فلسطين أون لاين

​احذري رد الفعل المباشر

لسلامة التربية.. تمالكي نفسك في التعامل مع طفلك

...
غزة - مريم الشوبكي

التربية ليس عمليات حسابية واضحة، بل هي أساليب وطرق متعددة تختلف باختلاف شخصية الابن، وتحتاج إلى جهد وصبر مضاعفين، والأمر يتطلب تحكمًا عاليًا بالنفس وتجنبًا للعصبية ولخيار الضرب، لئلا ينشأ الطفل بشخصية مهزوزة غير واثقة، وجبانة لا تستطيع المواجهة أو تقوى على اتخاذ القرار.

التخلص من العصبية وضبط الأعصاب يتطلب إدارة واقتناعًا من الأم بأن أسلوبها غير مجدٍ، ويضر بشخصية ابنها، فكيف يمكن للأم أن تتمالك نفسها عندما يرتكب ابنها تصرفًا خاطئًا، هذا ما نتحدث عنه في السياق التالي:

حسب العمر

قالت الأخصائية النفسية رندة أبو سويرح، إن السبب الأساسي الذي يجعل الأم في حالة عصبية دائمًا هي الأعباء المتزايدة والضغوط النفسية التي تعاني منها بسبب الأوضاع السائدة في المجتمع أو في طاقها الخاص.

وأضافت لـ"فلسطين"، أن التعامل مع الأبناء يختلف حسب المرحلة العمرية، فإذا كان الابن أقل من خمس سنوات يجب أن تتمالك الأم أعصابها وألا تضرب طفلها؛ لأنه لا يعرف كمية الضغوط التي تتعرض لها والدته، أي أنها يجب أن تكون أكثر وعيًا عند التعامل معه.

ونصحت أبو سويرح الأم: "عند الغضب، خذي نفسًا عميقًا لكي تهدئي، وحذارِ أن تعطي أي رد فعل مباشرًا تجاه تصرف طفلها، بل تمالكي أعصابك وبيني لطفلك خطأه، أما إذا كنت متسرعة دائمًا وتعنفيه فور ارتكاب الخطأ، فتصرفك هذا سيسبب له خوفًا وقلقًا دائمين، وقد يُصاب بالتبول اللاإرادي، والتأتأة، والعزلة والعزوف عن الاختلاط بالآخرين".

وأشارت إلى أن التعامل مع الأطفال في المرحلة العمرية الممتدة من ست سنوات حتى 12 سنة، يكون بالحديث مع الابن مباشرة للطفل ونصحه بأسلوب مناسب للحدث، دون إعطاء الأمور أكبر من حجمها.

وعي بالمرحلة

وأكدت الأخصائية النفسية أن الأم يجب أن تتحلى بالوعي بالمرحلة العمرية التي يمر بها ابنها، وأن تتفهم التغيرات التي تطرأ عليه حسب سنه، وعليها أن تراقب تغيّراته وتتقبلها، مشددة: "أما الضرب والصراخ في هذه المرحلة سيفقدانها هيبتها لدى طفلها مستقبلا، وسيفعل ما يريده هو دون أن يهتم برد فعلها".

ودعت الأمهات إلى التنويع في أساليب العقاب والثواب تجاه سلوكيات أبنائهن، وأن تهتم بتعزيز السلوك الإيجابي وتشجع عليه.

وإن أخطأت الأم في التعامل مع ابنها، فهل يمكن تصلح خطأها؟ أجابت أبو سويرح: "إذا كان عمر الابن أقل من أربع سنوات، فعليها احتضانه بعد تعنيفه أو ضربه، لأن الطفل في هذا العمر لا يستوعب الخطأ، وعليها أن تتحدث معه لتبين له خطأه، وأن تبين له سبب عقابها له".