قائمة الموقع

حمّاد.. فلسطيني يؤسس أول منهج "أنمي" لتدريس علم الأدوية

2017-10-04T05:48:43+03:00
جهاد حماد (أرشيف)

قبل ثلاثة أعوام، فكّر باستخدام تقنية الصور المتحركة "أنمي" لتسهيل التخصص الذي يدرسه لطلبة الطب، وبدأ بتنفيذ فكرة كتاب أكاديمي شامل بهذه التقنية بدلًا من وسيلة عرض شرائح "power point"، وبذلك يكون أول أكاديمي في العالم يؤسس لمنهج شامل لمساق علم الأدوية بتقنية الصور المتحركة، ويغطي معظم المواضيع الأساسية لمساق علم الأدوية لطلاب الطب والصيدلة، وقد استغرق الأمر قرابة عامين من الجهود المتواصلة، وذلك بالتنسيق مع فنيي تكنولوجيا المعلومات لتصميم المقاطع وإخراجها، ولم يكتفِ بذلك بل أضاف تعليقا صوتيا باللغة الانجليزية على المقاطع لمزيد من الشرح والتوضيح.

الدكتور جهاد حماد، خريج أول دفعة طب فلسطينية من جامعة القدس أبو ديس عام 2001، وحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة UCL لندن في علم الأدوية عام 2006، وكان من المفترض بعد عودته أن يكون محاضرًا في جامعة القدس أبو ديس، ولكن لظروف الحصار المفروض على غزة تم التوافق مع الجامعة على التدريس في كليات الطب بغزة، ويشغل حاليا منصب نائب عميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية بغزة.

في غزة ولندن

لتنفيذ فكرته، تواصل حماد مع قسم علم الأدوية في جامعة لندن، والمصنف كخامس أفضل قسم على مستوى العالم، وأبدت رئيسة القسم إعجابها بالفكرة، وأرسلت رسالة دعوة إلى برنامج زمالة في فلسطين تبدي فيها ترحيبها الكبير بالتعاون ولمراجعة المشروع وتطويره، وذكرت في رسالتها أنه المشروع الأول من نوعه في العالم.

بدأ بتنفيذ المشروع في غزة، وتمت مراجعته، بالإضافة إلى تطويره وعرضه على الطلاب في جامعة لندن، أثناء منحة قدمتها له جامعة لندن لأجل المشروع.

وقال د. حماد في حوار مع "فلسطين" إنه خلال مدة المنحة التي امتدت لسبعة شهور والتي قضاها محاضرًا زائرًا في جامعة لندن، وبالإضافة إلى الأنشطة التدريسية المتنوعة التي كُلف بها، عقد لقاءات مطولة مع عدد كبير من أعضاء الهيئة التدريسية لقسم علم الأدوية، وكذلك مع مدراء ومشرفي التعليم الإلكتروني في جامعة لندن، ونتج عن هذه اللقاءات مراجعة شاملة للمشروع وإدخال بعض التعديلات عليه، وتطوير فيديوهات جديدة.

وأضاف أنه أنشأ موقعًا خاصًا بالمشروع على شبكة الإنترنت، يحتوي على قرابة مائة فيديو تعليمي، معروضة بشكل منهجي، ومزودة بفهرس أكاديمي، لمساعدة الطلاب والزائرين على البحث والتنقل السلس بين فيديوهات الموقع، وخلال فترة قصيرة بلغ عدد زوار الموقع قرابة 40 ألف زائر، وأكثر من مليون عملية تصفح داخلي للمقاطع المنشورة عليه.

نظرية ودقيقة

الهدف من المشروع تسهيل الدراسة على الطلاب، خاصة أن علم الأدوية يعتمد على مواد نظرية صعبة ودقيقة، وهو الأمر الذي دفع ضيفنا لاستحداث هذا الشكل التعليمي للمادة.

أبدى طلاب جامعة لندن إعجابهم الشديد بفكرة مقاطع الفيديو الجديدة، وطالبوا في رسالة وجهوها إلى رئيسة القسم بزيادة الحصة الممنوحة للدكتور حماد في المحاضرات، واعتماد تقنية الفيديوهات الجديدة في الشرح، وخصوصًا أن الجامعة ما زالت تعتمد بشكل أساس على محاضرات "power point" التقليدية.

وأوضح: "كانت المحاضرات صادمة للكثير من الطلاب والطالبات الذين لم يتوقعوا أن يكون مصمم هذا المشروع التعليمي الالكتروني الحديث قادما من قطاع غزة، حيث الصورة السائدة عن غزة هي أنها أرض الخراب والدمار والحروب والتخلف".

وبلغ الاهتمام العربي بالمشروع ذروته، عندما نشر الإعلامي العربي فيصل القاسم على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشورًا فيه صورة للدكتور حماد مرقة بعبارة "عندما تتفوق غزة على لندن في علم الأدوية".

ونوه حمّاد إلى أن هذا المشروع مجرد خطوة في طريق علمية طويلة وبحاجة لدعم متواصل لتحديث وتطوير الموقع، ليصبح قادرا على المنافسة على المستوى العالمي، وكذلك لنقل التجربة للمساقات الطبية والعلمية المختلفة.

وعن الصعوبات التي واجهته، تحدث عن مشكلة غياب الخلفية الطبية الفنية لفنيي تكنولوجيا المعلومات الذين شاركوا في تنفيذ المشروع، مما عقد عملية تحويل الأفكار الطبية إلى حركة فنية، إلى جانب ضعف التمويل المادي للمشروع، وكذلك مشكلة انقطاع الكهرباء التي أثرت إلى حد ما على مسيرة العمل.

ويطمح حماد إلى إكمال مسيرة المشروع وتطويره وتحديثه، وإضافة عدد كبير من مقاطع الفيديو التعليمية الجديدة، ويسعى بمشروعه الجديد إلى أن يضع غزة وفلسطين على خارطة التعليم الطبي العالمي.

ومن الجدير ذكره، أن لحمّاد مجموعة من الأشعار والقصص القصيرة، وقد أنهي في لندن روايته الأولى "قمر وثلاثة مسافرين" والتي هي في طريقها للنشر.

اخبار ذات صلة