فلسطين أون لاين

تقرير إقبال الغزّيين على "الطاقة الشمسية" يعوض العجز في ساعات وصل الكهرباء

...
لوحات طاقة شمسية
غزة/أدهم الشريف:

بينما مثَّل انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة أزمة مركبة نتج عنها تداعيات اقتصادية واجتماعية متعددة، أصبح اللجوء لاستخدام "الطاقة الشمسية" أمرًا ملحًا لشرائح واسعة من المجتمع.

واستطاع مواطنون وأصحاب شركات ومشاريع خاصة بغزة استخدام "الألواح الشمسية" كمصدر بديل ومستدام لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.

استثمار المساحات

يظهر ذلك بوضوح في سلسلة مشاريع شهدها القطاع الساحلي، إذ إن "الألواح الشمسية" أصبت تملَأ أسطح البنايات السكنية والأراضي الفارغة، ليستفيد منها مواطنون في إنارة منازلهم، وأصحاب مشاريع في تشغيل مصانعهم ومصالحهم التجارية.

ولسنوات طويلة عانى سكان قطاع غزة وتعدادهم يزيد عن مليوني نسمة من جدول الكهرباء بواقع 8 ساعات وصل وفصل، في حين تزيد ساعات الفصل في ذروة الصيف والشتاء من كل عام لتصل 12 ساعة وأكثر في بعض الأحيان.

وقبل 5 سنوات من الآن لجأ المواطن محمود عيسى إلى استثمار مساحة واسعة من سطح منزله في مدينة غزة ضمن مشروع نفذته شركة محلية لتركيب "ألواح شمسية" بهدف توليد الكهرباء.

وأوضح عيسى لـ"فلسطين"، أن تكلفة المشروع تجاوزت 1500 دولار أمريكي، لكنه استفاد بقدر كبير في تعويض ساعات فصل التيار الكهرباء ضمن الجدول المتعارف عليه بغزة.

وبيَّن جبر محمود من سكان مدينة غزة أيضًا، أنه استفاد كثيرًا من هذه الألواح في ساعات فصل التيار الكهربائي خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وحاجته الماسة إلى أجهزة تبريد، مراوح أو مكيفات.

وبيَّن محمود أنه لم يعد بإمكانه الاستغناء عن هذا النوع من الطاقة، وهي أوفر بكثير من استخدام كهرباء المولدات الخاصة التي يباع ثمن الكيلو الواحد بـ4 شواقل.

ونصح بالتوجه لاستخدام "الطاقة الشمسية" فوق أسطح المنازل والبنايات المرتفعة لتوليد الكهرباء من الطاقة النظيفة.

ولا يقتصر استخدام الطاقة الشمسية على المنازل، بل امتد استخدامها للمؤسسات الصناعية والتجارية والحكومية التي استفادت من أسطح المنشآت التي تحتضن مقراتها الرئيسة لوضع الألواح الضوئية وتوليدِ الكهرباء.

خدمات عامة

ومن المؤسسات التي استخدمت "الألواح الشمسية" بلديات مختلفة في قطاع غزة، ومنها بلدية عبسان الكبيرة شرق محافظة خان يونس، التي من المقرر أن تحصل على تمويل من الاتحاد الأوروبي لتنفيذ مشروع إنشاء محطة طاقة بديلة بقدرة 1 ميجا وات ونصف، حسبما أفاد رئيس البلدية د. أنور أبو ظريفة.

وبيَّن أبو ظريفة لـ"فلسطين"، أن تكلفة إنشاء محطة توليد الكهرباء في عبسان الكبيرة تبلغ 3 ملايين يورو، ومن المقرر أن تغطي الكهرباء الناتجة عنها المرافق البلدية والحكومية في عبسان، مع نقل الفائض إلى شبكة التوزيع بسعر التكلفة.

