فلسطين أون لاين

تقرير الاستيطان يهدّد الثروة الحيوانية في الأغوار الشمالية

...
الاستيطان يهدد الثروة الحيوانية في الأغوار الشمالية
أريحا/ خاص "فلسطين":

وسط قلق شديد، يشكو مربو المواشي في منطقة الأغوار الشمالية بالضفة الغربية المحتلة من النقص الكبير في المساحة الخضراء، والمراعي من جرَّاء مواصلة الزحف الاستيطاني وتدريبات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

فإزاء التهديد المستمر الذي يتعرَّض له المزارع سامر دراغمة من الناصرية من المستوطنين وهيمنتهم على ينابيع المياه إلى جانب ارتفاع أسعار الأعلاف، فإنه اضطر إلى تقليص أعداد ماشيته من 275 رأسًا إلى 35 رأسًا.

وانتقد دراغمة في حديثه لصحيفة "فلسطين" غياب دعم السلطة لمزارعي ومربي الأغوار، لتثبيتهم في أراضيهم في وقت أن المستوطنين يحصلون على دعم ورعاية وحماية من حكومة الاحتلال.

اقرأ أيضًا: تقرير حواجز الأغوار… ساعات طوال تهدر وتعطيل أشغال وخسائر

وقال: "معاناتنا تتفاقم كل يوم خاصة في فصل الصيف، المستوطنات تواصل تمدّدها وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في أراضي الأغوار كافة". 

ويبحث ناصر صوالحة أحد رعاة الأغنام في الأغوار عن مكان جديد ينتقل إليه لرعي الأغنام، ويقول لصحيفة "فلسطين": ما عادت المراعي كالسابق مع الاستيطان، عدا عن التضييقات الأخرى، ولا أحد يهتم لمعاناتنا ولا مناشداتنا". 

وأضاف: "اضطررت لبيع جزء من الأغنام للجزارين، بسعر منخفض، لأنه أوفر لي من الأعلاف مرتفعة الأسعار، وكذلك قد أجد منطقة جبلية بالضفة انتقل لها بعيداً عن الاستيطان". 

ويوضح الباحث في شؤون البيئة والاستيطان رائد موقده، أن أكثر من مليون دونم من الأراضي الرعوية جزء كبير منها بالأغوار، خسرتها الضفة الغربية لصالح الجدار والتوسع الاستيطاني المتزايد، ورعاة المستوطنين، وهو ما تسبَّب بتقليص أعداد المواشي إلى أقل من النصف، واستنزافها.

وأكد موقدي أن المستوطنين يطلقون أيضاً أبقارهم وماشيتهم في حقول المزارعين لإتلافها.

اقرأ أيضًا: مستوطنون يهاجمون الرعاة في الأغوار الشمالية

وعن خسائر المزارعين ومربي الثروة الحيوانية، أفاد موقدة أن الثروة الحيوانية ما عادت تكفي السوق المحلي، وأن استيراد اللحوم دليل على ذلك، كما أن استيراد الألبان والفواكه يزداد باضطراد، داخل مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة. 

وتوثق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان استحداث ما بات يعرف في الفترة الأخيرة بنمط "الاستيطان الفردي". 

ويوضح الباحث بالاستيطان عارف دراغمه مصطلح الاستيطان الفردي، ويقول: "يتميّز باعتماده على الزراعة، ولا سيَّما الثروة الحيوانية، من أبقار وماشية وغيرها، إذ يسيطر المستوطن الفرد على مساحات كبيرة من الأراضي، ويعتمد على نمط الحياة الرعوية، وسط التهديد، والوعيد لمن يعترض أو يقترب منه ومن ماشيته وأبقاره". 

وتابع لصحيفة "فلسطين": "كل يوم تضيق مساحات الرعي بالأغوار كما هو في الضفة الغربية، ويقوم المستوطنون باستخدام الكلاب والأسلحة بالاعتداء على الرعاة وثروتهم الحيوانية والمحاصيل الحقلية، وهذا يحصل يوميًّا تقريباً، فلا حياة لمن تنادي".