على مدار العقود تسير الحركة الصهيونية في مسارها الاستعماري والإحلالي وفق رؤية وخطة مرسومة ودقيقة.
وبناءً على هذا المنهج أقرت حكومة الإحتلال الصهيوني مؤخرًا ما أسمته (خطة الاستيلاء على المسجد الأقصى) بدءًا من هذا العام وحتى نهاية عام ٢٠٢٨ .
وفي حقيقة الأمر أن سلوك هذا الكيان الرسمي والشعبي يبرهن على الرغبة في الاستيلاء الكامل على المسجد الأقصى.
هذه الخطة الصهيونية تتطلب من الفلسطينيين وضع خطة للدفاع عن المسجد الأقصى والدفاع عن كل فلسطين، وهذه من بديهيات العمل لكل من يريد أن يدافع عن نفسه ويرد العدوان الممنهج والإرهاب الصهيوني المدروس.
وبنظرة متفحصة على الواقع الفلسطيني نجد أن هناك جهدًا مضنيًا لفصائل المقاومة تحاول فيه الدفاع عن المسجد الأقصى والدفاع عن الأرض الفلسطينية والدفاع عن الأسرى والدفاع عن الكينونة والوجود للإنسان الفلسطيني، هذا الفعل المقاوم الفصائلي يتمدد وينكمش، يقوى ويضعف، ويصمد أمام المؤامرات والملاحقات ويتأثر، ولكنه عمومًا مستمر ويملك الإرادة حتى في أحلك الظروف وأسوأ الأحوال.
والصورة الثانية سلوك قيادة السلطة الرسمية والتي يتعامل معها المجتمع الدولي كله وتملك المقدرات العامة للشعب الفلسطيني وتمثل القضية الفلسطينية أمام كل الأطراف الداخلية والخارجية، والمطالبة بسلوك رسمي حقيقي لمواجهة الخطة المعلنة الصهيونية والمطلوب منها أن ترعى الفعل المقاوم الفلسطيني بكل الأدوات من الكلمة إلى البندقية.
اقرأ أيضًِا: فمن للمسجد الأقصى؟
اقرأ أيضًا: الأقصى يجمعنا
ولكن للأسف نجد أن هذه السلطة غير قادرة وغير راغبة وغير مهتمة بمواجهة خطة الاحتلال عبر وضع خطة لكل الطيف الفلسطيني للمواجهة.
وبالعكس هي لم تكتفِ بالموقف السلبي بل تتبنى مواقف ضد الجهات التي تمارس المقاومة ضد خطط الاحتلال في الأقصى وفي غيره.
فسلوك قيادة السلطة حتى الآن يتركز على الاستمرار في التنسيق الأمني، والاعتقالات السياسية، وتفريق المجتمع الفلسطيني ومعاقبة كل المخالفين في الرأي والفعل وفي المشاركة في حصار غزة، واستمرار تغييب دور منظمة التحرير، وتعطيل الانتخابات الحقيقية في كل المجالات المجتمعية والسياسية.
ومظاهر السلوك السلبي لقيادة السلطة كثيرة ومتعددة.
إذن الإحتلال يمارس إرهابه ضمن الخطط المدروسة والمتفق عليها مقابل أن السلوك الفلسطيني بين المقاومة والسلطة متباين ومتفرق ويتجاوز الموقف الصامت السلبي الى الموقف المعادي والمحارب للمقاومة.
نكرر ما أعلنت عنه فصائل المقاومة بما فيها تيارات متعددة داخل حركة فتح أن الحالة الفلسطينية حتى تنجح بشكل أقوى وأوسع في مواجهة الخطة الصهيونية تحتاج إلى خطة إنقاذ وطني بين الجميع:
فصائل وقيادة سلطة ومؤسسات مجتمع أهلي.
وهذه الخطة قائمة على التفاهم على الأهداف والوسائل والآليات.
الوضع في فلسطين معقد ويحتاج إلى جهد جمعي للمواجهة والإنقاذ وصولًا إلى هدف التحرير وقيام الدولة المستقلة.