فلسطين أون لاين

حمزة أبو سنينة.. جريح مقدسي اغتاله "الإهمال الطبي"

...
حمزة أبو سنينة
القدس المحتلة- غزة/ أدهم الشريف:

الخميس، 17 أغسطس/ آب الجاري، كانت عائلة أبو سنينة المقدسية تتابع الحالة الصحية لابنها حمزة باهتمام شديد، وتواقة لعودته بسلام بعد الاطمئنان عليه في أحد المستشفيات الإسرائيلية بالقدس المحتلة.

أكثر شيء كانت تتمناه العائلة أن ينتهي علاج حمزة (30 عامًا) ويتعافى من إصابته برصاص جيش الاحتلال، وفي الوقت ذاته، كانت تخشى أن تفقده فجأة وللأبد من جراء تعرضه للإهمال الطبي في مستشفيات الاحتلال، لكن ذلك حصل بعد مرور أكثر من سنتيْن على إصابته.

يوم 25 إبريل/ نيسان عام 2021، كانت مدينة القدس وساحات المسجد الأقصى تشتعل تحت أقدام جنود الاحتلال ومستوطنيه في إثر تصاعد العدوان على القدس وأهلها ومقدساتها.

أمام الجريمة الإسرائيلية لم يقف الشبان المقدسيون مكتوفي الأيدي، فهبوا للتصدي لها في أكثر من مشهد ومكان بالقدس.

اقرأ أيضاً: حماس تنعى الشهيد المقدسي "أبو سنينة" وتجدد العهد مع الأسرى والشهداء

كان أبو سنينة من سكان باب حطة -يقع في السور الشمالي للأقصى بين بابي الأسباط وفيصل- أحد الشبان الذي هبّوا دفاعًا عن المسجد المبارك.

في ذلك الحين لجأ جيش الاحتلال إلى قمع المرابطين والمدافعين عن الأقصى بعنفٍ شديد ما أدى إلى إصابة واعتقال المئات المقدسيين؛ بالتزامن مع محاولات تهجير سكان حي الشيخ جراح آنذاك.

"كان متواجدًا في الأقصى عندما اندلعت المواجهات ضد جنود الاحتلال.." قال أمجد شقيق الشهيد أبو سنينة.

يذكر أمجد جيدًا كيف كان شقيقه حمزة يشارك باستمرار في صد اقتحامات قوات الاحتلال ومحاولاتها لتدنيس المسجد وإخراج المرابطين من داخله.

لم يرُق ذلك لجنود للاحتلال فأصابوه برصاصة في منطقة الرأس ألحقت أضرارًا أخرى في منطقة الدماغ.

لم يمضِ على إصابته كثيرًا قبل نقله إلى مستشفى "عين كارم" الإسرائيلي في القدس المحتلة.

اقتحام المخابرات

ويضيف أمجد لصحيفة "فلسطين": بعد 14 ساعة بالضبط اقتحمت مخابرات الاحتلال المستشفى، واعتقلت شقيقي للتحقيق معه قبل أن تفرج عنه بعد 10 ساعات.

ولم تشفع تداعيات الإصابة برصاص الاحتلال لأبو سنينة بعدما تسببت بفقء العين اليمنى وكسور متعددة في الجمجمة، عند ضباط مخابرات الاحتلال.

كانت تهمته المشاركة في المواجهات دفاعًا عن المسجد الأقصى والتصدي لجنود الاحتلال ومحاولات تفريغه من المصلين والمرابطين.

وتابع أمجد: أن الإصابة أثرت كثيرًا على شقيقه وأجبرته على الخضوع لعمليتيْن جراحيتيْن في الرأس من أصل 5 عمليات كان من المقرر أن يجريها لاستكمال علاجه.

وأكمل: أن العائلة طرقت جميع الأبواب من أجل إكمال علاج حمزة لكن أطباء الاحتلال ماطلوا لأكثر من سنتيْن في إجراء العمليات الجراحية التي كان حمزة بحاجة ماسة لها.

ولقد ترك ذلك تداعيات خطيرة على أبو سنينة وظهرت مضاعفات صحية أجبرته على اللجوء إلى المستشفى مجددًا نهاية الأسبوع الماضي.

طبيب إسرائيلي

وقال شقيقه: جاء لنا طبيب إسرائيلي أخبرنا أن حالته جيدة وبخير، وبعد ساعات تلقينا نبأ استشهاده. لقد قضى بسبب إهماله طبيًا وبشكل متعمد.

وأكمل أن الأطباء الإسرائيليين في مستشفى "عين كارم" يتحملون المسؤولية عن استشهاد حمزة متأثرًا بجراحه.

وأكد أبو سنينة أن العائلة لن تتنازل عن حقها في ملاحقة الاحتلال، متهمًا الأطباء الإسرائيليين باغتيال حمزة.

وفجر الجمعة الماضية، شيع الأهالي الشهيد أبو سنينة إلى مثواه الأخير، حيث أدى المشيعون الصلاة على جثمانه عند أبواب المسجد الأقصى قبل أن يوارى تحت الثرى في مقبرة باب الأسباط.

يشار إلى أن الأحداث التي أصيب فيها أبو سنينة تلاها تطورات دراماتيكية اندلعت على إثرها معركة "سيف القدس" ورافقها هبة الكرامة في الداخل المحتل ضد عدوان الاحتلال وانتهاكاته بحق مقدسات المسلمين.