يتعرض قطاع غزة لمؤامرة ممتدة على مدار سنوات استخدمت فيها وسائل متعددة شملت: ( الحصار، والإغلاق، والحرب) وغيرها من الوسائل الوحشية التي فتكت بسكان القطاع وأضرت بحياتهم وجعلتهم في ظروف صعبة وحرجة للغاية، وقد شاركت جهات إقليمية ودولية ومحلية في صناعة هذا الواقع، كل منهم في موقعه وحسب الدور الذي أتفق عليه، إذ شاركت الولايات، والأوروبيين، والاحتلال، وبعض الأنظمة العربية، إلى جانب السلطة الفلسطينية في تنفيذ هذا المخطط، ولازالت تمارس هذه الأطراف أدوارها الخبيثة ظنًا منهم بأن المؤامرة يمكن أن تنجح في إسقاط قطاع غزة وإنهاء المقاومة.
وقد بدأت هذه الأطراف في تفعيل خيارات بديلة لإسقاط غزة بعد فشل الحصار في تحقيق أهدافه وعجز آلة الحرب والدمار في هزيمة المقاومة؛ وتمثل ذلك في (التحريض، ودفع الناس للتظاهر والتخريب) وأكثر من ذلك في الدعوة لتنفيذ تفجيرات تستهدف مواقع المقاومة والمؤسسات والمرافق الحيوية، بذريعة تغيير الواقع الحالي، وتحسين مستوى المعيشة، وممارسة أقصى درجة من الضغط على حركة حماس وقوى المقاومة في غزة، والأمر ليس مجرد تحليل وإنما واقع حقيقي متجسد أمام كل المتابعين، ويكفي أن تنظر لعشرات الصفحات الممولة المشبوهة التي تبث على مدار الساعة لتأجيج الشارع، وإثارة الناس، وتحريضهم على المقاومة، ودفعهم للخروج إلى الشوارع؛ وذلك للاشتباك مع قوى الأمن وعناصر المقاومة والإضرار بحالة الأمن والاستقرار التي ينعم بها القطاع بعد أن بذلت جهود وتضحيات كبيرة للوصول لهذه الحالة.
اقرأ أيضًا: انتصرت حماس في معركة الوعي
اقرأ أيضًا: الهجوم على غزة من خلال شركة الكهرباء
لكن وعي شعبنا وإحساسه بالمسؤولية وفهمه لما يجري كان ولا يزال كفيلًا بإفشال مثل هذه المخططات المشبوهة، وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها قطاع غزة لهذه الوسائل القذرة، وتعلم كل الجهات أن جهودها السابقة في هذا السياق ارتطمت بجدار الفشل وحققت (نتائج صفرية)، وتدرك في ذات الوقت أن إمكانية تهشيم رأس المقاومة وإسقاط غزة مهمة عسيرة للغاية، لكن هؤلاء لا يجدون خيارات أخرى سوى مواصلة استهداف غزة؛ لأن هؤلاء يعدون غزة بصورتها الحالية مصدر تهديد كبير يجب إزالته، لذلك نجد هذا الإصرار وهذا التحشيد والتمويل المستمر والمتصاعد ضد غزة.
إن الحل الأمثل لمواجهة هذه المؤامرة يكون بتفعيل عدة مسارات:
أولًا_ توجيه هجوم مضاد على كل الجهات التي تتورط في هذه المؤامرة وفضح ممارساتها وأدوارها الخبيثة في كل الوسائل الإعلامية المعروفة وخلق رأي عام ضد هذه الأطراف.
ثانيًا_ تحصين الجبهة الداخلية ورفع مستوى الوعي للمواطنين وإطلاع شرائح واسعة داخل المجتمع على تفاصيل هذا المخطط وخطورته وآثاره وتداعياته على غزة وإشراكهم في برامج التحصين والتوعية والحماية.
ثالثًا_ مواجهة كل الأدوات الفلسطينية التي تعمل من داخل قطاع غزة واتخاذ إجراءات فورية ضدهم على خلفية التحريض وإثارة الناس والدعوة للفوضى والتخريب ويمكن ذلك عبر وسائل مشروعة كفلها القانون.
رابعًا_ اتخاذ إجراءات ضد كل الأشخاص وفي المقدمة منهم الفلسطينيين الذين يقيمون في بلدان خارج فلسطين عبر توكيل محامين وتقديم شكاوى وملاحقتهم ومقاضاتهم؛ لأن كل قوانين الأرض تجرم أي تحريض على الإرهاب والفوضى والعنف عبر الفضاء الإلكتروني.
خامسًا: تدفيع الاحتلال ثمن تورطه في ما يجري على غزة، ويأتي ذلك حال تصاعدت هذه الموجة من التحريض؛ لأن العدو هو المحرك والموجه الأول عبر وكلائه، حتى يفهم العدو أنه لن يكون بمعزل عما يجري من أحداث في غزة، وأن المقاومة ستكون حاضرة لتلقينه درسًا لن ينساه حتى يعلم أن محاولاته الخبيثة في غزة سترتد لهيبًا ونيرانًا كاسحةً عليه