في مثل هذا الشهر من عام ١٩٦٩ أقدمت العصابات الصهيونية على إحراق الأقصى ضمن الحرب الدينية القائمة على هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.
يومًا بعد يوم تتصاعد الحرب الصهيونية المنطلقة من تعاليم دينهم المزيف والمضلل والقائم على الكذب والافتراء، ومن ملامح هذه الحرب إضافة إلى جريمة الحرق:
تهويد مدينة القدس، وتغيير ملامحها الجغرافية، وتزوير ملامحها التاريخية، وحرمان سكانها من أبسط الحقوق، وزيادة محاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وبدء شرعنة وقوننة الصلوات الصهيونية داخل المسجد الأقصى والاستعداد لذبح البقرات الحمراء.
اقرأ أيضًا: من يُطفئ حريق الأقصى المشتعل؟
اقرأ أيضًا: في ذكرى حريـق المسجد الأقصى المبارك
وهكذا لم تكن خطيئة حريق الأقصى إلا محطة من محطات الفكر الصهيوني المحتل لفلسطين، ولم يكن اعتباطًا أو نزوة مستوطن أو سلوكًا شخصيًا.
وكما أن هذه الجريمة كرست لسلوك الاحتلال كانت باعثًا ومحفزًا لصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني في القدس وفي كل فلسطين، فاستخدم كلَّ الأدوات المتاحة للتصدي للحرب الصهيونية الدينية، فاعتمد على الحجر والسكين، والسيارات، والرصاص، والصواريخ.
وتمكن الشعب الفلسطيني من إيجاد حالة من التوازن والردع وبعثرة أوراق الاحتلال ليس لأن الشعب الفلسطيني يملك القوة الموازية لكن، لأنه يملك الوعي والإرادة التي تفوق ما لدى الاحتلال، ولعل الرسائل التي يرسلها الإنسان الفلسطيني الثائر للاحتلال ولكل الأطراف واضحة ودقيقة وقوية، بأن الحق الفلسطيني لن يستهان به، ولعل رسالتَي حوارة والخليل في الأيام القليلة الماضية التي تعزز رسائل نابلس، وطولكرم، وجنين، وأريحا وغزة، والقدس، لن تكون الرسائل الأخيرة.
وستبقى جريمة إحراق المسجد الأقصى نارًا على الاحتلال ونور للثوار.