فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير "حبكة وضحكة".. تفتح مجال العمل لنساءٍ معيلات

...
حبكة وضحكة مشروع منزلي يفتح مجال العمل لنساء معيلات
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

وجدت أمل الطلاع في مبادرة "حبكة وضحكة" فرصتها الثمينة لتطوير مشروعها المنزلي الذي تعمل به منذ عدة سنوات.

في سن السادسة عشرة تزوجت "الطلاع" ولم يتح لها إكمال تعليمه، لكن تعطل زوجها عن العمل وضعها في ضائقة اقتصادية سيئة ما دفعها للتفكير في عملٍ منزلي يدرًّ دخلًا على الأسرة المكونة من ثمانية أفراد ويمكنها من تغطية مستلزماتها.

لم يكن العمل في البداية سهلًا فرغم إلمام الطلاع بمهارات التطريز والخياطة إلا أن عقبات الوضع المادي حالت دون تطوير عملها، "استطعتُ أنْ أنتج الكثير من القطع المطرزة وأصنع لي جمهورًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن حياكة القطع وإخراجها بشكلها النهائي كانت أكبر عقبة تعترض طريقي".

وتضيف: "كنتُ مضطرةً للتعامل مع أحد الخياطين بمنطقتي، لحياكة القطع وإخراجها بشكلها النهائي، تمنيتُ أن أمتلك ماكينة خياطة وأن أتدرب أكثر على مهارات الخياطة، إلى أن تعثرتُ بإعلان عن مبادرة "حبكة وضحكة" تواصلتُ معهم ووجدتُ أن الشروط تنطبق عليّ فالتحقتُ بهم".

وعبرت الطلاع (31 عامًا) عن سعادتها بمشاركتها في المبادرة، إذ أتقنت العديد من المهارات التي كانت تفتقدها، وفي الوقت ذاته أثبتت ذاتها، إذ أبدى المدربون والمشرفون إعجابهم بأعمالها المطرزة، ودمجها للتطريز في قطع عادية كالفساتين.

حبكة وضحكة (4).jpeg

طريق العمل

وكانت "الطلاع" إحدى الفائزتيْن بـ "ماكينة خياطة" عقب نهاية الدورة التدريبية الأولى من المبادرة التي أتاحت لها الالتحاق بدورة متقدمة.

تقول: "هذه الماكنة أراحتني جدًا، إذ أصبحتُ أنجز عبرها 90% من مهامي في الحياكة"، مبديةً شكرها وعرفانها للشباب القائمين على المبادرة الذين فكروا في فتح آفاق أمام سيداتٍ مثلها، ممن لم يتح لهن إكمال تعليمهن ومعيلات لأسرهن.

أما الخمسينية سلوى خليل حجاب فقد بينت أنها التحقت بنشاطات المبادرة؛ أملًا في تعلم مهنة تدر عليها وعلى أسرتها بعضًا من الدخل فكان لها ما أرادت عبر دورتين مبتدئة ومتقدمة.

تقول: "الآن أنا قادرة على إنتاج الملابس والقطع الخاصة بعائلتي كفساتين الأطفال وإسدال الصلاة وغيرها، وكانت هذه القطع الصغيرة في السابق تكلفني الكثير من المال، لكن الآن أنا قادرة على إنجازها منزليًا، وأطمح لأن يكون لي مشروعي الخاص في هذا المجال".

تساهيل سعيد الدهيني كانت المتدربة الثانية التي حصلت على "ماكينة خياطة" عبر المبادرة، مبينة أنها لم تتمكن من الالتحاق بالجامعة بعد الحصول على شهادة الثانوية العامة بسبب الوضع الاقتصادي السيء لعائلتها.

وتستدرك بالقول: "لكن لم أستسلم للواقع السيء، وبدأت قصتي بشغفي واهتمامي بمجال تفصيل وخياطة الملابس لعائلتي، ومن ثم بدأت تنمية قدراتي بتعلمي للخياطة عبر الإنترنت".

وتتابع: "استوعبني القائمون على المبادرة ضمن التدريب رغم اكتمال العدد حينها، وأثبتُ جدارتي لأكون ممن حُزْنَ على ماكينة الخياطة التي أعدها بداية طريق العمل والنجاح".

حبكة وضحكة (1) (1).jpeg

تمكين المهمشات

وتهدف "حبكة وضحكة" وفق أحد القائمين عليها هيام منصور، لتمكين النساء المهمشات في المجتمع الفلسطيني اقتصاديًا، عبر توعيتهن بأهمية الانخراط في سوق العمل وتدريبهم حول مهارات فن الخياطة وتطوير قدراتهن المهنية والقدرة على ممارسة العمل بعد الانتهاء من المبادرة.

واستهدفت المبادرة في مرحلتها الأولى 17 سيدة من "المخيم الجديد" في برنامج تدريبي على الخياطة بالتعاون مع عدد من المؤسسات المحلية في مخيم النصيرات، لتمكينهن من إعالة أسرهن والحد من الفقر داخل قطاع غزة.

وتبين منصور أن المبادرة ساعدت السيدات المشاركات على فتح مشاريع خاصة بهم لممارسة مهنة الخياطة وخدمة أفراد مجتمعهم، مشيرةً إلى أن الشباب المبادرين يعملون على تطوير عمل المبادرة لتشمل عددًا أكبر من النساء في المراحل المقبلة.

وتشير إلى أن فريق المبادرة لفت انتباهه ندرة المراكز التي تساعد النساء اللاتي امتهنّ أو يرغبنّ في امتهان مجال الخياطة والأشغال اليدوية، معربةً عن أملها في أنْ يستطيعوا توسيع نطاق العمل على الفكرة لتشمل كل مخيمات القطاع والمناطق المهمشة فيه، لتعليم النساء كيفية الخياطة من الألف إلى الياء لتدعم انطلاقاتهن بمشاريعهن الخاصة.