فلسطين أون لاين

الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني

حوار "العضايلة":سلوك الاحتلال العدواني تجاه الأقصى يدفع المنطقة نحو حرب دينية واسعة

...
مراد العضايلة الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني- أرشيف
عمان-غزة/ حاوره يحيى اليعقوبي:

حذر الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني مراد العضايلة، من أن سلوك الاحتلال الإسرائيلي العدواني تجاه المسجد الأقصى المبارك يدفع المنطقة نحو حرب دينية واسعة النطاق، تشترك فيها كل الساحات.

وأوضح العضايلة في حوار مع صحيفة "فلسطين"، أن حكومة الاحتلال المتطرفة تسعى جاهدةً لحسم الصراع في ملفين أساسيين، الأول يتعلق بالمسجد الأقصى، إذ يهدف إلى تهويده وإنهاء الوصاية الأردنية عليه، والثاني يتعلق بالضفة الغربية ويسعى إلى تهويدها وإنهاء الصراع هناك.

وذكر أن حكومة الاحتلال تمضي في مخطط التهويد، وهذا واضح من حجم الاقتحامات وتحويلها إلى صلوات يتخللها الانبطاح على الأرض، كأحد مظاهر التأسيس المعنوي للهيكل المزعوم، وأخطرها مشروع "البقرة الحمراء"، وهي مرحلة شبه نهائية قبيل بناء "الهيكل" المزعوم.

صدام مرتقب

كما حذر من أن الفترة الممتدة من 16 سبتمبر/ أيلول وحتى 10 أكتوبر/ تشرين المقبل، ستشهد ثلاثة "أعياد يهودية" وهي: "رأس السنة العبرية"، و "يوم الغفران"، و "عيد "العُرش"، لافتًا إلى أن هذه الفترة ستكون موسمًا حقيقيًا للاصطدام مع الاحتلال لأن الانتفاضات والهبات الكبرى، مثل انتفاضة الأقصى عام 2000، قد وقعت سابقاً خلال هذه الفترة.

اقرأ أيضاً: نائب أردني لـ"فلسطين": الاعتداءات الإسرائيلية على "الوصاية الهاشمية" تُنذر بتداعيات خطيرة

ونبه إلى خطورة المخطط القادم، والذي يستهدف حسم الصراع، بعد تقديم عضو "الكنيست" المتطرف "عميت هليفي" مخطط يهدف إلى تقسيم الأقصى، مشددًا على أنه يندرج في سياق مسلسل تهويد الأقصى وبناء "الهيكل" المزعوم، ما يتطلب التنبه وتصعيد المواجهة مع الاحتلال على كل الجبهات والساحات.

وشدد على أن "المطلوب التصدي لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى عبر تفعيل الرباط والاعتكاف لحماية المسجد من تلك المخاطر.

وعدّ العضايلة أن الشعب الفلسطيني "رأس الحربة" في مواجهة الاحتلال، وبعد ذلك يأتي تفعيل دور الشعوب العربية عبر الفعاليات والمهرجانات الحاشدة، وتفعيل دور السياسة العربية في صد الهجمات والعدوان، وإظهار المخاطر القادمة لهذه الحكومات.

ولفت إلى أن دور الشعوب العربية كبير في تفعيل الأنظمة السياسية، فعندما ينشأ حراك جديد من الشعوب العربية، يكون لهذا الحراك دائمًا تأثير في تفعيل موقف الساسة العرب.

وحول احتمالية تنفيذ الاحتلال لطقس ذبح "البقرة الحمراء"، رأى العضايلة أن ذلك "عنوان لمعركة دينية كبرى" لا يستطيع الاحتلال تحمل تداعياتها، لأن الشعوب العربية لن تبقى صامتة على المساس في المسجد الأقصى.

الأردن مستهدف

وحول الدور الأردني في مواجهة الاحتلال، قال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي: إن "الأردن مستهدف بمحاولة إسرائيلية لإنهاء دوره، بعد أن مُنعت "الأوقاف الأردنية" من أعمال الترميم وتعيين موظفين جدد في الأقصى، وسُحب الدور الأردني في دخول الناس إلى الأقصى، وهذا هدفه الوصول لإلغاء دور "الأوقاف".

وشدد على أن الدور الأردني يتعرض لخطر حقيقي، إذ يسعى الاحتلال حثيثًا باتجاه وقف دور الأوقاف الأردني وإنهائه، تمهيدًا لبناء "الهيكل" المزعوم، وإنهاء الوجود الإسلامي.

وفيما يتعلق بمسألة ما إذا كان الأردن قد فقد الوصاية الفعلية على الأقصى، أوضح أن الوصاية لا تزال موجودة، ولكنها تتعرض لعمليات إضعاف ممنهجة، مشددًا على ضرورة أن يدرك الأردن أنه "إذا لم يكن هناك خيار بدعم المقاومة سيفقد هذا الدور والمكانة في حماية المقدسات، وأن عليه اتخاذ إجراءات حقيقية تكافئ هذه المشاريع الصهيونية".

وعن غياب الدور العربي في دعم صمود المقدسيين، رأى العضايلة أن ذلك جزء من الحصار الذي تفرضه أمريكا عبر تقييد الدعم العربي المساند لصمود المقدسيين وأهل فلسطين.

وقال: "اليوم الاحتلال يعبئ الأنظمة الرسمية العربية بأن من يقوم بالانتفاضات هي "منظمات إرهابية" وليسوا من الشعب الفلسطيني، وليس ممثلون عن الشعب الفلسطيني، بالرغم من أن محاولات فصل الشعب عن مقاومته غير ممكنة".

وأضاف: "ما يصيب الشعب الفلسطيني يُصيب الجميع هناك، سواء كان ذلك عبر عمليات الهدم والطرد والاقتلاع من البيوت، واليوم أدرك الشعب الفلسطيني هذه الحقيقة، والتحم بالمعركة، ونرى ذلك في شمال الضفة، إذ تحولت حالة الالتحام بين الشعب والمقاومة لحالة غير مسبوقة ستفضي لمراحل جديدة".

وشدد أن الشعب الفلسطيني أدرك أنه لا خيار له إلا المواجهة، وأن كل محاولات التسوية فشلت، وأن مشروع "حل الدولتين" انتهى، وذلك يدفع الشعب الفلسطيني لاحتضان المقاومة التي هي عنوان الدفاع عنه. 

وفيما يتعلق بمشاركة وزراء أردنيين في لقاء تطبيعي أُقيم في الإمارات قبل أسبوع، انتقد العضايلة بشدة هذا اللقاء، واصفًا المشاركة بالـ"السيئة" حتى على الصعيد السياسي في ظل تصاعد الاستهداف للمسجد الأقصى. 

وعد اللقاء بمثابة "بطاقة مجانية" للاحتلال، ومحاولة لإنقاذ الحكومة الإسرائيلية المتطرفة عبر تلك المشاريع التطبيعية التي تقدم كحبل النجاة لها، خاصة أن الاحتلال يستهدف الأردن ويحاول الهيمنة على القطاعات الحيوية فيها من طاقة وغاز وكهرباء ومياه.