فلسطين أون لاين

تقرير "شمس المسافر".. مبادرة لدعم صمود أهالي مسافر يطا أمام خطر التهجير

...
"شمس المسافر".. مبادرة لدعم صمود أهالي مسافر يطا أمام خطر التهجير 
الخليل- غزة/ نور الدين صالح:

أطلق نشطاء فلسطينيون مبادرة "شمس المسافر" لدعم صمود أهالي مسافر يطا جنوب الضفة الغربية أمام خطر التهجير القسري، في خضم جرائم التهويد ومحاولات التهجير التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

ويسعى القائمون على المبادرة الذين زاروا قرى "مسافر يطا" أول من أمس، إلى فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الأهالي وإيصال رسالة للاحتلال مفادها أنهم "ليسوا فريسة سهلة" لممارساته العنصرية اليومية، في ظل صمت عربي ودولي من جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين.

وجاءت المبادرة التي انطلقت من مدينة رام الله، بجهود فردية من فلسطينيين يسعون لتوجيه أنظار المواطنين ووسائل الإعلام نحو قرى مسافر يطا، من أجل التحرك لتعزيز صمود سكانها، حسبما ذكرت منسقة المبادرة منار الطل لصحيفة "فلسطين".

وأوضحت الطل أن المبادرة جاءت من منطلق المسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتق النشطاء، عادّةً إياها "أحد أشكال مقاومة الاحتلال وتعزيز صمود الأهالي".

وبحسب قولها: فإن المبادرة لاقت مشاركة من عددٍ من النشطاء والإعلاميين، إذ تضمنت إجراء جولات ميدانية على قرى مسافر يطا من أجل معايشة الواقع الصعب والأليم الذي يعيشه السكان بفعل إجراءات الاحتلال العنصرية.

اقرأ أيضًا: مسافر يطا.. صراعٌ من أجل البقاء

وأكدت أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية "صعبة جداً" إذ تفتقر قرى مسافر يطا لأبسط مقومات الحياة الكريمة مثل المياه والكهرباء، والبنية التحتية المناسبة، ما يؤدي إلى صعوبة في تنقل السكان من منطقة لأخرى.

كما تضمنت المبادرة والكلام للطل، فعاليات عدّة من بينها معايشة صعوبة التنقل التي يعانيها أهالي قرى مسافر يطا، وزيارة الكهوف للتعرف على طبيعة حياتهم وتنظيم فعالية مخصصة ترفيهية للأطفال لكونهم محرومين من التعليم والثقافة.

وعدت أن وجود المشاركين في المبادرة "رسالة للاحتلال بأن هذه المنطقة فلسطينية وتعيش فيها عائلات فلسطينية ومن حق الجميع زيارتها والوصول إليها"، داعيةً النشطاء والصحفيين والفنانين إلى ضرورة زيارة قرى مسافر يطا للاطلاع على الواقع الصعب الذي تعيشه.

وبيّنت الطل أن القائمين على المبادرة سينفذون المزيد من المبادرات والفعاليات التي تستهدف مسافر يطا في الفترة القادمة.

بدورها، قالت الناشطة المجتمعية ميساء الشامي من نابلس: إنها استجابت لمبادرة "شمس المسافر" وتوجهت لزيارة قرى مسافر يطا، لتوثيق واقع الحياة الصعبة التي يعيشها الأهالي هناك.

وأوضحت الشامي، أنها شاركت في المبادرة من أجل نقل صورة حياة مسافر يطا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإبراز المضايقات الإسرائيلية التي تحرمهم أبسط مقومات الحياة مثل حرية التنقل وبناء البيوت وغيرها من الصعوبات.

وعدت المبادرة "خطوة إيجابية" تساهم في إيصال صورة معاناة قرى المسافر إلى العالم أجمع، بهدف دفعه للخروج عن صمته والتحرك لوقف جرائم الاحتلال.

هجمة شرسة

بدوره، أشاد منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الضفة راتب الجبور، بالجهود التي بذلها القائمون على المبادرة، لدورها المهم في مساندة أهالي المسافر الذين يتعرضون للتهجير القسري يوميًا.

وأوضح الجبور لـ"فلسطين"، أن الهجمة الشرسة التي يمارسها الاحتلال والمستوطنين في مسافر يطا تتطلب من الجميع الوقوف بجدية لتنفيذ المزيد من المبادرات والنشاطات الداعمة، مشيراً إلى أن الاحتلال احتجز القائمين على المبادرة لعدة ساعات، بدعوى وجودهم في منطقة إطلاق نار.

اقرأ أيضًأ: تقرير مسافر يطَّا تتأهب لمواجهة مساعي الاحتلال لتهجيرهم

وشدد على أن الاحتلال وعصابات المستوطنين تشن هجمة شرسة ضد قرى يطا، من أجل إجبار نحو 2500 نسمة يسكنوها على ترك أراضيهم قسراً.

وذكر أن مسافر يطا تضم أيضاً 6 مدارس، وجميعها مهددة بالهدم.

وشدد الجبور على أن الأوضاع المتردية في المسافر تتطلب استمرارية العمل لمواجهة الخطر الاستيطاني، إذ يسعى الاحتلال لبسط سيطرته على 100 ألف دونم من أراضي المواطنين هناك.

وبيّن أن الاحتلال يركز على منطقة المسافر، لأنها منطقة حدودية مهمة جداً وتقع في منطقة إستراتيجية، إذ يسعى لتهجير سكانها منذ مئات السنين، بدعوى أنها "منطقة إطلاق نار".

وأوضح الجبور أن الأهالي يتصدون لجرائم الاحتلال بالثبات والصمود على أراضيهم والتمسك بحقهم في الحياة داخل قراهم في المسافر.

و"مسافر يطا" هي عبارة عن مجموعة من 19 قرية فلسطينية في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، تقع بين 14 و24 كم جنوب مدينة الخليل، داخل حدود بلدية يطا.