فلسطين أون لاين

المشتبك أمير خليفة.. حقق أمنيته بالشهادة بعد مطاردة استمرت عامين

...
نابلس- غزة/ نور الدين صالح:

خطّ الشهيد أمير خليفة (24 عامًا) وصيّة "الشهادة" في الخامس من شهر إبريل/ نيسان الماضي، عثر عليها أشقائه عقب استشهاده كتب فيها: "أنا لاحق أخوي الشهيد محمد الحلاق، ورجاءً منكم يا عائلتي وأحبابي أن لا تبكوا عليّ عند استشهادي".

عند الساعة الثالثة فجر أمس، كان "أمير" على موعد مع كمين مُحكم نصبته قوات الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة قوة خاصة على أطراف مخيم العين غرب نابلس، الذي تنحدر أصوله إليه، حسبما يروي شقيقه "خالد" لصحيفة "فلسطين".

واقتحمت قوة خاصة من جيش الاحتلال تلك المنطقة تزامنًا مع وجود "أمير"، إذ دار اشتباك مسلح بينه وبين جنود الاحتلال، وحينها باغتته "القوّة الخاصة" التي كانت تراقب تحركاته فأطلقت رصاصة غادرة من الخلف استقرّت في رأسه، ارتقى في إثرها شهيدًا.

والشهيد "محمد الحلاق" ارتقى في شهر رمضان الماضي في اشتباك مع قوات الاحتلال، وهو رفيق درب "أمير" المُقرب، إذ لم ترق لـ"أمير" الحياة بعد مفارقته وظلّ يسعى للشهادة حتى نالها، ولا سيما أنهما مطاردين للاحتلال منذ عامين.

ويحكي "خالد" أن شقيقه أمير قد وهب نفسه للشهادة منذ طفولته، وكان متفقًا مع رفيقه "الحلاق" أن يرتقيا شهداء معًا، لكن قدر الله نافذ، فقد ارتقى "الحلاق" في شهر رمضان الماضي.

ويقول "خالد": إن "أمير" مُطارد ومطلوب للاحتلال على مدار عامين، ولا يستطيع الوصول إلى منزله، إلا بالخفاء للاطمئنان على والدته، حتى لقي ربه شهيدًا بعد مسيرته المليئة بالعطاء والمقاومة، مشيرًا إلى أنه أسير سابق لدى الاحتلال إذ أمضى 3 شهور في سجونه قبل عامين.

ويذكر أن "أمير" اشتبك مرّات عدة مع قوات الاحتلال في الاقتحامات لمدينة نابلس، لكنه استطاع الفرار منه، عدا عن مطاردته من أجهزة أمن السلطة التي حاولت 4 مرات الوصول له من أجل اعتقاله.

ويضيف: "لم يكن لأمير أي حديث سوى الشهادة، إذ كان دائمًا يسردها للعائلة خلال الالتقاء بهم ويرفض أي محاولات لثنيه عن استكمال طريق الشهادة في سبيل الله".

يتمالك نفسه ويقول بنبرة ترافقها القوة عن لحظة تلقي العائلة نبأ استشهاد "أمير": "الحمد لله هو عريس عند رب العالمين، ونحن فخورون بأنه شهيد، نسأل الله أن يكون مع الصديقين والشهداء في الفردوس الأعلى".

وبصوت يعلوه الفخر يقول "خالد" متحدثاً عن مناقب شقيقه: "أمير" هو مهندس للعبوات والمتفجرات، حتى أنه السلاح الذي يقاوم به الاحتلال هو "صناعة يدوية".

اعتداء السلطة

ولم يُخف مطاردته المُستمرة من أجهزة السلطة على مدار السنتين الماضيتين، حتى أنه لم يسلم من بطشها بعد استشهاده وهو على "النعش" إذ اعتدت على جنازته التي خرجت أمس، بمشاركة المئات من أبناء مدينة نابلس ومخيم العين على وجه الخصوص.

واستهجن "خالد" سلوك السلطة بالاعتداء على جنازة الشهيد "أمير"، عادًّا إياه "وسيلة من وسائل السلطة لمحاربة المقاومة والمقاومين.

وشدد على أن "السلطة ترفض وجود المقاومة والمقاومين في الضفة، وتبذل كل جهودها من أجل محاربتها وملاحقة المطاردين إرضاءً للاحتلال"، واصفًا الاعتداء بـ "الآثم".

وقال: "السلطة لا تحترم الشهداء وليس لهم أي كرامة عندها ولا تحترمهم وقت حياتهم وحتى بعد استشهادهم"، موضحًا أن مشاركة المئات في الجنازة هو "استفتاء لمحبة أمير ودعم للمقاومة في الضفة الغربية".

واعتداء أجهزة أمن السلطة على جنازة الشهيد "خليفة" ليس الأول، فتاريخها حافل بمسلسل الاعتداءات وإطلاق النار صوب جنازات الشهداء، وخاصة المقاومين.

ففي الثامن من مارس/ آذار الماضي، قمعت أجهزة السلطة جنازة الشهيد عبد الفتاح خروشة، بإطلاق قنابل الغاز والصوت تجاهها، ما تسبب في حالات اختناق في صفوف العديد من المشاركين في الجنازة.

وفي 13 ديسمبر عام 2021، اعتدت أجهزة أمن السلطة، على المشاركين في موكب تشييع الشهيد جميل الكيال في مدينة نابلس بالرصاص الحي وقنابل الغاز، ما أدى لإصابة عدد من المشاركين بحالات اختناق.

المصدر / فلسطين أون لاين