قال المشرف العام لمنظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو بالضفة الغربية، حسن مليحات، إن هدم جرافات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة التجمع البدوي في منطقة "عين سامية" شرقي رام الله، يحرم سكانه من حقهم الأساسي في التعليم، ويدفعهم نحو مستقبل مجهول.
وأوضح مليحات لصحيفة "فلسطين"، أن محكمة الاحتلال أصدرت قراراً بهدم المدرسة قبل خمسة أشهر، مشيراً إلى أن المدرسة بُنيت بجهود ذاتية من سكان التجمع البدوي، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، إذ استقبلت 60 طالباً من المرحلة الأساسية.
وبيّن أن جرافات الاحتلال اقتحمت منطقة التجمع بشكل مفاجئ، وبدأت على الفور بهدم المدرسة، وذلك ضمن سياسة التهجير القسري التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد التجمعات البدوية.
وشدد على أن هدم المدرسة سيدفع سكان التجمع نحو مستقبل مجهول، إذ سيُحرمون من حقهم الأساسي في التعليم، الذي كفلته القوانين الدولية كافة"، واصفاً تلك الخطوة بأنها "جريمة".
وبحسب مليحات، فإن هدم المدرسة هو استكمال لحلقات التهجير والسياسة العنصرية التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق تجمع "عين سامية"، ولا سيما أنها هجّرت سكانها البالغ تعدادهم 300 مواطن في شهر مايو/ أيار الماضي، إلى مناطق نائية أخرى.
وذكر أن عدد السكان الذين يقطنون "عين سامية" في الوقت الحالي لا يتجاوز 150 مواطناً، وسط أوضاع إنسانية صعبة للغاية في بيئة أصبحت مواتية للرحيل، لكونهم يواجهون خطر الموت في كل لحظة، من جراء اعتداءات المستوطنين المتكررة".
وأكد أن التجمعات البدوية تتعرض لهجمة شرسة وباتت أمام مصير مجهول خاصة في قضية الحصول على الحق في التعليم المكفول دولياً، لافتًا إلى أن الاحتلال يسعى من خلال سياسة الهدم لترحيل البدو وخلق بيئة طاردة للتجمعات البدوية وترحيلهم من أماكنهم قسراً.
وشدد على أن التجمعات البدوية تتعرض لسياسة تطهير عرقي بفعل جرائم المستوطنين الذين يتمتعون بحماية من الاحتلال، حيث أصبحنا أمام إعادة إنتاج جديد للنكبة، لافتًا إلى أن السكان يواجهون الاحتلال بصمودهم وثباتهم في أرضهم.
وبيّن أن التجمعات البدوية تشكل الخزان الحيوي وتحتوي على مناطق زراعية شاسعة، حيث باتت محور الصراع بين الشعب الفلسطيني والاحتلال، وهو ما دفع الأخير للسيطرة عليها لغايات استيطانية وخلق حلقة ترابط بين المستوطنات بما يشكل حزاما استيطانيا شرقي الضفة الغربية.
وانتقد مليحات حكومة رام الله لتقصيرها في تقديم المساعدات اللازمة لسكان تجمع "عين سامية" وكل التجمعات البدوية بما يعزز صمودهم، بل تركتهم يواجهون عنصرية وفاشية قوات الاحتلال لوحدهم.