الشق الأول من المصالحة الفلسطينية مرتبط بحياة الناس اليومية في قطاع غزة، والتي أظهرت الفرح، وهي تستعجل فك الحصار والفرج، ورغم عدم تلمس المواطن الفلسطيني في غزة أي تغيرات على الأرض، إلا أن المصالحة تمشي بثبات، وعلى خط مستقيم، وتتقدم برضا جميع الأطراف، وتقدم الوعود لسكان غزة بغدٍ أفضل.
الشق الآخر من المصالحة مرتبط بحياة الناس في الضفة الغربية، هنالك حيث يعاني الناس من الاستيطان والحواجز الإسرائيلية، والاعتداءات اليومية على المواطنين، واقتحام المدن، واعتقال الآمنين من حضن زوجاتهم، وهؤلاء الناس في الضفة الغربية لا يوجد ما يبشرهم بغدٍ آمن، ولا بأيام تخلو من العدوان، وإطلاق النار على الأطفال والنساء، ولا سيما أن بعض معاناتهم جزء من حالة الانقسام الفلسطيني، ومستقبلهم مرتبط بتطور المصالحة الفلسطينية.
الشق الأول من المصالحة الفلسطينية تجلى من خلال وصول الحكومة إلى غزة، وسيطرتها على المعابر والمرافق والمؤسسات والوزارات والهيئات، لتظهر شخصيات حركة فتح بكامل زينتها السياسية، وتتحرك بحريتها التنظيمية في شوارع غزة، وتمارس نشاطها، ودورها الجماهيري، وحضورها الفاعل في الصورة، وهي تتطلع إلى مزيد من التأثير في المشهد الوطني، ولا سيما بعد مساهمتها في إطلاق سراح بعض السجناء من سجون غزة.
الشق الآخر من المصالحة الفلسطينية لم تتجلّ مظاهرة بحرية الحركة للتنظيمات الفلسطينية الأخرى، ولم يتغير على المواطن شيء، رغم حاجة المواطن في الضفة الغربية إلى التعبير عن رأيه بحرية مطلقة، ورغم حاجة المواطن في الضفة الغربية إلى الدفاع عن نفسه وبيته وزوجته وابنته ضد المستوطنين، وضد الغاصبين لتراب الضفة الغربية، وهذا ما لم يتحقق حتى هذه اللحظة.
للمصالحة الفلسطينية شقان، شق حياتي، وشق سياسي، ورغم أهمية الشق الحياتي والمعيشي في حياة سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن المصالحة بحاجة إلى الشق السياسي الذي يستوجب التوافق، ويستصرخ المشاركة في تحمل المسؤولية، وهو القادر على إدخال الفرح الحقيقي للقلوب.
ملاحظة: أتمنى على مجلس الوزراء أن يتدارك ما تجاهله رئيس الوزراء، ويعلن في اجتماع اليوم عن إلغاء الإجراءات العقابية ضد سكان غزة، كما وعد بذلك أكثر من مسؤول فلسطيني.