قال السياسيان معن بشور وعبد الله الأشعل: إن تنفيذ رئيس حكومة المستوطنين الفاشية بنيامين نتنياهو تهديداته باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري، سيدفع المقاومة إلى توجيه ضربة رادعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
ونبَّها إلى أن تهديدات نتنياهو دليل واضح على مدى فعالية عمليات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة؛ التي يتهم الاحتلال العاروري بالمسؤولية عن إداراتها.
اقرأ أيضاً: تقرير تفاعل جماهيري واسع مع صورة القيادي العاروري بالبدلة العسكرية والسلاح
وأمس، هدد نتنياهو في افتتاحية الجلسة الأسبوعية لحكومة المستوطنين باغتيال العاروري.
وردَّت حركة حماس على تهديدات نتنياهو بأنها "جوفاء، ولن تنجح في إضعاف المقاومة". وأكدت حماس في بيان، أن أي مساس بقيادة المقاومة سيواجه بقوة وحزم.
من جهته، قال مؤسس المؤتمر القومي العربي في لبنان وأول رئيس له معن بشور: إن تهديدات نتنياهو وسام شرف للعاروري وإثبات على مدى الضرر الذي لحق بالاحتلال الإسرائيلي من وراء هذا الرجل.
وعدَّ بشور في تصريح لـ"فلسطين" هذه التهديدات ليست جديدة على الاحتلال الذي ارتكب جرائم الاغتيال ضد قادة المقاومة السياسيين والعسكريين في غزة والضفة وبيروت وتونس وغيرها من البلدان والعواصم العربية.
وأضاف بشور: أن استهداف قادة حركة حماس ليس جديدًا على الحركة، لقد قدمت كبار قادتها شهداء ومنهم مؤسسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين -اغتيل في غارة جوية على مدينة غزة في 2004- ومن بعده أيضًا الشيخ الشهيد عبد العزيز الرنتيسي وغيرهم العديدين.
حكومة نتنياهو
وبينما نبَّه إلى أن جيش الاحتلال لم يعد قادر على استباحة الأراضي الفلسطينية بقدراته العسكرية كما كان الأمر في العقود السابقة، بسبب وجود المقاومة، بين أن حكومة نتنياهو ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، تدرك جيدًا أن جريمة اغتيال بهذا الحجم لا يمكن أن تمر دون ردٍ ضخم لا يقتصر على الانتقام لقائد كبير بوزن العاروري.
وتوقع بشور أن إقدام الاحتلال على اغتيال العاروري سيؤدي إلى توجيه ضربة قوية قد تكون مزلزلة لدولة الاحتلال، مؤكدًا أن الزمن الذي كان يستبيح فيه الاحتلال ومن خلفه أمريكا الأراضي المحتلة ويغتالون قادة الشعب الفلسطيني "قد ولى".
ويطال العاروري أيضًا الاستهداف الأمريكي، إذ ترصد الولايات المتحدة مكافآت بالملايين لمن يساعدها في الوصول إليه، وتتهمه بأنه المسؤول عن توجيه ضربات المقاومة في الضفة والتي راح ضحيتها عدد من جنود الاحتلال ومستوطنيه.
من جهته، قال الكاتب وأستاذ العلوم السياسية المصري د. عبد الله الأشعل: إن الاحتلال الإسرائيلي اعتاد على استخدام سياسة الاغتيال ضد قادة الشعب الفلسطيني بناءً على عدم وجود ردود فعل حازمة من الدول العربية والمجتمع الغربي.
القانون الدولي
وأوضح الأشعل لـ"فلسطين"، أن عمليات الاغتيال التي مارسها الكيان في السنوات الماضية عبارة عن جرائم قتل متعمد، وهذا الأمر محرم في القانون الدولي.
ورفض موقف جامعة الدول العربية تجاه الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، متوقعًا أن استمرار الصمت العربي والدولي قد يدفع الاحتلال إلى تنفيذ اغتيالات جديدة.
وعدَّ أن تهديد نتنياهو ضد العاروري يعكس دوره الكبير في تحفيز مجموعات المقاومة بالضفة الغربية ضد الأهداف الإسرائيلية، وهذا ما دفع (إسرائيل) إلى التخطيط لاغتياله.
كما عد تصاعد العمل المقاوم أنه نتيجة "التوحش الإسرائيلي" في ظل بيئة عربية ودولية "أليفة" ساهمت في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.