال يريد من شراء المصفحات إيصال رسالة للفلسطينيين بأنه المتحكم والمسيطر على الضفة وهو صاحب الكلمة العليا فيها.
وبيّن أن تصاعد المقاومة يكّذب وعودات نتنياهو و"بن غفير" للمستوطنين بتوفير الأمن والاستقرار داخل مستوطنات الضفة، وهو ما يثبت أن المقاومة هي التي تفرض معادلاتها.