وأوضح أبو ظريفة الذي كان يشغل سابقًا رئيس قسم الهندسة الصناعية والميكانيكية في الجامعة الإسلامية سابقًا، أن التوجه للطاقة البديلة ليس محليًا بسبب أزمة الكهرباء فحسب، بل إن التوجه عالميًا بسبب الفوائد الكبيرة المترتبة عليها لكونها مصدرًا مستدامًا، وتقلل من الانبعاثات الضارة، وتوفر التكاليف بسبب توليد الكهرباء من مصدر مجاني ومتجدد، وتعزيز الاستقلالية في الطاقة.

وبحسب قوله، فإن القطاع الخاص والشركات المحلية بغزة لديها أيدي عاملة ماهرة في تدشين مشاريع الطاقة البديلة وتركيب الألواح والأجهزة المرافقة لها للاستفادة بأكبر قدرة ممكنة من طاقة الشمس.

جدوى اقتصادية

وأكد المهندس محمد لبد مدير شركة "برايد باور" للطاقة الشمسية، أن جدوى الطاقة البديلة في غزة أصبحت كبيرة مع استمرار أزمة انقطاع الكهرباء، وتوفيرها دون بذل المزيد من التكاليف المالية سوى ثمن منظومة توليد الكهرباء من طاقة الشمس.

وأضاف لبد لـ"فلسطين"، أن مشاريع الطاقة البديلة بغزة ساهمت في توفير الكهرباء للمواطن بعد لجوئه إلى خيارات متعددة، ولم يجد في النهاية أفضل من هذا النوع من الطاقة المتجددة في توفير التكاليف التشغيلية.

وتابع: إن تكلفة إنشاء منظومة طاقة بديلة في أوقات انقطاع التيار الكهربائي مناسبة مقابل ما توفره من تكاليف مالية وكهرباء، مبينًا أن الكهرباء التي توفرها الألواح أوفر بالفعل من الكهرباء الواردة من شركة التوزيع والمولدات الخاصة.

ونبَّه إلى أن منشآت صناعية بغزة لديها خطوط كهرباء على مدار الساعة لجأت إلى استخدام الطاقة البديلة، ونقل الفائض وبيعه للشبكة العامة بقيمة 80 بالمئة من القيمة المتعارف عليها للكيلو وات الواحد.

وبين أن تكلفة إنشاء منظومة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية تنقسم إلى قسمين في غزة، الأول موصول في شبكة الكهرباء ويعمل دون بطاريات ملحقة به، والثاني غير موصول بشبكة الكهرباء ويعمل بنظام البطاريات وتستفيد منه الوحدات السكنية.

انتاج كيلو وات 

وبين أن تكلفة إنشاء منظومة متصلة بشبكة الكهرباء تصل قرابة 700 دولار لإنتاج كيلو وات واحد، أما المنظومة اللازمة لإضاءة منزل تبدأ تكلفتها من 1500 وقد تتجاوز 3000 دولار تبعًا لكمية البطاريات المتصلة بها.

ونبَّه لبد إلى أن الشركة التي يديرها نفذت مشاريع طاقة بديلة ضمن مناقصات رست عليها، وتصل قدرتها الإنتاجية إلى 80 كيلو وات وفي ذروتها تصل لـ100 كيلو، في حين أن الشركة حاليًا تعمل على إنجاز مشروع طاقة بديلة لأحد المصانع بغزة بقدرة إنتاجية تصل لـ300 كيلو وات.

وذكر أن عدة عوامل توصل "الألواح الشمسية" إلى مرحلة الذروة في العمل، وترتبط بدرجات الحرارة، الإشعاع الشمسي، وعمودية الإشعاع.

ولفت إلى أن دخول "الألواح الشمسية" إلى غزة لا يواجه أي إشكاليات، أما البطاريات وأجهزة ومعدات أخرى يلزمها تنسيق لإدخالها إلى القطاع عبر المعابر التجارية، وجميع المنتجات التي تستوردها شركته تتطابق مع المواصفات العالمية المتعارف عليها دوليًا.