منظرٌ طبيعي خلاب، ومساحة واسعة تتيح لزائرها أنْ يتمتع بقسطٍ من الراحة والترفيه، جعلت من "حديقة الديوان" ملاذاً لكبار السن في نابلس، الذين يأتون إليها من جميع أنحاء المدينة للتنزه وممارسة رياضة المشي والاستمتاع بأوقاتٍ جميلة.
وتعد الحديقة نموذجاً للحديقة المجتمعية تم تطويرها مؤخراً لتصبح أكثر أماناً وشمولية للمواطنين، كما أنها سهلة الوصول لفئة كبار السن وذوي الإعاقة منهم، وتغطي الأشجار الوارفة بلونها الأخضر مساحة كبيرة منها.
قرب الحديقة من مركز المدينة أهلها لتكون خياراً مفضلاً لاسترخاء كبار السن ولقاء الأصدقاء أو قضاء أوقات جميلة مع العائلة، فهي تتضمن مساراً للتنزه حولها، ومزودة بمعدات للياقة البدنية، وأماكن جلوس مريحة، كما تم تطوير المدخل الرئيس وجعله ملائماً لدخول الكراسي المتحركة وعربات الأطفال.
وتتميز الحديقة بطابع فلسطيني تقليدي، إذ يكتسي المسار بالبلاط البلدي (محلي الصنع) وتزين وسطه نافورة مياه، وهي تتيح للمتنزهين ممارسة الأنشطة المعتادة من قراءة الكتب أو التمارين الرياضية، كما يتاح لهم استخدام قطعة الأرض المخصصة لزراعة النباتات والأزهار والأشجار المحلية، ما يخلق جوًّا مألوفاً للزائرين.
وتخدم الحديقة وفق منسقة برنامج حياة المشترك من وزارة الحكم المحلي في نابلس أفنان شماسنة، عشرات الآلاف من النساء والرجال، وهي حديقة قديمة أعيد تأهيلها لتصبح أكثر أمنًا وشمولية وسهلة الوصول، خصوصًا للمسنين في مدينة نابلس.
نهج تشاركي
وتضيف: "في أوائل عام 2021، قام برنامج حياة المشترك بتقييم الأماكن العامة في نابلس وغيرها من المدن الفلسطينية، وبعد دراسة لستين مكاناً عاماً في المدينة، تقرر إعادة تأهيل حديقة الديوان كمكان عام مشترك يلبي احتياجات المجتمع ككل بما فيهم النساء والرجال والفتيات والأطفال، بالإضافة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة والمسنات والمسنين".
وتابعت: "اختيرت هذه الحديقة كونها تقع في قلب عدد من المناطق العامة المعروفة في المدينة، بما في ذلك حدائق جمال عبد الناصر، وملعب البلدية، وحديقة العائلات".
وتلفت شماسنة إلى أن التصميم الأساسي يهدف إلى تعزيز شمولية وسهولة وصول المستخدمين للحديقة، فقد بني التصميم على نهج تشاركي، إذ عقدت جلسات نقاش وتصميم مع عدد من ممثلين المجتمع المحلي من النساء والرجال في نابلس، لتحديد أهم الاحتياجات وعكسها في تصميم الحديقة.
وتوضح أن خلاصة تلك الاستشارات قضت بأن يتم تصميم أماكن جلوس مريحة للتفاعل الاجتماعي، كواحد من الاحتياجات الأساسية ومناطق للأنشطة الذهنية مثل: ألعاب الطاولة، ولعب الورق، ومنطقة للتمارين الرياضية مع معدات اللياقة البدنية الملائمة، بالإضافة إلى توفير ركن للقراءة مع كتب تبرعت بها مكتبة بلدية نابلس.
ومضت شماسنة بالقول: "تضمن إعادة تأهيل الحديقة أيضاً تطوير مدخلها، وجعله ملائماً لجميع الفئات المجتمعية، وتخصيص قطعة من الأرض للزراعة الحضرية لتمكين كبار السن المهتمين بالبستنة من ممارسة هوايتهم بزراعة الأعشاب والنباتات الأخرى".
طابع فلسطيني تقليدي
ويتميز تصميم الحديقة باستخدام ألوان وعناصر تحاكي الطابع الفلسطيني التقليدي، بما في ذلك استخدام البلاط البلدي محلي الصنع، وإضافة نافورة ماء تتوسط المكان كتلك الموجودة في البيوت التقليدية وزراعة النباتات والأشجار المحلية، كل هذا يخلق جوًّا مألوفاً للمستخدمين، ويشجعهم على قضاء وقت جميل ومريح في الحديقة.
ويشار إلى أن "الديوان" كانت جزءاً من حديقة "جمال عبد الناصر" غربي المدينة، والتي تبلغ مساحتها أكثر من أربعة دونمات، وفُصِلت عن الحديقة الأم حينما تم شق شارع في وسطها.
وتذكر شماسنة أن الحديقة تضم نفقًا يمر تحت الشارع الرئيس ليربطها بحديقة جمال عبد الناصر، ما يسهل على الزائرين عملية الوصول إليها بحيث يستطيع الشخص التنقل بين الحديقتين دون الحاجة لعبور الشارع الفاصل بينهما، ما يجعلهما أكثر أماناً.
وتردفت بالقول: "يمكن لكبار السن الجلوس في حديقة الديوان والأطفال في حديقة جمال عبد الناصر، ويبقى التواصل قائماً بينهما، ما يخلق بيئة مشتركة لجميع أفراد الأسرة الذين يذهبون للحديقتين في آنٍ واحد، وقضاء أوقات ممتعة بما يتناسب مع أهوائهم الخاصة"، مبينة أن الحديقة تخدم فئة كبار السن بالدرجة الأولى، ما يجعل تصميمها مناسبًا لهذه الفئة على وجه الخصوص.