نظَّم عشرات اللاجئين في قطاع غزة أمس، وقفة احتجاجية أمام مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة، احتجاجًا على تقليصات المساعدات الغذائية المقدَّمة للأسر اللاجئة في القطاع، وتأخر إعادة إعمار منشآتهم السكنية المتضررة.
وأكد المشاركون في الوقفة أهمية استمرار توفير المساعدات الغذائية للأسر الفقيرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها في القطاع المحاصر، مشدّدين على أن تقليصات (أونروا) في المساعدات تشكل تحديًّا إضافيًّا يؤثر مباشرة على قدرة الأسر على تلبية احتياجاتها الأساسية.
وتطرَّقت أحلام الزميلي المتحدثة باسم المشاركين في الوقفة، إلى خطورة الوضع الإنساني قائلةً: "إن هذه المعاناة تنذر بكارثة كبيرة قد تلحق بالشعب الفلسطيني نتيجة الاستمرار في تقليص الخدمات، سواء في الجوانب الصحية، الإغاثية، التعليمية أو التوظيف."
اقرأ أيضًا: وقفة في غزة لمطالبة "أونروا" بإعادة إعمار المنازل المدمرة
ووصفت الزميلي لصحيفة "فلسطين" سياسة (أونروا) بأنها "مؤامرة" تستهدف عزيمة الشعب الفلسطيني وتخدم مصالح المحتل الإسرائيلي.
ودعت المؤسسات الدولية والجهات المانحة إلى تحمُّل مسؤولياتها تجاه معاناة الفلسطينيين وعدم تركهم يواجهون الظروف الصعبة لوحدهم.
وحمل المحتجون لافتات تعبّر عن سوء أوضاعهم المعيشية وتنديدًا بسياسة التقليص، حيث كُتب على إحدى اللافتات: "تقليصات أونروا تزيد حصار شعبنا"، وعلى أخرى: "خدمات أونروا في خطر".
رأفت لولو، لاجئ من شمال قطاع غزة، شارك أيضًا في الوقفة ليشهد على حجم الضرر الذي لحق به من جرَّاء تأخير الوكالة الأممية في إعادة إعمار منشآته المتضررة من حرب 2014.
وأوضح لولو لصحيفة "فلسطين" أن "أونروا" قد رصدت قيمة الضرر بـ10 آلاف دولار، لكنه لم يحصل على المساعدة المالية حتى الآن، مشيراً إلى أنه يعيل 11 ابنًا.
أما السيدة المسنّة أم أحمد ياسين، أعربت عن سخطها من جرَّاء استمرار التقليصات في خدمات (أونروا) للاجئين، مشيرة إلى أن الوكالة تقلص تدريجيًّا المساعدة الغذائية لأسرتها في كل دورة توزيع فتارة تؤجل توزيع صنف محدَّد من المساعدة وتارة أخرى تقدم أصنافًّا رديئة وعلى وجه الخصوص الدقيق.
اقرأ أيضًا: وقفة احتجاجية لأصحاب المنازل المدمرة أمام مقر الأونروا بغزة
وتعيل المسنة ياسين 7 أفراد، ولا يتوفر لديها مصدر دخل يساعدها على تغطية العجز الحاصل بسبب تأخير مساعدة الوكالة أو تقليصها.
وعقب انتهاء الوقفة الاحتجاجية، ألقى بعض المحتجين بيضًا تجاه مبنى مقر (أونروا)، ما دفع قوات الأمن الموجودة في المكان للتدخل والسيطرة على الوضع.
يجدر الإشارة إلى أن هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي ضمن سلسلة من التحركات والفعاليات التي ينظّمها اللاجئون في غزة للتعبير عن مطالبهم ومواجهة التحديات التي يواجهونها، وتسليط الضوء على الظروف الصعبة التي يعيشونها في ظل الوضع الإنساني الصعب في القطاع.
ويضم قطاع غزة 8 مخيمات رئيسة للاجئين أُقيمت بعد النكبة عام 1948.