فلسطين أون لاين

تقرير الأعياد اليهودية.. مناسبات للتنغيص والتضييق على المقدسيين

...
تجمع للإسرائيليين في أحد الأعياد اليهودية (أرشيف)
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

يحبس المقدسيون أنفاسهم خلال شهر أيلول/ سبتمبر، بسبب الإجراءات المشددة التي يتخذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضدهم، والتي تتزامن مع ثلاثة أعياد يهودية من أجل تأمين اقتحام المستوطنين للقدس والمسجد الأقصى المبارك.

ويحتفل المستوطنون خلال الشهر الجاري بثلاثة أعياد، أولها ما يسمى بـ"رأس السنة العبرية" ويوافق الـ15 من الشهر الجاري، ويستمر يومين، يليه "عيد الغفران" في 24 من سبتمبر الجاري، ويستمر أسبوعًا، ثمّ ما يسمى بـ"عيد العرش" في 29 من الشهر الجاري ويستمر يومين.

ففي هذه الأيام يضيق جيش الاحتلال الخناق على المقدسيين والوافدين إلى القدس والأقصى، ويتخذ إجراءات أمنية مشددة تحد من حرية وحركة المقدسيين والوافدين إلى المدينة المحتلة، كنشر الحواجز العسكرية وآلاف الجنود مهمتهم تتبع الفلسطينيين والتدقيق في بياناتهم ومنعهم من الوصول إلى القدس بذرائع واهية.

اقرأ أيضا: "الأعياد اليهودية".. فرصة متكررة لتحقيق أطماع المستوطنين في الأقصى

وتتجهز الجماعات الاستيطانية لتنظيم أكبر حشدٍ للمستوطنين للمشاركة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، مستغلين موسم الأعياد اليهودية.

ثكنة عسكرية

وقال المختص بشؤون القدس، ناصر الهدمي: إن الأعياد اليهودية تمثل كابوسًا يهدد القدس والمسجد الأقصى، وخاصة في هذه الفترة والتي تتزامن مع تنظيم ثلاثة أعياد يهودية تستهدف تأمين دخول المستوطنين إلى المدينة المحتلة.

وأضاف الهدمي لصحيفة "فلسطين"، أن أصعب أيام تمر على المسجد الأقصى التي تأتي خلال الأعياد اليهودية، فيتم تحويل المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية، تستغلها جماعات الهيكل والحكومة اليمينية المتطرفة لتنفيذ مخططاتها وتهويد المسجد الأقصى، بالإضافة إلى محاولات إدخال القرابين النباتية وتغيير واقع المكان.

وأكد أن المقدسيين يعيشون فترة الأعياد اليهودية تحت وطأة الإجراءات والمضايقات من شرطة الاحتلال، إذ تُحوَّل إلى ثكنة عسكرية، وتُفرَّغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين، كما يتم اعتقال النشطاء القادمين إلى المكان وإبعادهم من أجل تسهيل اقتحام القدس.

اقرأ أيضا: "جماعات الهيكل" تتجهز لاقتحاماتٍ واسعة تبدأ منتصف سبتمبر الحالي

ورأى أن الأعياد اليهودية المقبلة قد يكون لها تأثير أكبر على القدس والأقصى نظرًا لدعم الحكومة اليمينية المتطرفة للجماعات الاستيطانية وجماعات الهيكل، داعيًا العالم العربي والإسلامي إلى التعاون من أجل الدفاع عن القدس والأقصى.

كما دعا الهدمي، أحرار العالم والشعوب العربية إلى دعم المقدسيين والمساهمة في حمايتهم من زيادة الجرائم في القدس والأقصى والرباط فيه من أجل التصدي لمخططات الاحتلال والجماعات الاستيطانية، مردفًا: "يبدوا أن الأقصى مغيَّب عن الأمة العربية والإسلامية".

وطالب أحرار العالم والشعوب العربية بدعم صمود المقدسيين والقيام بدورهم من أجل حمايتهم في ظل زيادة الجرائم الممارسة في القدس والأقصى.

حكومة متطرفة

بينما قال الباحث المقدسي والمختص بالشؤون الإسرائيلية، إسماعيل مسلماني: "يبدو أننا ذاهبون إلى تصعيد الأوضاع في مدينة القدس؛ بسبب تصاعد الجرائم التي تمارسها الحكومة اليمينية المتطرفة، والتي تسعى إلى فرض سياسة الأمر الواقع على القدس والأقصى".

وأشار مسلماني، لصحيفة "فلسطين" إلى أن جماعات الهيكل تنظم وتمول اقتحامات القدس والأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية.

وأوضح أن شرطة الاحتلال تقوم بالتنسيق مع المستوطنين والجماعات المتطرفة لتسهيل دخولهم إلى الأقصى؛ بهدف تبرير الاعتداءات على النساء والأطفال والتدقيق في هوياتهم ومنعهم من الوصول إلى الأقصى، موضحًا أن هذه الجهود تسعى إلى بسط السيادة الإسرائيلية على القدس.

اقرأ أيضا: تقرير الخطر يحدق بالأقصى خلال الأعياد اليهودية ودعوات لتكثيف الرباط

وأكد تورط الحكومة المتطرفة، وأعضاء الكنيست والوزراء المؤيدين للسياسات الاستيطانية والتهويدية، بتوفير الحماية والدعم لجماعات الهيكل، لاستغلال موسم الأعياد اليهودية لمحاولة السيطرة على الأقصى وتهويد المكان.

وشدد على أهمية تضافر جهود الجميع لحماية القدس والأقصى، وعدم تركهما وحيدين أمام سياسات الاحتلال، داعيًا حكومة اشتية إلى وضع ملف القدس في أعلى رأس سلم أولوياتها، والعمل على تدويل القضية على الساحة الدولية لوقف الجرائم في القدس.

كما دعا إلى تبني موقف عربي واضح تجاه ما يحدث في القدس والأقصى، واستباق الأحداث لتجنب الكوارث الناجمة عن تصاعد سياسات الاحتلال بالأقصى، مطالبًا العالم بالعمل على نشر قوات دولية لحماية المسجد الأقصى ومنع منظمات الهيكل وحكومة الاحتلال المتطرفة من هدمه.