فلسطين أون لاين

حماس نجحت بإعادة تثبيت وقف إطلاق النار وعودة النازحين

حوار طه لـ"فلسطين": اشتباكات "عين الحلوة" تضر بقضية اللاجئين وتهدد استقرار المخيمات

...
المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان، جهاد طه
بيروت-غزة/ حاوره يحيى اليعقوبي:
  • أطلقنا مبادرات اجتماعية وإغاثية بالمخيمات للتخفيف عن المتضررين

أكد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان، جهاد طه، أن الاشتباكات المسلحة في مخيم "عين الحلوة" التي تجددت مساء أول من أمس، بالرغم من توقيع الفصائل على اتفاق تثبيت وقف إطلاق النار، تضر القضية الفلسطينية وتؤثر سلبيًا على قضية اللاجئين الفلسطينيين وأمن المخيمات، فضلًا عن تسببها في خسائر بشرية ومادية.

وأوضح طه في حوار مع صحيفة "فلسطين" أمس، أن حماس تعتمد على الحوار والتفاوض لحل القضايا الفلسطينية، وبذلت جهودًا مستمرة للتواصل مع القوى الفلسطينية، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات اللبنانية لوقف التصعيد والعمل على تحقيق وقف إطلاق النار.

وعزا تجدّد الاشتباكات بالمخيم مساء أول من أمس رغم حدوث اتفاق، إلى تفلت بعض العناصر المعروفة لدى الفصائل الفلسطينية والسلطات اللبنانية، لذا كان هناك ضغط لوقف هذا الانفلات، والذي نتج عنه إعادة تثبيت وقف إطلاق النار.

اقرأ أيضا: تقرير اشتباكات "عين الحلوة".. أيادٍ مشبوهة تعبث بمصير اللاجئين

واتهم جهات -لم يحددها- بالاستفادة من استمرار المعارك والاشتباكات، وتنفيذ أجندات إسرائيلية لضرب قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وأفاد طه بأن قيادة حماس ممثلة برئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرت سلسلة اتصالات بعدد من المسؤولين والقادة اللبنانيين، بمن فيهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ووضعهم بصورة ما يجري وخطورة استمرار المعارك، ما دفع الجهات الرسمية إلى ممارسة ضغوط لتثبيت وقف إطلاق النار، وملاحقة من يخرج عن سياق الاتفاق قضائيًا.

وأكد أن هذه الجهود التي قادتها حماس أفشلت المخططات التي كانت تستهدف قضية اللجوء والمخيمات التي تعد حاضنة المقاومة ومشروعها، مبينًا أن لجانًا فصائلية من كل القوى نزلت للميدان بالمخيم لتثبيت وقف إطلاق النار، ورفع الغطاء الوطني على كل من يسعى لإعادة توتير الساحة فضلًا عن ملاحقته من الجهات الرسمية.

وقال طه: "إن حماس واللاجئين ماضون في مشروع المقاومة لانتزاع حقوقهم بالعودة والتحرير. هذا مشروعنا في لبنان ولا نريد أي مشاريع أخرى تسعى لتهجير سكان المخيمات أو توطين اللاجئين".

ونبه إلى أن استهداف المخيمات التي ترمز لقضية العودة والمقاومة يعكس وجود مشاريع تستهدف قضية اللاجئين الفلسطينيين، مشددا على ضرورة التعاون والوحدة بين جميع القوى الفلسطينية لمواجهة تلك التحديات.

تخفيف وطأة الأضرار

وأكد المتحدث باسم حماس في لبنان أن الحركة ملتزمة بدعم قضية اللاجئين وستستمر في دعم اللجان والجهود الإنسانية والاجتماعية لصالحهم على مختلف المستويات.

وأفاد بأنه بعد تحقيق وقف إطلاق النار، أطلقت حماس مبادرات اجتماعية وإغاثية امتدت لتشمل جميع المخيمات في لبنان لمساعدة النازحين من "عين الحلوة".

