فلسطين أون لاين

بعد أسابيع على تطبيقها.. تجار نابلس يرفضون الخطة المرورية

...
تجار نابلس يرفضون الخطة المرورية - أرشيف
نابلس/ خاص "فلسطين": 

على الرغم من مرور عدَّة أسابيع على تطبيق الخطة المرورية الجديدة في مدينة نابلس بالضفة الغربية، التي بموجبها أُغلقت طرق رئيسة وفرعية، وغُيرت مساراتها، وفُتحت بدائل، لا تزال حالة الغضب والأصوات الرافضة لتلك الخطة قائمة بين أصحاب المحلات التجارية.

وعزا بعض التجار في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" تراجع حجم المبيعات في محلاتهم التجارية نتيجة الخطة المرورية الجديدة التي قضت على حركة المتسوقين في بعض الطرق، وتغيير مسار المركبات التي لم تعد تسلك الطرف الفرعية المؤدية لمحلاتهم أو الوقوف بجانبها.

اقرأ أيضاً: "حديقة الديوان".. ملاذ آمن لكبار السن في نابلس

وأوضح التاجر محمد حسيبا أن الخطة المرورية الجديدة كبَّدته خسائر كبيرة بعد أن عزلت محله التجاري، وجعلته "بعيدًا عن أعين المتسوقين وزوار المدينة" حسب تعبيره. 

وشدَّد حسيبا -الذي يمتلك محلًا لبيع الملابس في شارع عمر المختار- على أن عدم وجود مسار للسيارات ولا مواقف بالقرب من عشرات المحلات التجارية، عدا عن تغيير حركة السير باتجاه شارع حطين، أدَّى إلى تراجع أعداد الزوار والباعة لديه تراجعًا كبيرًا جدًّا.  

وقال بغضب: "تأتي أيام علينا ولا يدخل علينا زبون واحد"، لافتًا إلى أن التجار توجَّهوا بشكوى لشرطة المرور والبلدية والغرفة التجارية في نابلس، "ومع ذلك لا أحد يسمع كلامنا". 

وعبَّر التاجر حسيبا عن خشيته من عدم تحصيل مصاريف محله التجاري إزاء تراجع المبيعات خلال الأسابيع الماضية، وتحديدًا مع تطبيق الخطة المرورية في المدينة.

وقال التاجر سعيد ملحيس صاحب أحد محال بيع الأحذية في شارع عمر المختار إن الحركة التجارية في الشارع تراجعت بشكل كبير منذ بدء تطبيق الخطة المرورية.

وألقى باللوم على جميع المؤسسات الحكومية والتجارية التي تتجاهل "أوضاع التجار" الذين سيتكبَّدون خسائر مالية باهظة مع نهاية هذا العام.

وأضاف ملحيس: "سجَّلت البلدية والشرطة إنجازًا إعلاميًّا بتنظيم حركة السير كما تدعي، ولكنها لم تتحدث نهائيًّا عن الخسائر التي طالت المحال مع عدم وجود مكان لدخول المتسوقين وتوقفهم للتبضع". 

ومن وجهة نظر التاجر مصطفى البنا فإنه بعد تطبيق الخطة المرورية الجديدة "بات من الصعب تحميل وتنزيل البضاعة الخاصة بالمحلات بسهولة، بل يلزم تنزيل البضاعة في مكان آخر، ومن ثم نقلها عبر عربات خاصة تكلف الجهد والمال في آن واحد".

بدوره، أكد نائب رئيس بلدية نابلس خالد سلامة أن الخطة المرورية جاءت لحل مشكلة كبيرة متمثلة بالأزمة المرورية الخانقة التي تشهدها منطقة دوار الشهداء، ومنها شارع عمر المختار، ولا علاقة لها أصلا بالمحال التجارية.

وقال سلامة: إنه "في كل دول العالم لا يسمح في المناطق التجارية المزدحمة بدخول المركبات العمومية وحتى الخاصة، وعليه فإن الخطة المرورية لا تؤثر في حجم المتسوقين في شارع عمر المختار".

وأضاف: "الزبون يذهب الى أي محل بغض النظر عن موقعه ما دام مميزًا في خدماته وعروضه، فكيف بمنطقة شارع عمر المختار القريبة جدًا من وسط المدينة، التي من السهل الوصول إليها دون أي عقبات؟". 

ولفت سلامة إلى أن الاحتجاج الأكبر كان من سائقي المركبات العمومية الذين وجدوا من الخطة المرورية تقييدًا لحركتهم، "وقطعًا لطريق البعض الذين كانوا يستسهلون الوصول إلى الركاب على حساب افتعال الأزمة المرورية".

وتعاني مدينة نابلس أزمات مرورية خانقة وسط المدينة، حيث يقع المجمع التجاري الذي يضم داخله مواقف مركبات النقل العمومي لجميع مناطق المدينة، ما يسبّب ازدحامًا مروريًّا عند دخولها إلى المجمع وخروجها منه.