فلسطين أون لاين

تقرير صمود أهالي الطيبة يجبر الاحتلال على تجميد إجراءات التهجير لمدة سنتين

...
صمود أهالي الطيبة يجبر الاحتلال على تجميد إجراءات التهجير لمدة سنتين
الناصرة-غزة/ جمال غيث:

تكلّلت الجهود الجماعية الحثيثة لأهالي بلدة الطيبة في الداخل الفلسطيني المحتل بالنجاح أخيرًا، إذ أجبروا سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تجميد مخطط تهجيرهم من أراضيهم، لفترة زمنية تصل إلى نحو سنتين.

تحت ظروف تهديد التهجير، ابتكر أهالي الطيبة منذ أكثر من عام مبادرات سلمية وفعاليات احتجاجية للدفاع عن أراضيهم ومنازلهم، تضمنت إغلاق الشوارع ومداخل الطرق، وإشعال الإطارات المطاطية كوسيلة للتعبير عن احتجاجهم.

كما نظموا وقفات احتجاجية واجتماعات شعبية، إضافة إلى إقامة خيم اعتصام للتظاهر والتعبير عن رفضهم لسياسة التهجير.

في تطور حديث وافق أصحاب المنازل والأراضي المتضررة غربي بلدة الطيبة على اقتراح للقيام بجهود قصوى في فترة التجميد، بهدف إيجاد حل تخطيطي هندسي ثابت وطويل الأمد للأراضي المهددة بالإخلاء والغرامات المالية.

اقرأ أيضا: الطيبة: تظاهرة احتجاجية للدفاع عن الأرض والمسكن وضد سياسة التضييق

ونتيجة لهذا التطور قرر أصحاب الأراضي تجميد الوقفات الاحتجاجية الأسبوعية لحين التركيز على الفعاليات التوعوية اليومية التي ستحدث بخيمة اعتصام مقامة في مفرق الجلمة على شارع 444.

 مخططات مستمرة

أكد عضو لجنة المتابعة في بلدة الطيبة بالداخل المحتل مقداد عبد القادر، أن صمود وثبات أهالي البلدة ووقوفهم متحدين شكّل سدًا منيعًا في وجه عمليات الاستيلاء على أراضيهم ومنازلهم. وأوضح عبد القادر في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الاحتجاجات الجماعية والفعاليات الشعبية المستمرة لأهالي البلدة أعاقت تنفيذ عمليات الهدم والتهجير.

وأضاف أن سلطات الاحتلال خشيت حدوث أي تصعيد أو مواجهات تؤدي لانفجار الأوضاع وتطور الأحداث، ما دفعهم لتجميد الإجراءات القسرية ضد المتضررين.

وأشار إلى أن الحل الذي يسعون إليه الآن هو إيجاد حل تخطيطي هندسي ثابت وطويل الأمد لكل الأراضي المهددة بالإخلاء والغرامات المالية، بهدف حماية حقوق الأهالي في أراضيهم وتفادي تهجيرهم، وذلك عبر التشاور والعمل الجماعي لإيجاد حل يراعي المصالح العادلة لهم.

ونبه عبد القادر، إلى أن مخططات الاحتلال للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في المنطقة لم تتوقف وتتطور باستمرار بأساليب ومخططات جديدة، بهدف تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من أرضهم لصالح المستوطنات الإسرائيلية.

وأكد عبد القادر أنه تعرض لمضايقات واستدعاءات من سلطات الاحتلال، في محاولة لمنعه من المشاركة في الاعتصامات والفعاليات الشعبية، إلا أنه وبالرغم من ذلك، يظل الفلسطينيون في الداخل متشبثين بأرضهم ومستمرون في الدفاع عنها، بالرغم من التهديدات والاعتقالات التي يتعرضون لها.

اقرأ أيضا: "على صدوركم باقون".. وقفة منددة بسياسة هدم البيوت في الطيبة بالداخل المحتل

وذكر أن صمود الأهالي ومشاركتهم القوية في الفعاليات الشعبية في الأشهر الماضية كان له أثر كبير، إذ أجبروا سلطات الاحتلال على تجميد القرارات التي تهدف إلى تهجيرهم، وذلك خوفًا من تصعيد الأوضاع وتطور الاحتجاجات إلى انتفاضة.

وأكد أن نضال الشعب الفلسطيني مستمر جماهيريًا، وهم يعملون على إلغاء المخطط رقم (3) الذي يهدف لإقامة الشارع الالتفافي البديل للشارع (444) في المدينة، الذي سيؤدي إلى سلب الأراضي والمنازل الفلسطينية.

وأشار عبد القادر إلى أنه لولا وقوف أبناء الشعب الفلسطيني بثبات وإفشال المخططات العنصرية، لهُجروا من بلدة الطيبة واستولت سلطات الاحتلال على أراضيهم لبناء مشاريع ومستوطنات جديدة على أراضيهم المنهوبة.

إضعاف الأهالي

وأوضح الناشط الشبابي توفيق محمد، أن أهالي بلدة الطيبة يبتكرون باستمرار طرقًا جديدة لمواجهة سلطات الاحتلال في محاولاتهم للاستيلاء على منازلهم وسلب أراضيهم لصالح المشاريع الاستيطانية.

وأكد محمد في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن اندماج وتضافر جهود الأهالي المستمرة في المشاركة في الوقفات والاعتصامات وإغلاق الطرق الرئيسية، ومنع آليات الاحتلال من تجريف الأراضي ومساندة العائلات المهددة والاعتصام بمنازلهم وأراضيهم، أثرت كثيرًا على سلطات الاحتلال وأجبرتها على تجميد قراراتها العنصرية.

وشدد على أهمية نموذج الصمود والتحدي في البلدات والمدن والقرى الفلسطينية بأكملها، والوقوف الجاد والحازم ضد سياسات الهدم والتهجير وحماية الفلسطينيين ومنازلهم وأراضيهم من التجاوزات الإسرائيلية.

وأوضح أن هدف المخططات الإسرائيلية هو إضعاف القرى والمدن الفلسطينية اقتصاديًا، بهدف الاستيلاء عليها لإقامة الشوارع والطرق الالتفافية، وبناء المستوطنات على حساب سكان الأرض الأصليين.