حين قدمت إسبانيا ومصر ونيوزيلندا قرارها إلى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار والهدنة لسبعة أيام في مدينة حلب، شعرنا بشيء من الأمل أن شيئا ما سيوقف سفك دماء المدنيين الأبرياء في هذه المدينة المنكوبة. ولكن أملنا سرعان ما تبخر على وقع قرار الفيتو الذي اتخذته روسيا والصين ضد القرار.
اللافت للنظر أن فيتو روسيا ربما كان متوقعا بسبب خوضها الحرب بشكل مباشر إلى جانب النظام السوري، غير أن فيتو الصين لم يكن متوقعا لأن الصين لا تشارك في هذه المعارك. الصين بدأت أكثر عداء للثورة السورية والمعارضة السورية من روسيا نفسها، أو قل إنها بدت وكأنها تبعا لروسيا في سياستها الخارجية في المنطقة العربية.
لقد استنكرت الجامعة العربية الفيتو الروسي والصيني, وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن استخدام روسيا والصين حق النقض ضد مشروع القرار الدولي حول تسوية أزمة حلب أمر يفاقم من معاناة سكان المدينة.
وأشار إلى أن إفشال تبني هذا القرار ستكون له تبعات وخيمة على مجريات الأزمة السورية، خاصة وأن هذا يعد (سادس )قرار أممي تعطله موسكو في هذا الخصوص، مضيفا أن ذلك يبعث برسالة سلبية إلى العالم العربي الذي يشعر بالصدمة إزاء مشاهد القتل والحصار في حلب، وينتظر من القوى الفاعلة في المجتمع الدولي أن تضطلع بمسؤولياتها إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في المدينة إلى حد ينذر بكارثة محققة، إذا لم يتم التوصل إلى هدنة في أقرب فرصة، وفق روسيا اليوم.
إن الخلاف بين الدول الكبرى يفاقم الأزمة السورية، وإن قتل المدنيين بدماء باردة لم يعد يشغل بال العالم، ولا بال النظام السوري نفسه، إن روسيا تحاول أن تنتصر بأي وسيلة، وبكل وسيلة على المعارضة السورية متخذة من المنظمات المتطرفة ومكافحة الإرهاب ذريعة في وجه العالم، ولا يكاد ينعقد اتفاق سياسي على وقف القتال في حلب حتى تبادر القوات الروسية لنقضه وهدمه.
إنه مع حالة اليأس، وفي وقت متأخر جدا، اتخذ أوباما قرارا برفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية المعتدلة، وربما كان القرار ردا على الفيتو الروسي الصيني، أو على الخديعة الروسية لأميركا في مسألة حلب، واستهداف الروس للمعارضة السورية التي توالي اميركا.
ما لفت نظري وأشعرني بالألم هو الموقف الصيني ، إذًا لماذا تتخذ الصين قرار الفيتو على مشروع القرار المصري الإسباني، وهو لا يزيد عن محاولة بسيطة لوقف قتل المدنيين وإجراء هدنة لمدة سبعة أيام بين أطراف الصراع في هذه المدينة المنكوبة.
أما كان بوسع الصين تأييد القرار، أو الصمت والامتناع عن التصويت؟ أم هانت الشعوب العربية والأنظمة العربية على الصين، حتى فقدت هذه الأنظمة تأثيرها؟ رغم أن دول الخليج العربي والسعودية تعد أكبر الدول المستوردة من الصين في العالم. جامعة الدول العربية قدمت استنكارا للموقف الصيني الروسي، ولكنها لم تقدم حلا، أو خطوة في الحل ولو بمطالبة العرب بمراجعة علاقاتهم التجارية مع الصين وروسيا على أقل تقدير .