منذ الجائحة، تغيَّرت شكل حياة وعمل الكثيرين بشكل كبير ناهيك عن الكثير من التوتر الذي تعرَّض له البعض، وهو أمر غير جيد للجسد والدماغ، وتشير معظم الأبحاث إلى أن الإجازة من العمل مفيدة للصحة العقلية والتحفيز والإدراك والإبداع والأداء الوظيفي وحتى العلاقات.
وكما تشير الدراسات إلى أن التركيز في أنشطة الإجازة على شراء وجبات الطعام في الخارج والحفلات الموسيقية، يحقق شعورًا أكثر بالسعادة تسوق الملابس والمجوهرات والأجهزة.
وتتسق نتائج الدراسات مع الحكمة القديمة التي تقول إن ما يهم في الحياة هو ذكريات تجارب جميلة وذات مغزى تُمكن المرء من تخطي الصعاب في حياته.
وتشير بعض الأبحاث أيضًا إلى أنه مجرد التخطيط لقضاء إجازة يمكن أن يُحسن الحالة المزاجية.
اقرأ ايضًا: دعوات لجعل القيلولة جزءاً من ساعات العمل الرسمي.. لهذا السبب
في دراسة أجريت عام 2023، توصل الباحثون إلى أن الإجازة تزيد من النوم اليومي والنشاط البدني الخفيف والمعتدل إلى القوي.
وكما استمر التأثير على النوم بعد الإجازة لمدَّة أسبوعين، وكانت التغييرات أصغر بالنسبة للإجازات الأقصر (أقل من 3 أيام).
في دراسة أخرى حول تأثير التلاشي للإجازة، أشارت نتائج استطلاع الرأي إلى أن المشاركة في العمل زادت بشكل كبير وانخفض الشعور بالإرهاق سريعًا، لكن التأثيرات استمرت لمدَّة شهر واحد فقط.
وتشير إحدى الدراسات إلى أنه إذا كان الشخص من البلدان الشمالية، فيجب أن يذهب في إجازة لمدَّة أسبوعين إلى المناطق المدارية للحصول على أكبر قدر من الفوائد.
وفيما يتعلق بالمدَّة المناسبة للإجازات، فإنه لا يوجد اتفاق كبير في هذا المجال، إذ تشير بعض الدراسات إلى أنه حتى ثلاثة أيام من الإجازة يمكن أن تكون مفيدة.
في دراسة أخرى، درس الباحثون تأثير مدَّة الإجازة من العمل على ضغوط العمل والإرهاق، وأشارت النتائج إلى أن الأثر الإيجابي للإجازة السنوية هو نفسه بالنسبة للإجازات التي تزيد عن 10 أيام والإجازات الأقصر (من 7 إلى 10 أيام).
وتشير بعض الدراسات الأخرى إلى أن التأثير الإيجابي للعطلة قد يستمر لفترة أطول بالنسبة للأشخاص، الذين يعملون بوظائف منخفضة التوتر.
ولا يوجد غالبًا إجابة حاسمة وواضحة لكيفية الحصول على إجازة رائعة لها فوائد دائمة، لأنها ترتبط بفروق وتفضيلات فردية للغاية فيما يتعلَّق بالوقت والمكان والأنشطة التي يقوم بها الشخص أو لا يريد القيام بها.
وكما يعتمد الأمر على مستوى الضغط العصبي بسبب الوظيفة والقدرة على التعامل مع هذا الضغط والقدرة على الاسترخاء التام عندما ينطلق الشخص إلى إجازة، وهي مسألة ليست سهلة بالنسبة للعديد من الأشخاص.
بل إن البعض يقعون في خطأ حمل أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم في الإجازات للبقاء على اطلاع بما يجري في مكان عملهم.
ويمكن أن يتسبب هذا التصرف في ضغوط كبيرة في الإجازة وربما يقلل من آثارها الإيجابية.