تجد سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأنصارها طرقًا مختلفةً لاستهداف العمل الخيري والناشطين الفلسطينيين في أوروبا، عبر استخدام وسائل غير مباشرة لتقييد نشاطهم، باتهامهم بأنشطة "إرهابية" مزعومة، بهدف إضعاف جهودهم وتشويه صورتهم والزج بهم في السجون.
وتكللت جهود اللوبي الصهيوني في الشهور الماضية عبر التأثير في السلطات الهولندية باعتقال رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا، أمين أبو راشد، بدعوى تمويله مؤسسات مرتبطة بحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، دون تقديم دلائل قاطعة تثبت هذه الادعاءات.
وأشار المتحدث باسم حملة الإفراج عن أبو راشد، أوسكار بيرغامين، إلى أن الاعتقال تم دون أساس قانوني واضح، وبناء على ادعاءات لا أساس لها، مؤكدا أن هذه الخطوة تمثل تسييسا واضحا للعمل القضائي بغية تحقيق أهداف سياسية.
اقرأ أيضا: "فلسطينيو الخارج": اعتقال أبو راشد مخالف للقوانين الدولية
ونفى بيرغامين في تصريح صحفي مؤخرا وجود أي دليل يدعم الاتهامات الموجهة لأبو راشد بالارتباط المباشر أو غير المباشر بحركة حماس، التي تصنف لدى الاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".
ونبه بيرغامين إلى معرفته الشخصية بهذا الرجل لأكثر من 32 عاما، وتعاونهما في مجال النشاط الإنساني.
وكانت السلطات الهولندية قد اعتقلت أبو راشد في يونيو الماضي، واتهمته بتحويل أموال إلى منظمات مرتبطة بحركة حماس، وقد أطلق نشطاء وقانونيون هولنديون، الخميس الماضي، حملة على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الإفراج عنه.
اعتقال سياسي
وأوضح الناطق باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، زياد العالول، أن الهدف من اعتقال أمين أبو راشد هو تصعيد الضغط على الناشطين الفلسطينيين الذين يعارضون سياسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في أوروبا.
وأكد العالول لصحيفة "فلسطين" أن السلطات الهولندية استجابت للضغوط الإسرائيلية والأمريكية عندما نفذت عملية الاعتقال، مشيرا أن المعلومات التي حصلت عليها مصدرها إسرائيلي وتزعم أن أبو راشد يدعم ويمول حماس، واصفا تلك الاتهامات بالشماعة التي يعلق عليها الاعتقال.
وقال: ليست هذه المرة الأولى التي تتجرأ فيها دولة أوروبية على اعتقال ناشط فلسطيني، مشيرا إلى أن بعض الدول تمارس ضغوطا بأشكال مختلفة، "لكنها لم تصل إلى حد الاعتقال".
وأضاف أن اعتقال أبو راشد لن يزيدنا إلا إصرارا وعزيمة لمواصلة العمل في أوروبا وأماكن أخرى حول العالم، ضد سلطات الاحتلال، مضيفا أننا مستمرون ولن نتوقف عن مقاومة سلطات الاحتلال حتى رحيلها عن أرضنا، وفقا للقوانين والأنظمة في البلدان التي نعيش بها.
اقرأ أيضا: إطلاق حملة لدعم رئيس "مؤتمر فلسطينيي أوروبا" المعتقل في هولندا
وتابع: "نحن جزء لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني، ونؤكد التزامنا مواصلة جهودنا الدؤوبة في دعم إخوتنا وأخواتنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة. نسعى بكل تصميم لكشف جرائم الاحتلال وانتهاكاته أمام المجتمع الدولي".
وأضاف العالول أن الفلسطينيين في أوروبا وبدعم من أصحاب الضمائر والقيم العالمية يبذلون جهودا حثيثة لضمان إطلاق سراح أبو راشد.
ودعا في هذا السياق السلطات الهولندية للإفراج عنه، مشددا على أنه لم يرتكب أي مخالفة قانونية ويحتاج للرعاية الصحية نظرا لظروفه الخاصة وإصابته ببتر في يده اليمنى.
هجمات ممنهجة
وأكد الكاتب الفلسطيني المقيم في هولندا، فايز عبد السلام، أن الجالية الفلسطينية في أوروبا تتعرض لهجمات ممنهجة من اللوبي الصهيوني والجهات المؤيدة له حول العالم، مشيرا إلى أن اعتقال أبو راشد جزء من هذه الحملات.
وأوضح عبد السلام لصحيفة "فلسطين"، أن اعتقال أبو راشد يعود إلى النجاحات التي حققها مؤتمر فلسطينيي أوروبا في دورته العشرين في مدينة "مالمو" السويدية في وقت سابق من هذا العام، وفشل محاولات اللوبي الصهيوني لمنع انعقاده.
وعبر عن شكوكه بأن السلطة في رام الله قد تكون متورطة في اعتقال أبو راشد، حيث تم توجيه اتهامات مشابهة للمؤتمر من السلطة واللوبي الإسرائيلي، وأشار إلى أن تلك الاتهامات المتشابهة تشير إلى وجود تنسيق بينهما بهدف إضعاف جهود الفلسطينيين في القارة الأوروبية.
وأكد وجود محاولات من اللوبي الصهيوني في الخارج لمراقبة الناشطين الفلسطينيين والداعمين للقضية الفلسطينية بإرسال عملاء لجمع المعلومات عنهم ومراقبة تحركاتهم.