فلسطين أون لاين

تقرير شبح وتعذيب خلال التحقيق.. واقع مرير لكوادر "الجهاد" بسجون السلطة

...
أجهزة السلطة بالضفة الغربية (أرشيف)
جنين-غزة/ محمد أبو شحمة:

لم تشفع صفة النضال ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي في حماية كوادر حركة الجهاد الإسلامي ومقاوميها الذين تزج بهم أجهزة أمن السلطة في سجونها بالضفة الغربية المحتلة.

وتستخدم هذه الأجهزة أساليب تعذيب بشعة ضد المعتقلين، بتعريضهم للشبح والتعذيب ساعات طويلة، وفقًا لتأكيدات أهاليهم، وقياديٍّ في الحركة.

وتؤكد أم محمد براهمة، والدة المقاوم محمد براهمة، الذي اعتقلته أجهزة أمن السلطة في يوليو/ تموز الماضي خلال توجهه إلى مساندة المقاومين في مخيم جنين، أن ابنها يعيش ظروف اعتقال صعبة جدًّا.

وتقول براهمة لصحيفة "فلسطين": "سبق أن دخل محمد في إضراب مفتوح عن الطعام والشراب؛ للضغط على السلطة للإفراج عنه، لعدم وجود سبب لاعتقاله، وقد وُعد بالإفراج عنه، ولكن لم تصدق السلطة في وعدها".

اقرأ أيضاً: مجموعة حقوقية ترصد حالات تعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان في سجون السلطة

وتضيف: "وضع ابني يرثى له بعد التعذيب الذي تعرض له، ولا سيما الوضع النفسي، الذي يعد أقسى أنواع التعذيب".

وتساءلت براهمة عن سبب مواصلة أجهزة أمن السلطة اعتقال شاب مقاوم والزج به في سجونها وممارسة التعذيب ضده.

ويوجد المعتقل براهمة في زنزانة، إلى جانب مقاومين آخرين بسجن أريحا سيئ السمعة، لدى ما تسمى اللجنة الأمنية، حسب والدته.

كذلك تؤكد والدة المعتقل المقاوم في سجون السلطة مراد ملايشة أن ابنها يعيش ظروفًا صحية صعبة؛ بسبب استمرار اعتقاله على خلفية عمله المقاوم.

وتقول أم مراد ملايشة لـ"فلسطين": "زرت ابني السبت الماضي في سجن أريحا، وهو يمر بظروف صعبة بسبب استمرار اعتقاله"، موضحة أنه سبق أن دخل في إضراب مفتوح عن الطعام، وأوقفه نتيجة وعود بالإفراج عنه، ولكن لم يتم ذلك.

وتشير إلى أن القضاء أصدر 3 قرارات إفراج عن ابنها، لكن أجهزة أمن السلطة ترفض الإفراج عنه.

سلوك خطير

في السياق، أكد مصدر قيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن كوادر الحركة بالضفة يتعرضون لتحقيق قاسٍ وشبح وتعذيب داخل سجون السلطة.

وبين المصدر في تصريح أوردته وكالة "فلسطين اليوم"، أمس، أن أسباب الاعتقال تتعلق بمتابعة أسر الشهداء، وتقديم العون لها، وأداء الواجبات الوطنية تجاه هذه الأسر.

وأوضح أن ️بعض المعتقلين من كوادر الحركة يجبرون على دفع غرامات باهظة للإفراج عنهم.

بدوره عدّ المتحدث باسم الجهاد الإسلامي مصعب البريم اعتقال السلطة كوادرَ المقاومة "جريمة سياسية ووطنية وليست اعتقالات سياسية".

وقال البريم لـ"فلسطين": "من يضحي بشبابه وروحه من أجل دينه وشعبه ووطنه يجب أن يكون محط تكريم وافتخار كل الفلسطينيين"، معتبرا استهداف المناضلين استهدافا للنضال "والأجيال لن تتسامح مع هذا السلوك الخطير الذي يناقض إرادة الشعب الفلسطيني وثقافته الوطنية".

وأضاف أن شرعية منظمة التحرير أمام اختبار وطني، وهي مطالبة إلى جانب حركة فتح بموقف أبي ووطني من جريمة اختطاف المقاومين.

وذكر أن "اختطاف السلطة الكوادر المقاوِمة يعد تحديا خطيرا، إلا أن المقاومة مستمرة وتتطور، وقادرة على حماية شعبها وردع المستوطنين".

واستطرد بالقول: "لن نسمح لأحد أن يستدرجنا لأي احتراب داخلي، وسيبقى موقفنا السياسي ثابتًا، وسلاحنا طاهرًا يعادي الاحتلال الصهيوني".

وفي يوليو/ تموز الماضي أشارت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس إلى أنها تلقت تعهدات من مختلف أقسام السلطة بالإفراج عن المقاومين المعتقلين بعد زيارة رئيس السلطة محمود عباس للمخيم مباشرة، لكن حتى الآن لم يتم تنفيذ هذه الوعود.