إلى الغرب من مدينة أريحا تقع قرية "الديوك التحتا"، التي تواجه تهديدًا متزايدًا لتهجير سكانها نتيجة لمساعي إسرائيلية تهدف إلى تفريغ المنطقة من أصحابها الأصليين، وذلك من أجل تنفيذ مشاريع البناء والتوسع الاستيطاني.
وتتعرض "الديوك التحتا"، التي تبلغ مساحتها 16 ألف دونم، ويسكنها 3 آلاف نسمة، لاعتداءات ممنهجة من الاحتلال ومستوطنيه إلى جانب عمليات هدم المنازل وتوزيع إخطارات أخرى بالهدم، والتي كان آخرها أول من أمس، بتوزيع إخطارات بوقف العمل والبناء في 17 منزلاً.
استهداف ممنهج
وأكد الناشط ضد الاستيطان في أريحا علاء فهيدات، أن قرية "الديوك التحتا" تتعرض لاستهداف مستمر منذ عدة أعوام على يد سلطات الاحتلال، مشيرًا إلى أن الأهالي في هذه المنطقة يشهدون بانتظام عمليات هدم تستهدف منازلهم، كجزء من سياسة التوسع الاستيطاني.
وقال فهيدات لصحيفة "فلسطين": إن قوات الاحتلال هدمت في الشهرين الماضيين ما يقرب من 15 منزلاً في القرية، بحجة عدم الحصول على تراخيص بناء.
وحذر من خطورة استمرار سياسة هدم المنازل التي تتبعها سلطات الاحتلال في القرية، مشيرًا إلى أنها قد تتسبب في تهجير سكانها واستيلاء المستوطنين على أراضيها.
وأفاد بأن سلطات الاحتلال تبدأ عادة بإصدار أوامر هدم للمباني تحت ذرائع عدم حصولها على تراخيص بناء، ومن ثم تُطالب السكان بالتوجه إلى بلدية الاحتلال لمعالجة هذه القضية ومع ذلك، يتعرض السكان لصعوبات كبيرة تعرقلهم من الحصول على التراخيص المطلوبة من البلدية، في الوقت الذي تُسهِّل فيه هذه العملية للمستوطنين.
وذكر الناشط ضد الاستيطان، أن نحو 90 منزلاً في قرية الديوك التحتا مُهددة بالهدم بحجة عدم الترخيص، مشيرًا إلى أن الأسر المتضررة وكلت محامين لمنع تنفيذ عملية الهدم.
اعتداءات مستمرة
من جهته أكد الناشط في لجان المقاومة الشعبية في الأغوار أيمن غريب، أن سياسات سلطات الاحتلال تهدف تهجير الفلسطينيين من مناطقهم وقراهم عبر تنفيذ سلسلة من الإجراءات التقييدية.
وبين غريب لصحيفة "فلسطين": أن هذه السياسات تشمل تقييد حركة الفلسطينيين، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم ومزارعهم، في حين تتوسع في المستوطنات، وتنظم سلطات الاحتلال والمستوطنين اعتداءات مستمرة على السكان الأصليين، مصحوبة بعمليات اعتقال تعسفية.
وذكر أن سلطات الاحتلال وزعت آلاف الإخطارات على المواطنين في السنوات والأشهر الماضية، تستند إلى حجة البناء دون ترخيص، عادًّا أن تلك الإخطارات تُشكل تهديدًا مستمرًا يطال الفلسطينيين.
وحذر من تنفيذ سلطات الاحتلال عمليات هدم جماعية مفاجئة للمنازل في مناطق مختلف من أريحا والأغوار، وقرية الجفتلك شمالي المدينة، مشيرًا إلى أن إجراءات الاحتلال للتضييق على الأهالي تسببت في تشريد العديد من الأسر.
وذكر غريب أن المستوطنين، بدعم وحماية من قوات الاحتلال، يقومون بمحاولات للاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية عبر إقامة بؤر استيطانية جديدة وتزوير الوثائق العقارية، وخاصة الأراضي التي تحتوي على ثروات مائية وتاريخية كبيرة.
وأكد أن سلطات الاحتلال تتجاهل التزاماتها المتعلقة بالاتفاقيات الموقعة، وتستمر في تنفيذ سياساتها القائمة على تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أرضهم، مشددًا على أهمية الوقوف في وجه هذه الأعمال القمعية الظالمة.
ودعا غريب المجتمع الدولي للضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف هذه الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الأساسية.