وأوضح أن هذه الحملات والمبادرات تبرهن تمسك الشعب الفلسطيني بروح التكافل والوحدة الاجتماعية، مشيرًا إلى أهمية تعاون المؤسسات الإنسانية والاجتماعية الفلسطينية والدولية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في تقديم الدعم للمتضررين في مخيم عين الحلوة الذي يضم أكثر من 80 ألف لاجئ فلسطيني.

تثبيت إطلاق النار

وأكد أن فصائل وجهات وطنية نزلت إلى الميدان خلال الاشتباكات، وعملت بجد على سحب المسلحين وتحقيق وقف إطلاق النار، وهذه الجهود لا تزال قائمة وتستمر في التصدي للتداعيات الجغرافية والإغاثية للأحداث، بهدف تخفيف الأثر السلبي للاشتباكات التي تصب في مصلحة الاحتلال.

وأضاف طه أن حركة حماس نجحت من خلال جهودها في تحقيق وقف إطلاق النار وعودة أهالي المخيم إلى منازلهم، مشددا على استمرار هذه الجهود للتعامل مع تداعيات الأحداث المؤسفة والعمل على تقديم الدعم اللازم لقضية اللاجئين.

وحول احتمالية تجدد الاشتباكات، أكد المتحدث باسم حماس أن المسلحين انسحبوا إلى مواقعهم، وأن الحياة تعود تدريجياً إلى المخيم. ورغم المأساة التي خلّفها تضرر المنازل في الأحياء التي شهدت اشتباكات، إلا أنه أشار إلى عزمهم على تجاوز هذه المرحلة وتنظيم أوضاع المخيم، مع توجيه الجهود نحو منع أي تهديدات تستهدف استقرار المخيمات بالعموم.

وشدد طه على أن التوجه الأساسي لحركة حماس يبقى موجهاً نحو مواجهة الاحتلال، مشيرا إلى أهمية تعاون جميع الأطراف في لبنان لمعالجة المشاكل والقضايا التي تؤثر على اللاجئين، من خلال التنسيق مع السلطات اللبنانية. وأكد ضرورة هذا التعاون لضمان حياة كريمة للشعبين اللبناني والفلسطيني.

ورأى أن الاستقرار وعدم تجدد الاشتباكات هو السيناريو الأكثر احتمالية، نظراً للجدية التي أبدتها الفصائل في التعامل مع الأوضاع، مشيدا بموقف السلطات اللبنانية بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية ومن ضمنها حماس لوقف الاشتباكات بعين الحلوة.

اقرأ أيضا: بالأمس لجوء واليوم نزوح.. ظروف قاسية بـ"عين الحلوة"

ولفت إلى أن هذا التنسيق والتعاون المستمر مع الجهات الرسمية يسهم في ضمان استقرار المخيمات وتحقيق أمنها، مشيراً إلى أهمية استقرار المخيمات كجزء لا يتجزأ من استقرار لبنان بأكمله.

استهداف مشروع المقاومة

وأكد طه حرص حماس على تعزيز العلاقات الوثيقة بين الشعبين الفلسطيني واللبناني، بهدف مواجهة أي مؤامرات أو تدخلات من الولايات المتحدة والاحتلال في الساحتين اللبنانية والفلسطينية. وتابع أن الحركة تسعى إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين لبنان وفلسطين لمعالجة تداعيات الاشتباكات والمعارك، والنظر إلى المستقبل بتفاؤل وتطلع نحو غدٍ مشرق.

وفيما يتعلق بمحاولات استهداف مشروع المقاومة في المخيمات، أكد طه أن السلاح المتواجد داخل المخيمات يأتي في إطار الاستعداد لمواجهة أي تهديدات أو مجازر من الاحتلال، ويرتبط بالدفاع عن النفس ومقاومة الاحتلال في ظل التهديدات التي يواجهها لبنان.

وأشار إلى أن المخيمات تاريخياً شهدت دوراً مهماً في مقاومة الاحتلال، منبها إلى أهمية استمرار هذا الدور في تعزيز مشروع المقاومة.

وتحدث طه عن وجود حاضنة شعبية قوية داخل المخيمات لمشروع المقاومة، وأن هذه الحاضنة ترسل رسالة قوية لأي محاولات استهداف لهذا المشروع، مؤكداً أنها ستظل داعمة ومدافعة عنه.