تحريض إسرائيلي لا ينضب ضده، ليس على المستوى الإعلامي فحسب بل يمتد ليشمل قادة دولة الاحتلال بمن فيهم رئيس حكومة المستوطنين الفاشية بنيامين نتنياهو ووزرائه أيضًا. وفي حين تعدُّه (إسرائيل) "الرجل الإستراتيجي"، تضعه أمريكا على قائمة أهم المطلوبين لديها، وترصد مكافئة بملايين الدولارات لصالح من يساعد في الوصول إليه.
إنه الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الذي تعده (إسرائيل) المسؤول الأول عن تصاعد العمل الفدائي المقاوم في الضفة الغربية المحتلة، الذي قتل في إثره عشرات الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
قبل اندلاع عدوان يونيو/ حزيران 1967 بعام واحد فقط وتحديدًا في 19 أغسطس/ آب 1966، ولد صالح محمد سليمان خصيب في قرية عارورة الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، حسبما أفاد مصدر مقرب منه فضَّل عدم كشف هويته.
ورغم أن العائلة تحمل اسم خصيب، إلا أنه أطلق عليها العاروري نسبة إلى قرية عارورة التي أبصر فيها صالح الحياة قبل 57 عامًا، وفق ذات المصدر.
ويصف المصدر في حديثه مع "فلسطين"، عائلة العاروري بأنها بسيطة ومتدينة، وقد اعتمدت على الفلاحة مهنةً لها ومصدر دخل أساسي أيضًا.
ولصالح العاروري 3 أشقاء و4 شقيقات، تعداده بين الذكور الثالث، والرابع بينهم جميعًا.
اقرأ أيضاً: "الجهاد الإسلامي": تهديدات العاروري بالاغتيال ستزيد من إصراره على تصعيد المقاومة
التحق العاروري في الدراسة في مدارس قرية عارورة وأنهى فيها دراسة المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ومن ثم انتقل إلى مدرسة مزارع النوباني وعارورة الثانوية ليتخرج منها عام 1984 ويلتحق بجامعة الخليل.
منذ انضمامه للجامعة الواقعة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية كان أحد أبرز نشطائها، وساهم وجوده في هذه المدينة ودراسته الشريعة الإسلامية في تكوينه الشخصي حتى أصبح أحد أبرز نشطاء الكتلة الإسلامية وبدأ بعدها صعود سلم القيادة في حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى أن أصبح الرجل الثاني فيها.
بدأ الاحتلال في ملاحقته واستهدافه في المراحل الأولى من دراسته الجامعية، وتسبب ذلك في إعاقته عن إكمالها وتأخر تخرجه من جامعة.
تعرض العاروري أول مرة للاعتقال بتاريخ 22 أكتوبر/ تشرين أول 1992 وفق المصدر المقرب منه، وفرض عليه الاحتلال الاعتقال الإداري 6 أشهر تعرض خلاله لتحقيق قاسٍ.
يقول المصدر: إن إدارة السجون حاولت انتزاع اعتراف منه بالمشاركة والتخطيط لعمليات فدائية آلمت جيش الاحتلال في ذلك الحين.
وفي سابقة تحدث في سجون الاحتلال وعندما اقترب العاروري من إنهاء فترة اعتقاله وجه له الاحتلال تهمة قيادة عمليات فدائية لحركة حماس والمشاركة في تأسيس كتائب القسام الجناح العسكري للحركة في الضفة، وقرر سجنه بناءً على ذلك 5 سنوات.
وعندما أنهى فترة الأسر هذه بحلول 1997 لم تفرج عنه إدارة السجون وقرر الاحتلال اعتقاله إداريًا 6 أشهر 3 مرات متتالية في سجن "مجدو" بحجة قيادة عمليات المقاومة من داخل السجون، إذ كان قد تعرف على كل عادل عوض الله وإبراهيم حامد واللذان كانا من أبرز قادة القسام في الضفة الغربية.
وفي فترة اعتقاله هذه وتحديدًا في 1995 أعلن عن خطبة العاروري على السيدة هناء راشد، وهي زوجته حاليًا.
وبحلول نهاية اعتقاله أيضًا لم تفرج عنه سلطات الاحتلال وقررت إبقائه أسيرًا حتى سنة 2003 وعند انتهاء السنوات الخمس هذه اعتقلته إداريًا دون تهمة أو محاكمة حتى مارس/ آذار 2007، إذ قررت سلطات الاحتلال الإفراج عنه إلى قرية عارورة وعمَّ فيها فرحة استثنائية وشهدت احتفالات بنيله الحرية.
وبعد 4 أيام من تحرره عقد قرانه على خطيبته راشد.
لم يمر سوى 14 يومًا على إطلاق سراحه عندما قرر الاحتلال اعتقاله مجددًا واستمر أسره حتى 17 مارس/ آذار 2010، إذ تقرر إبعاده إلى خارج الأراضي الفلسطينية مطلع أبريل/ نيسان 2010، لينتقل بعدها إلى سوريا ويبدأ مرحلة جديدة من النضال الوطني والفدائي ضد الاحتلال، فضلاً عن أنه كان أحد أعضاء الفريق المفاوض من حركة حماس وجناحها العسكري في صفقة تبادل وفاء الأحرار.
وقد لحقت به زوجته راشد بتاريخ 26 أبريل/ نيسان 2007، وتنقلا بين عدة بلدان طيلة الأعوام الماضية، ولديهما 3 أطفال، عائشة (12 عامًا) ورحيق (10 أعوام) ومحمد (7 أعوام).
والعاروري ليس ملاحقًا من الاحتلال فحسب، بل إن الولايات المتحدة تسعى ورائه بدلالة إعلان ما يسمى "برنامج مكافآت من أجل العدالة" عبر الموقع الرسمي للحكومة الأمريكية، عن مكافآت تصل إلى 5 ملايين دولار أمريكي مقابل الإدلاء بمعلومات عنه.
وتعد أمريكا العاروري بأنه مسؤول عن إدارة العمليات العسكرية لحركة حماس وتمويلها في الضفة الغربية، وهي عمليات فدائية آلمت جنود الاحتلال ومستوطنيه.