وجهت المقاومة الفلسطينية مجددًا، ضربات قاسية للإحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية عبر سلسلة عمليات أوقعت قتلى وإصابات في صفوف الجنود والمستوطنين نهاية الأسبوع الماضي، ما يدل على أن الحالة الثورية في الضفة الغربية وصلت إلى مستوى عالٍ من الدقة والانتشار والمواجهة، بل إنها تمكنت من تطوير أدواتها وتنوع أساليبها، ما أربك صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي وساهم في زيادة مستوى الإرباك لدى قيادة الاحتلال التي تتخبط في قراراتها وعدوانها في أكثر من جبهة.
لذلك وجهت تهديداتها، للمقاومة ، وخاصة ضد قيادة حماس ، ما يدلل على الأزمة التي تعانيها وحالة عدم الاتزان لديها، وتعترف بفشلها على مدار عام، خاصة بعد معركة سيف القدس التي أثبتت فيها المقاومة حقها في الدفاع عن الثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها الدفاع عن المسجد الأقصى والثاني هو اندلاع واشتعال الضفة الغربية كحالة من المقاومة في وجه الاحتلال، وبلغت ذروتها خلال الأسبوع الأخير ومن المتوقع أن تتصاعد وتزداد قوة وعنفوانًا في الفترة القادمة.
المقاومة تواجه التهديدات الإسرائيلية بالتحدي وثقة عالية بما تمتلكه من إرادة وتطور في الأدوات والأساليب، وكذلك الثقة بالحاضنة الشعبية التي بلغت مستوى عاليًا في الساحات الأربعة التي تحتضن المقاومة في غزة والضفة الغربية والداخل المحتل ولبنان والتي يمكن أن يشكل ترابطها تهديدًا إستراتيجيًا للاحتلال الإسرائيلي الذي أصبح يدرك تمامًا أن وحدة الساحات مترابطة أصبح واقع بل قوي لصالح القضية الفلسطينية في وجه التهديدات الإسرائيلية، واعترف بذلك قادة جيش الاحتلال، بأن الجيش لم ينجح حتى الآن في تفكيك تلك الساحات.
اقرأ أيضًا: تطور المقاومة في الضفة الغربية
اقرأ أيضًا: تكتيك المقاومة بالضفة، غيّر معادلات الاشتباك.
حكومة الاحتلال المتطرفة بقيادة نتنياهو ولجانبه الثنائي مفجر الأحداث "بن غفير" وسموتريتش، يسيرون مثل الدب بدون عقل وتفكير، لتفجير المنطقة، عبر إجراءات تساهم في مزيد من المواجهة والتفجير ضد المسجد الأقصى الذي يتعرض لخطة تهويدية استيطانية في السنوات الخمس القادمة، وينفذها وزير المالية المتطرف سموتريتش الذي يعمل أيضًا على تهويد الضفة الغربية والسيطرة عليها، عبر ما تعرف بمجموعات "فتية الجبال"، وهم مجموعات من القتلة الإرهابيين، كان يقودهم سموتريتش ، وكذلك اتخاذ إجراءات من شأنها أن تفجر المنطقة مثل استهداف الأسرى في سجون الاحتلال عبر القرارات الهوجاء الاستفزازية التي يتخذها وزير الأمن الوطني المتطرف بن غفير ضد الأسرى الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة والتي يمكن أن تمثل عامل تفجير لما يمثله الأسرى من خصوصية لدى الشعب الفلسطيني الذي يبدي استعدادًا كبيرًا للمواجهة دفاعًا عن الأسرى.
الحكومة الحالية المتطرفة تقود المنطقة للتفجير الحتمي عبر خطواتها الهوجاء المتسرعة، وتهرب فيها إلى الأمام من الفشل تحت ضربات المقاومة، عبر تنفيذ التهديدات التي تصدر عنها، ، والذي من شأنه أن يشعل المنطقة بالكامل في وجه الاحتلال.
هذا يتطلب الحذر الشديد من تصرفات حكومة الاحتلال، والإعداد الجيد لمواجهة تلك التهديدات، بتكبيد الاحتلال الخسائر الكبيرة التي تعيد الوعي للشعوب العربية بأن المقاومة هي الخيار الوحيد لمواجهة الاحتلال، ومواجهة حكومته المتطرفة، وكذلك تعزيز الوعي بإمكانية هزيمة الاحتلال عسكرياً، وهذا أصبح حقيقة مترسخة لدى الشباب الفلسطيني، وكذلك تعزيز جبهات المواجهة في وجه الاحتلال، وتحويل تهديداته واعتداءاته لفرصة تكسر هيبة الاحتلال.