يوافق اليوم الأحد 27 أغسطس الذكرى الـ22 لاغتيال الأمين العام لـ الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أبو علي مصطفى، الذي استُشهد بعد استهدافه من طائرات الاحتلال الإسرائيلي داخل مكتبه في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
ولد مصطفى في بلدة عرابة بمحافظة جنين عام 1938 وكان والده مزارعًا في البلدة منذ العام 1948، بعد أن عمل في سكة حديد حيفا.
حركة القوميين
درس أبو علي مصطفى المرحلة الأولى في بلدته ثم انتقل عام 1950 مع بعض أفراد أسرته إلى عمان، وبدأ حياته العملية وأكمل دراسته فيها، وانتسب في سن الـ17 إلى حركة القوميين العرب التي أسسها جورج حبش الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عام 1955.
اعتقل بعد عامين (1957) وحوكم أمام محكمة عسكرية وقضى في سجن "الجفر" الصحراوي بالأردن خمس سنوات، ولدى خروجه من المعتقل تسلم قيادة منطقة الشمال في الضفة المحتلة.
اقرأ أيضا: الشهيد "أبو علي مصطفى".. مزج بين العمل السياسي والكفاح المسلح
شارك القائد أبو علي مصطفى في تأسيس "الوحدة الفدائية الأولى" التي كانت معنية بالعمل داخل فلسطين، كما خضع للدورة العسكرية لتخريج الضباط الفدائيين في مدرسة "أنشاص" المصرية عام 1965.
حرب حزيران
وفي أعقاب حرب حزيران عام 1967 قام وعدد من رفاقه في الحركة بالاتصال مع جورج حبش لاستعادة العمل والبدء بالتأسيس لمرحلة الكفاح المسلح.
كما كان هو أحد المؤسسين لهذه المرحلة ومنذ انطلاق الجبهة الشعبية، قاد الدوريات الأولى نحو الوطن عبر نهر الأردن، لإعادة بناء التنظيم ونشر الخلايا العسكرية، وتنسيق النشاطات ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
كان ملاحقاً من قوات الاحتلال واختفى لعدة أشهر في الضفة في بدايات التأسيس، وتولى مسؤولية الداخل في قيادة الجبهة الشعبية، ثم المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الأردن إلى عام 1971، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الاحتلال، كما شارك في معركة الكرامة 1970 وحرب جرش-عجلون في عام 1971.
غادر الأردن سراً إلى لبنان في أعقاب حرب تموز 1971، وفي المؤتمر الوطني الثالث عام 1972 انتخب نائباً للأمين العام، وعاد في نهاية أيلول عام 1999، وتولى مسؤولياته كاملة كنائب للأمين العام حتى عام 2000، وانتخب في المؤتمر الوطني السادس أمينًا عامًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وظل يشغل هذا المنصب حتى استشهاده عام 2001.
عدنا لنقاوم
عندما عاد إلى أرض الوطن قال مقولته الشهيرة "عدنا لنقاوم وندافع عن شعبنا وحقوقنا ولم نأت لنساوم"، وطوال حياته مزج الأمين بين العمل السياسي والكفاح المسلح، وكان يردد دائماً أن الوسيلة الوحيدة لتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني هي المقاومة بجميع أشكالها.
القائد مصطفى أول قيادي من قيادات الصف الأول يغتاله الاحتلال بصواريخه خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000.
ففي السابع والعشرين من شهر أغسطس/ آب 2001، قصفت مروحيات الاحتلال بصاروخين مكتب أبو علي مصطفى في رام الله، ما أدى إلى تفتُّت جسده واستشهاده على الفور.
محاولات اغتيال عدة
وقبل جريمة الاغتيال تعرض مصطفى خلال مسيرته النضالية لعدة محاولات اغتيال، أبرزها كانت في بيروت والأغوار الأردنية، إلا أنه استطاع مواصلة عمله بالسر والعلن بمثابرته.
عرف منذ عودته إلى أرض الوطن عام 1999 بعد رحلة اغتراب طويلة أمضاها ما بين الأردن وسوريا ولبنان، أنه في خطر لكنه فضل الموت في فلسطين.
ولعب دورًا مهمًا خلال انتفاضة الأقصى وعرف بمواقفه الوطنية، وجمعته مع الفصائل والقوى الوطنية علاقات طيبة، وتفانى في عمله الجماهيري والسياسي لتحقيق أهداف وغايات شعبه.