فلسطين أون لاين

تقرير ماذا تعني التغذية القسرية للطفل وكيف تؤثر في سلوكه الغذائي؟

...
التغذية القسرية للطفل وتأثيرها على السلوك الغذائي
غزة/خاص فلسطين:

يميل الآباء إلى القلق عندما يرفض طفلهم تناول الطعام، أو يأكل القليل، أو يتجنب الأطعمة الصحية مثل الفواكه والخضروات، وقد يشعر بعض الآباء بالقلق إزاء هذا الأمر، خاصة إذا كان طفلهم لا يكتسب الوزن أو يفقده. 

ويعد إجبار الطفل أو إكراهه على إكمال وجبته ممارسة أبوية، يعرف بـ"التغذية القسرية" أو الضغط لتناول الطعام، لكن ما ينساه الآباء هو أن أطفالهم شهية وأذواق مختلفة، وإجبارهم على تناول الطعام غالبًا ما يؤدي إلى كرههم للطعام أو تناول كميات أقل منه، كما تؤكد د. شيلي جوبتا، استشارية حديثي الولادة والأمومة في تقرير نشره موقع "أونلي ماي هيلث"، وترجمته صحيفة "فلسطين".

ووفقًا لمجلة العناصر الغذائية، تعد ممارسات التغذية في بداية الحياة أمرًا بالغ الأهمية لنمو الطفل الصحي وتطوره وإمكاناته، مبينة أن التغذية القسرية قد تأخذ أشكالًا عدة، منها: إجبار الصغير على تناول كمية كبيرة من الطعام بالرغم من كرهه له، واختيار ماذا ومتى وكم الطعام الذي سيأكله الطفل، ومقارنة الطفل بأطفال آخرين أو ابتزاز الطفل لتناول الطعام أو تناول كمية كبيرة من الطعام، إلى جانب رفض الاستجابة لطلبات الطفل بتناول كمية أقل من الطعام أو في وقت لاحق.

انتبه للإشارات

وتقول الدكتورة جوبتا: "قد يأكل أكثر بقليل عند إجباره على تناول الطعام ولكن ذلك يتسبب في ربط الطعام بمشاعر سلبية، ما قد يؤدي إلى الكراهية والتجنب".

والنقطة الأهم، وفقًا لاختصاصية حديثي الولادة والأمومة، قد يمنع هذا السلوك الأبوي الأطفال من التعرف على الإشارات الداخلية الخاصة بهم للجوع والامتلاء والتصرف بناءً عليها، ما يزيد من احتمال الإفراط في تناول الطعام في المستقبل. 

وتضيف جوبتا: "يمكن أن تؤدي التغذية القسرية إلى النفور من الأكل، وتقليل الشهية، وارتباط سلبي طويل الأمد بالطعام، والإصابة باضطرابات الأكل نتيجة تناول الطعام بالإكراه أو عدم تناوله".

وتؤكد أن الأطفال يمتلكون إحساسًا جيدًا عندما يشعرون بالجوع أو الشبع، ومن الأهمية بمكان أن تثق الأم بهم وتعلم أنهم سيأكلون إذا كانوا جائعين. 

وتمضي جوبتا بالقول: "بالقيام بذلك، لن تحتاجي إلى إجبار طفلك على تناول الطعام، عندما يحتاج جسمه إلى التغذية سيفعلون ذلك طواعية، وعلى نفس المنوال، لا ينبغي الضغط على ميول الأطفال الفطرية لرفض الوجبات الجديدة أو المرة".

بدلًا من ذلك، تنصح بالاستمرار في محاولة إطعام الطفل وقبول أي رفض، والإدراك بأن هذه مرحلة نمو طبيعية، وأن التغذية القسرية ستجعل تجربة الطفل مع الطعام سلبية.

أشياء يجب مراعاتها

وتطرح جوبتا مجموعة من النصائح التي يمكن أن تعين الأم على تجاوز التغذية القسرية لطفلها.

ضع نفسك مكان الطفل: حاول أن تتخيل كيف سيكون الأمر عندما تُجبر على تناول الطعام دون أن تشعر بالجوع، أو عندما لا تعرف ما الذي يُطلب منك تناوله. ما رأيك؟ سيكون من الأسهل إدراك أن فعل ذلك له تأثير عكسي إذا تعاطفت مع طفلك وحاولت فهم العالم من وجهة نظره. 

توقيت الوجبات: متى كانت آخر مرة تناول فيها طفلك وجبة خفيفة أو مشروبًا كبيرًا مثل الحليب؟ هل هم جائعون فعلًا؟ هل هم مرهقون جدًا بحيث لا يمكنهم تناول الطعام جيدًا على الطاولة؟ هل طفلك لا يأكل لأنه مريض؟ لاكتشاف ما إذا كان جدول طفلك قد يؤثر في سلوكه في تناول الطعام، حاول الاحتفاظ بمذكرات تتضمن وجبات طفلك والوجبات الخفيفة والمشروبات وأوقات القيلولة.

إشارات الجوع: عندما نشعر بالجوع أو الشبع، فإن أجسامنا جيدة بشكل لا يصدق في إيصال ذلك إلينا. ومع ذلك، فإن التدخل المستمر -مثل الضغط على الأطفال لتناول الطعام عندما لا يرغبون في تناول الطعام- يمكن أن يفسد الأمر.

حصة الطعام مقابل العمر: نظرًا لأن معدة الأطفال أصغر من معدة البالغين، فقد تقدم لهم الكثير من الطعام وتخلق توقعات غير واقعية نتيجة لذلك، وكقاعدة عامة، يجب أن تتناسب حصة واحدة من كل طبق تقريبًا مع راحة يد الطفل، وعلى الرغم من أن كل طفل لديه شهية مختلفة، إلا أن تذكّر قاعدة راحة اليد سيساعدك على تجنب تقديم كميات زائدة من أي وجبة واحدة.