قائمة الموقع

"عين الهوية" شريان حياة زارعي ومقصد سياحي فلسطيني

2023-08-15T09:02:00+03:00
عين الهوية القريبة من بلدة حوسان غرب بيت لحم

بالقرب من عين الهوية وهي إحدى عيون ماء بلدة حوسان تقع على بعد ثمان كيلومترات غرب بيت لحم، يزرع المزارع علي شوشة أرضه بالفاصولياء، والكوسا، والفلفل، والبقدونس، والنعنع، ويرويها من ماء العين.

يمتلك شوشة دونمًا على حافة عين الهوية من أصل 10 دونمات زراعية تحيط بها، ويحرص على مواصلة زراعتها بالمحاصيل الصيفية والشتوية، من أجل المحافظة عليها ومنع الاحتلال من مصادرتها بداعي أنها مهملة.

ويتخوف شوشة من مصادرة الاحتلال الإسرائيلي لتلك الدونمات لمصلحة مشروع يزعم أنه يهدف للحفاظ على الآثار، واستغلالها في شق الطرق.


 

وفي السابع عشر من يوليو/ تموز الماضي، صادقت حكومة الاحتلال على إقرار ميزانية بـ120 مليون شيقل (33 مليون دولار) على امتداد 3 سنوات، ضمن مشروع قرار يهدف إلى "الحفاظ على الآثار وحمايتها في الضفة الغربية".

ويقول شوشة (64 عامًا) لـ"فلسطين": "المنطقة لا تخلو من مجموعات المستوطنين الذين يأتون إلى العين بحماية قوات جيش الاحتلال، إذ يقصدونهم للاستجمام والسباحة في مياه العين".

ويضيف: "لمواجهة تلك المجموعات السياحية عملت منذ 13 عامًا، حينما شغلت منصب رئيس مجلس قروي البلدة، على شق طرق لتسهيل وصول المركبات إلى العين من أجل جذب السياح الفلسطينيين للتعرف على المناطق الأثرية ومواجهة التدفق الإسرائيلي تجاه العين".

مغارة الشموع

ويقع نبع عين الهوية المسمى أيضًا "مغارة الشموع" في واد بين جبال تكسوها أشجار الزيتون، وتتوسطها أراضٍ تزرع بالخضروات بطريقة تقليدية. ومن كثرة عيون وينابيعِ المياه الطبيعية في المنطقة سماها الفلسطينيون وادي العيون، وتمتد من قرية بتير حتى بلدة حوسان غرب بيت لحم.


 

ويعود تاريخ ينابيع المياه الجوفية في بلدة حوسان إلى الفترة الرومانية، ولها مكانة تاريخية وأثرية ويتردد عليها السياح الفلسطينيون من مدن الضفة.

ولدى سؤاله عن سبب اهتمام المستوطنين بزيارة عين الهوية باستمرار، أجاب: "عيون الماء بالنسبة لليهود هي مقدسة، حيث يؤدون فيها طقوس دينية".

وعن سبب تسمية العين بـ"الهوية" يقول رامي حمامرة أحد سكان المنطقة: "بسبب وجودها في منطقة منخفضة كانوا يطلقون عليها قديمًا باللهجة العامية هاوية، ومن هنا جاءت التسمية".

ومن أجل العدالة في توزيع المياه على مزارعي العين، يبين حمامرة لـ"فلسطين" أن المياه تُجمّع في بركة أنشأها الاحتلال الإسرائيلي، وتقسّم على المزارعين بنظام الساعة وتبعًا لمساحة الأرض، إذ يتبع المزارعون طريق الري عبر القنوات التي استُخدمت في العهد الروماني.

ويلفت إلى أن عين الهوية يدخل إليها الزائر عبر نفق صخري بطول 20 مترًا ينتهي بغرفة تنساب منها المياه، ففي الصيف تكون المياه باردة أما في الشتاء فتصبح دافئة بفعل هذه الغرفة. ومن جراء انسياب المياه تكونت مع الوقت نتوءات كلسية تتدلى من النفق فتعطيه مظهرًا جماليًا.

مشروع أمني

بدوره يبين رئيس مجلس قروي بلدة حوسان جمال سباتين أن عين الهوية معلم تاريخي من العصر الروماني، ووضعتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" في العام 2014 على لائحة التراث العالمي، ضمن ملف ترشيح بلدة بتير المجاورة لقرية حوسان.


ويوضح أن عين الهوية من المواقع التي تقع ضمن المناطق المصنفة (ج)، ويخشى من مصادرة الاحتلال الإسرائيلي لأراضيها في حال تطبيق قرار حماية الآثار والمحافظة عليها، إذ ستُستقطع أغلب الأراضي الزراعية لصالح شق طرق أمنية إسرائيلية بهدف القضاء على هذه المنطقة وحرمان المزارعين منها.

وفي حال وقع ذلك، سيضطر كل مواطن يملك أرضًا في عين الهوية إلى دفع رسوم للاحتلال من أجل تمكينه من دخول أرضه، كما حدث في عين الحنية في بلدة الولجة، إذ صودرت كل الأراضي وفُرض رسوم على دخولها حتى باتت غير صالحة للزراعة بسبب صعوبة الوصول إليها، وفق سباتين.

ويوضح أن حوسان تضم 17 نبعًا للمياه، ويعد الموقع ذو طبيعة خلابة ومتنفسًا للأهالي، وعادة ما يزوره الفلسطينيون من مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية.

اخبار ذات صلة