فلسطين أون لاين

​مختصٌ في مشاكل النطق

محمد الحايك.. غزّيٌ يعالج أطفالًا سوريين عن بُعد

...
غزة - نسمة حمتو

كانت بداية عمل محمد الحايك (28 عاما) في علاج مشاكل النطق عند الأطفال من خلال حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ثم تواصل مع عدد من رياض الأطفال في قطاع غزة لعلاج أولئك الذين يعانون من مشكلة في النطق، وتبع ذلك انطلاقه إلى علاج الأطفال السوريين الذين يتواصلون معه بشكل خاص..

بعد محاولاتٍ كثيرة

بدأ محمد بالتواصل مع أناس من خارج قطاع غزة، واستطاع أن يُكون شبكة علاقات له، وبعد تعرفه على مجموعة شباب سوريين مهجرين عبر تطبيق "سناب شات"، استعانت به إحدى المشاركات لعلاج النطق لدى ابنتها.

وقال الحايك لـ"فلسطين" عن بداية العمل في فكرته: "حاولت هذه السيدة علاج ابنتها بكل الطرق، وتوجهت لعدد من المؤسسات المختصة، ولكن دون جدوى، ومن خلال مقابلة مع الطفلة عبر الفيديو، وسؤال الأم عن بعض المعلومات، استطعت معرفة المشكلة التي تعاني منها الصغيرة، وعالجتها في عدّة جلسات، لمدة ثلاثة أسابيع".

هذه الأم، من خلال حسابها الشخصي على "فيس بوك" شكرت الحايك على جهوده في علاج ابنتها، ومن هنا كانت البداية.

جلسات تعليمية

وأوضح: "بعد علاج هذه الطفلة، تواصل معي عدد كبير من السوريين الموجودين في تركيا، والذين يعاني أبناؤهم من مشاكل في النطق، وتمكّنت من علاج عدد كبير منهم".

وبيّن: "هذا الأمر فتح لي الباب للتواصل مع بعض الأشخاص من غير السوريين، وعلاج أبنائهم، الإقبال من أولياء الأمور كبير على علاج أبنائهم من مشاكل النطق".

ويحرص محمد على علاج الأطفال السوريين خلال جلسات تعليمية عبر الفيديو، دون الحصول على أي مقابل مادي من الأهل نظرا للأوضاع الصعبة التي يعانون منها.

وأشار إلى أنه، إلى جانب تواصل الأهالي لعلاج أبنائهم، فقد تواصلت معه مختصة سورية في علاج النطق، مقيمة في تركيا، وقدّم لها فكرة مشروع لافتتاح مركز هناك لعلاج النطق، مؤكدا: "هدفي الأكبر الآن هو علاج أطفال سوريا، فهم يعانون الكثير من المشاكل، ولا يجدون الاهتمام الكافي".

مركز كبير

من خلال التجربة التي خاضها محمد في علاج الأطفال، وجد أن هناك تقصيرا كبيرا من قبل الأهالي في علاج أبنائهم الذين يعانون من مشاكل في النطق، فمثلا بعض الأطفال يعاني من مشاكل في عشرة حروف أو أكثر، بينما أهله لا يبحثون له عن العلاج.

بعد تجربته في العمل في علاج الأطفال، في رياض الأطفال أو عبر الانترنت، يطمح الحايك لافتتاح مشروع خاص به، يتمثل في مركز كبير يحتوي على أجهزة خاصة غير متوفرة في غزة، ولكن ضعف التمويل وعدم وجود دعم يحولان دون ذلك.

وبيّن: "حلمي الآن أن أستطيع معالجة كل الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النطق، بدأت خطوتي الأولى مع رياض الأطفال وبعض المدارس الخاصة، ولكن لازال هناك ضعف في الإقبال على مثل هذه الجلسات، نحن بحاجة لوعي أكبر في هذا الموضوع، لما لهذه المشاكل من انعكاسات سلبية على شخصية الطفل في المستقبل".