فلسطين أون لاين

تقرير أُبي أبو ماريا.. جريح غيَّبته السجون يخشى ذووه إهماله طبيًا

...
صورة تعبيرية
الخليل- غزة/ أدهم الشريف:

يتأمل يوسف أبو ماريا وزوجته صورة ابنهما أُبي الذي لم يتجاوز عمره بعد (18 عامًا) ويتساءلان معًا عن الخطر الذي شكله ليصيبه جنود جيش الاحتلال بالرصاص ويعتقلوه لاحقًا.

في حين أصبحت صور أُبي ملاذًا لوالديه بعد اعتقاله وتغييبه خلف قضبان السجون، اللذان ترافقهما مخاوف مضاعفة على حالته الصحية.

وداهمت قوات مدججة من جيش الاحتلال منزل أبو ماريا الثلاثاء الماضي، واعتقلته بعد الاعتداء عليه وأفراد عائلته بوحشية.

وكان أبو ماريا أصيب برصاص الاحتلال يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، بعد اقتحام قوات الاحتلال بلدة بيت أمر شمالي مدينة الخليل في جنوبي الضفة الغربية.

وارتقى في الاقتحام الشهيد مفيد اخليل (44 عامًا) وأصيب أكثر من 50 آخرين كان أبو ماريا أولهم والأخطر بينهم، إذ أصابت رصاصة مفصل الكوع في ساقه اليسرى وألحقت به ضررًا لا يمكن علاجه طبيًا، بحسب قول والدته فداء أبو ماريا لـ"فلسطين".

اقرأ أيضاً: استشهاد فتى متأثّرًا بإصابته برصاص مستوطن في سلواد شرق رام الله

كانت الرصاصة الإسرائيلية من النوع المتفجر المحرم دوليًا استخدامه، ما أدى إلى تفجر مفصل الكوع كاملًا وتفتت بالغ في العظم.

وخاض أبو ماريا بعد إصابته جولات علاج طويلة تخللها إجراء سلسلة عمليات جراحية إذ إنه بحاجة مستمرة للمتابعة الطبية في محاولة لاستعادة 40 بالمئة من قدرة ساقه قبل الإصابة وفق ما أخبر الأطباء ذويه.

وتضاعفت مخاوف عائلة الجريح المعتقل أبو ماريا بعد اعتقاله، إذ إنها تعيش ظروف قلق لم تعهدها من قبل خشية مخاطر سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الجرحى والمرضى خلف قضبان السجون ومدى تأثيرها على حالته.

قالت والدته: إن اعتقال أُبي يحول دون استمرار علاجه طبيًا، وهذا سيؤدي إلى فقدان ساقه بالكامل.

وأضافت: أن ابنها انتظم فترة طويلة في العلاج الطبيعي من أجل تأهيله لإجراء عملية جراحية ضرورية لساقه، لكن اعتقاله سيلحق بها أضرارًا كبيرة.

تعتقد والدة أبو ماريا بشدة أن إدارة سجون الاحتلال لن تقدم له العلاج المناسب، وستهمله طبيًا كما تعرض من قبله عدة أسرى فقدوا حياتهم في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي.

أما يوسف أبو ماريا والد الجريح المعتقل فهو لا يزال يذكر جيدًا الاعتداء الوحشي الذي تعرض له أُبي أمام أفراد العائلة عند اعتقاله. 

وقال لـ"فلسطين": لقد كان مشهدًا خارجًا عما يألفه العقل.

وأضاف: جنود الاحتلال المدججون بالسلاح أجبرونا على الجلوس أرضًا تحت تهديد السلاح، ووجهوا لنا اتهامات بـ"أننا إرهابيون"، وأن أُبي "تخرج من مدرسة إرهابيين"، وفق زعمهم.

وتساءل بعدها والد الجريح المعتقل: إن كنا نحن ومدارسنا الحكومية نمثل "إرهابًا" في نظر الاحتلال، فماذا يمكن أن نسمي استهداف (إسرائيل) الأطفال والآمنين؟ (..) يحاول الاحتلال إلصاق تهمة "الإرهاب" بنا نحن الفلسطينيين وهو الراعي الوحيد له في الأراضي المحتلة.

وأضاف: أن جيش الاحتلال يمارس الإرهاب بدلالة عمليات القتل العمد الذي يمارسه بحق المواطنين.

"لقد تجاوز جيش الاحتلال الخطوط الحمر وتعدى مفاهيم الإنسانية عندما يعتدي ويعتقل فتًى لا يشكل خطرًا عليه".

واعتقال الاحتلال لأُبي ليس المرة الأولى، بحسب والده، فقد اعتقله الاحتلال أربع مرات سابقة بدأت منذ كان عمره (14 عامًا).

وقضى أُبي في معتقلات وسجون الاحتلال فترات اعتقال مختلفة امتدت إحداها سنة كاملة، وفي مرة أخرى قضى 40 يومًا في زنازين التحقيق، ومرات أخرى استمرت أشهر.