احتج خريجون متعطلون عن العمل في وقفة نظموها أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزة على واقعهم، مطالبين بتوفير بيئة عمل مناسبة تلبي احتياجاتهم وتناسب تخصصاتهم العلمية.
وتضمنت الوقفة أيضًا دعوات لإعادة تفعيل برامج التشغيل ودعم برنامج التدريب والتأهيل.
وحمل المحتجون لافتات باللغتين العربية والإنجليزية تندد بارتفاع معدل البطالة في قطاع غزة، الذي وصل إلى مستويات مقلقة، مطالبين بتدخلات سريعة قبل استفحال الأوضاع المعيشية والاقتصادية في القطاع الذي يفرضه عليه الاحتلال الإسرائيلي حصارًا منذ أكثر من 16 عامًا.
وقال عضو مكتب اتحاد الشباب الديمقراطي سامر أبو عمرة في كلمة باسم الخريجين: إن معاناتهم تتفاقم يومًا بعد يوم، وتتزايد أزمات قطاع غزة وتتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في المجتمع، في ظل الحصار.
ودعا لتوفير بيئة عمل مناسبة تلبي احتياجات وقدرات الشباب الخريجين والخريجات العاطلين عن العمل وتناسب تخصصاتهم العلمية.
اقرأ أيضًا: دنيال لـ"فلسطين": الأيام القادمة ستشهد تصعيدًا ضد "أونروا" بالضفة
وبيّن خريج كلية الصحافة والإعلام محمد البشتلي (36 عامًا)، أنه لم يحصل على فرصة عمل منذ سنوات، وأصبح المستقبل مجهولًا بالنسبة له ولزملائه الخريجين.
وقال البشتلي في هذا الصدد لصحيفة "فلسطين": "بلغ معدل البطالة بين الشباب في قطاع غزة مستوى غير مسبوق، حيث يعاني أكثر من 20,000 خريج وخريجة من البطالة، لا بد من رفع صوتنا للمطالبة بحقوقنا، فالعمل هو حق من حقوقنا، ونحن خريجي قطاع غزة نستحق حياة كريمة كبقية الخريجين."
من جانبها، قالت الخريجة سالي نبهان من كلية الآداب تخصص اللغة الإنجليزية: "جئنا لنؤكد حقنا في الحصول على فرص عمل مناسبة، نطالب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بتوفير فرص عمل تحفظ حياة كريمة لنا من خلال تنفيذ برامج التشغيل لخريجي وخريجات قطاع غزة."
وأضافت في حديثها لصحيفة "فلسطين: "من حق الشباب الخريجين العاطلين عن العمل أن يعيشوا حياة كريمة، وكافة القوانين الدولية تؤكد حق العمل والحياة الكريمة للجميع."
وأشارت نبهان إلى اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين التي نصت على حقهم في الحصول على فرص العمل.
من الجدير بالذكر أن هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي في سياق ما يسببه الحصار من تصاعد الأزمات في قطاع غزة وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في المجتمع، ما يجعل دعم وتشغيل الشباب الخريجين أمرًا حيويًا للمستقبل الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.
اقرأ أيضًا: "أونروا" تعتزم توفير 6400 فرصة عمل بغزة خلال أيام
من جانبه قال الاختصاصي الاقتصادي د. سمير الدقران: إن حالة البطالة في قطاع غزة من أعلى معدلات العالم، وهناك ثمة عوامل ساهمت في ارتفاعها، الحصار الذي فرضته سلطات الاحتلال منذ عام 2007 والذي أثّر على الاقتصاد، وجعل من الصعب الحصول على فرص عمل.
أيضًا توالي الحروب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة واستهداف المنشآت الاقتصادية وعدم تعويض أصحابها ما تسبب في إقفال المنشآت والاستغناء عن الأيدي العاملة، يضاف لذلك محدودية فرص الاستثمار التي وجودها يستوعب أعدادًا كبيرة من الخريجين.
وأشار الدقران في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى العوامل السابقة: قلة الدعم الدولي الموجه لقطاع غزة، إلى جانب عدم موائمة مخرجات التعليم مع احتياج سوق العمل إضافة إلى ارتفاع عدد السكان مقارنة بالمساحة الجغرافية الضيقة.
ودعا الدقران وكالة الغوث والمجتمع الدولي إلى تحمُّل مسؤولياتها تجاه تحسين الظروف المعيشية للمواطنين المحاصرين في قطاع غزة، والسلطة في رام الله إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على غزة.