فلسطين أون لاين

تقرير غضب مقدسي على القرار التهويدي بإغلاق موقف السيارات الرئيس

...
موقف سيارات في القدس المحتلة- أرشيف
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

لاقى قرار بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة القاضي بإغلاق موقف السيارات الرئيس الواقع قرب شارع الزهراء ومدرسة المأمونية الثانوية رفضًا وغضبًا مقدسيًّا واسعَين، لكونه يشكّل أهمية إستراتيجية للمقدسيين والقادمين من الخارج إلى المدينة.

وقررت بلدية الاحتلال في القدس، أمس، إغلاق موقف السيارات الرئيس قرب شارع الزهراء الذي يتسع لأكثر من 200 مركبة، بذريعة إقامة ما يُسمى بـ"البيت الثقافي" التهويدي، وهو ما رفضه المقدسيون، خاصة في ظل شح مواقف المركبات في المدينة، وحاجتهم إلى المواقف المجانية أيضًا.

وكانت الأرض التي تحوّلت إلى موقف للمركبات تُدعى "ملعب الروضة" تشهد مباريات مقدسية لكرة القدم منذ عام 1910.

ويقول المقدسيون الذين تقدموا بلائحة اعتراض قانونية: إن الموقف كان يتسع لمئات المركبات، في ظل شح المواقف المجانية والمدفوعة في القدس، مستنكرين حملة المخالفات المرورية التي تشنها طواقم بلدية الاحتلال عليهم.

قرار جائر

يصف المقدسي محمود صالحية، أحد سكان حي الشيخ جراح، قرار إغلاق الموقف بـ"الجائر"، إذ يأتي ضمن مشاريع الاحتلال الاستيطانية التي تهدف لبسط السيطرة الكاملة على المدينة المقدسة.

اقرأ أيضاً: خاطر لـ"فلسطين": "الخطة الخمسية" للاحتلال تُنذر بتهويد القدس وتغيير هويتها

وقال صالحية لصحيفة "فلسطين": إن هذا القرار له انعكاسات سلبية كبيرة على المقدسيين القاطنين في كل أحياء المدينة، والقادمين من الضفة الغربية والداخل المحتل، حيث يضيق الخناق عليهم بشأن ركن سياراتهم في الموقف المخصص.

وأوضح أن ركن السيارات خارج الموقف الرئيس المخصص لها، يعرض أصحابها للمخالفات الباهظة التي تفرضها بلدية الاحتلال عليهم، وهو ما يزيد حالة الضغط والأعباء المالية الملقاة على عاتقهم، لافتًا إلى قلّة المواقف المخصصة للسيارات في القدس.

واعتبر أن القرار يأتي ضمن الهجمة الإسرائيلية المسعورة ضد المدينة المقدسة الرامية إلى تفريغها من السكان، والتي تشمل حرمانهم رخص البناء، والاستيلاء على الأراضي لمشاريع استيطانية، والسيطرة على ممتلكات المقدسيين.

ونبّه إلى أن الهجمة الإسرائيلية تصاعدت بعد سيطرة حكومة المستوطنين الفاشية بقيادة بنيامين نتنياهو على سدة الحكم، لا سيّما وأن الذين يسيطرون على القرارات في المحاكم هم المستوطنون.

ورأى صالحية أن قرار إغلاق موقف السيارات يأتي ضمن مشروع تفريغ البلدة القديمة من السكان، والذي سيؤدي إلى ضرب الاقتصاد الفلسطيني والتأثير على واقع التجارة في القدس.

ويتزامن تشديد الخناق على المقدسيين مع منح المستوطنين الكثير من التسهيلات، عدا عن تجريف آليات الاحتلال أرضًا في حي الشيخ الجراح لإقامة موقف سيارات خاص بهم.

وأيّد المقدسي إبراهيم سالم ما قاله سابقه، حيث أكد أن الاحتلال لا يدخر جهدًا في استخدام كل الوسائل التي تزيد الخناق على المقدسيين في سبيل تحقيق المخطط العنصري الذي يصبو إليه والرامي إلى تهجير المقدسيين.

وبيّن سالم لـ"فلسطين" أن بلدية الاحتلال أرادت من خلال هذا القرار خنق المقدسيين، لا سيّما أن هذا الموقف هو المتنفس لهم الذي يستخدمونه لركن سياراتهم.

وأوضح أن المقدسيين يخشون ركن سياراتهم على جوانب الطرقات بسبب المخالفات الباهظة التي يفرضها الاحتلال عليهم بزعم مخالفة القانون، مضيفًا أن هذه الخطوة تصعب الحياة على المقدسيين.

وعد القرار الإسرائيلي "خطوة خطيرة" يُراد منها التسهيل على المستوطنين لبسط سيطرتهم على البلدة القديمة ومدينة القدس بالكامل، داعيًا المقدسيين إلى الوقوف ضد القرار واتخاذ خطوات مجابهة له وصولًا إلى منع تنفيذه.

مشروع تهويدي

فيما يقول نشطاء مقدسيون إن هناك أهدافًا خفية وراء إنشاء الاحتلال ما يُسمى "المركز الثقافي"، وهي أسرلة الثقافة الفلسطينية، وشطب دور المراكز الثقافية والفنية في القدس، والسيطرة على ذاكرة المقدسيين لتحقيق المزاعم الإسرائيلية.

من ناحيته أكد الباحث في الشأن المقدسي راسم عبيدات أن المشروع الذي أعلنت عنه بلدية الاحتلال الذي سيُقام على موقف السيارات سيلحق الضرر الكبير لسكان شرقي مدينة القدس.

وأوضح عبيدات في منشور عبر صفحته على "فيسبوك" أن مناطق شرقي القدس تعاني من أزمة في مواقف السيارات، خاصة أن بلدية الاحتلال تطارد السيارات على مدار الساعة وتفرض عليها مخالفات باهظة.

وشدد على أن المشروع "تهويدي بامتياز" ويهدف لسلب الوعي والثقافة الوطنية وتزوير الرواية والسردية الفلسطينية والسعي من أجل إغلاق المؤسسات الثقافية والفنية.

وأشار إلى أن المشروع يأتي ضمن الحرب التي يشنها الاحتلال على المقدسيين، سواء بالأسرلة أو التهويد وغيرها، والتي جميعها تهدف إلى تزييف هوية القدس وتفريغها من أهلها الأصليين.