فلسطين أون لاين

​ابتهاجًا بالمصالحة.. محال تجارية تقدم الهدايا لزبائنها

...
غزة - مريم الشوبكي

مع البشريات الأولى للمصالحة، تنافست، أمس، بعض المطاعم والمحال التجارية على تقديم الهدايا مجانا للجمهور في قطاع غزة، احتفالا بما عدّه أصحاب هذه المحال "عيدا وطنيا" تحقق بعد 11 عاما عجافا من الانقسام والحصار اللذين أرهقا قطاع غزة.

ولاقت هذه الخطوة إقبالا ملحوظا من قبل الغزيين المستبشرين خيرا بأجواء المصالحة، والآملين بأن تتحقق هذه المرة فعلا، لكي تُحدث انتعاشا في مختلف مناحي الحياة بالقطاع.

عصير المصالحة

أحد المطاعم وعد بتقديم العصائر مجانا لزبائنه يومي الاثنين والثلاثاء احتفالا بالمصالحة، وقال مديره وسام شلبية: إن "هذه الهدية تأتي بدافع وطني بحت، وللتعبير عن الابتهاج الكبير السائد بسبب زيارة الحكومة للقطاع، وليست بقصد الدعاية للمطعم".

وأضاف شلبية لـ"فلسطين" أن المطعم يقدم "عصير المصالحة" بنكهتي المانجو والليمون، وإمعانا في التعبير عن الفرحة بالمصالحة، تم تزيين زي عمال المطعم بشعار "معًا للمصالحة"، مبينا: "اخترنا هذا الشعار وليس (مع المصالحة) لأننا نريد من جميع الفصائل والتنظيمات التوحد وتوديع الانقسام إلى ما لا نهاية".

وأوضح أنه يحق لأي شخص الحصول على العصير يومي الاثنين والثلاثاء، حيث يبدأ تقديمه من العاشرة صباحا حتى نهاية دوام المطعم، مشيرا إلى أن الناس توجهوا إلى المطعم قبل الموعد المحدد، فتم تقديم العصير باكرا، "لأن تحقيق المصداقية أهم شيء بالنسبة لنا"، على حد قوله.

ولفت شلبية إلى أن نسبة تأثير الأوضاع الاقتصادية على المطعم ضئيلة، لأنه كان يقدم وجباته تماشيا مع الوضع الاقتصادي السائد، وبما يتوافق مع إمكانات الشعب، متوقعا أن يكون لتطبيق المصالحة بالفعل دور في تحسين الأوضاع المالية للمواطنين، مما سينعكس بالإيجاب على عمل المطعم.

تذكار مجاني

أما أحد المحال المتخصصة بتصميم الهدايا والرسم على الخزف والزجاج، فأعلن، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن تقديم هدايا مجانية لزبائنه احتفالا بالمصالحة، فأول زبونة زارت المعرض أمس لم تدفع قيمة مشترياتها، فيما كان لكل المشترين هدية إضافية غير مشترياتهم.

صاحبا المعرض الأخوان حمدي وديمة شعشاعة، فعلا ذلك لأنهما "كأي شخص فلسطيني يتمنيان أن تتم المصالحة، وأن تتوحد الجهود لتوحيد شطري الوطن"، على حد قول حمدي شعشاعة.

وأضاف لـ"فلسطين": "الهدايا التي قدمناها هي بمثابة جو احتفالي يسوده التفاؤل بإنهاء الانقسام، ولكي يتحمس الزبائن بالإقبال على المعرض".

وتابع: "لم نتوقع الإقبال على المعرض بهذا الشكل، ظننا أن الغزيين سيبقون في البيوت لمتابعة الأخبار وما ستؤول إليه الأمور، ولكن تفاجأنا بالإقبال منذ الصباح على شراء الهدايا".

وواصل: "تلقينا ردود فعل إيجابية حول المصالحة، حيث إن كلمة (عيد) بسيطة مقارنة بحالة الفرح والاستبشار التي يعيشها المواطنون مع أجواء المصالحة السائدة، والجميع يعلق آمالا بتحسن الأوضاع في غزة على جميع الأصعدة، فنحن ننتظر هذه الخطوة منذ سنوات طويلة ونترقبها الآن بشغف، كحدث وطني حدث كبير سيحدث تغييرا ونقلة نوعية".

وتحدث شعشاعة عن تفاؤله بإحداث تغيير على المستوى الشخصي له ولأخته: "نحن نعلق آمالا خاصة كشخصين ليس لديهما هوية فلسطينية، ويحملان صفة (نازح)، ونتمنى أن يتم تفعيل قضية (البدون) بالتزامن مع إجراءات المصالحة، حتى نستطيع أن نشارك في معارض خارج غزة، بالإضافة إلى إحداث انتعاش اقتصادي".

الكنافة أيضًا

بأناشيد وطنية تنادي بالمصالحة انطلقت من مكبر صوت، وأعلام فلسطينية زينت المحل، وبأطباق كنافة نابلسية مجانية احتفل أحد محال الحلوى بالمصالحة.

صاحب المحل الأسير المحرر أيمن الشراونة، قال: "هذا اليوم يومٌ وطني، وابتهاجا بالمصالحة، فإننا نوزع الكنافة النابلسية على الناس مجانا بين الساعة 5:30 حتى 6:30 مساء"، مضيفا: "ربما ساعة واحدة من تقديم الحلوى لا تكفي لتمحو 11 عاما من الانقسام".

وأكد في حديثه لـ"فلسطين" أنه مع المصالحة، وينشد لم الشمل والتحام شطري الوطن، فبعد أربعة أعوام على إبعاده إلى غزة، رأى وجوها مبتهجة ومسرورة، وروحا من الأخوة تسود بين الغزيين باختلاف ألوانهم.

وأشار الشراونة إلى أن إتمام اتفاق المصالحة سيحقق انفراجة على قطاع غزة واستقرار ورخاء اقتصادي سينعشان حال المحال التجارية والأسواق.