فلسطين أون لاين

"سحر الطبيعة".. قصة نجاح كتبتها "نغم" بمنتجات الفِطر

...
"سحر الطبيعة".. قصة نجاح كتبتها "نغم" بمنتجات الفِطر
غزة/ أميرة غطاس:

"هل نستسلم للبطالة؟ نحن الفلسطينيات بالتأكيد لن نفعلها" حملت الريادية نغم غطاس، هذا الشعار على عاتقها، وتسير به بقوة بين صفوف بطالة بلغت ما نسبته 63%، لتواجه أشواك حصار إسرائيلي يأكل أرواح الغزيين.

غطاس التي تبلغ من العمر أربعين عامًا، تلقت تعليمها الجامعي في مرحلة متأخرة، إذ حصلت على شهادتها في التعليم الأساسي عام 2015، ولم يحالفها الحظ بالحصول على وظيفة في قطاع التعليم، لكن نجمها لم يخبو، فانطلقت في مشروع يعتمد في منتجاته على الفطر أساسيًا.

توجهت غطاس لوزارة الزراعة وتلقت تدريبات مختلفة حول زراعة الفطر، حتى تعرفت على فوائده المتعددة للشعر والجسم والبشرة، فلمعت في ذهنها فكرة ريادية تعد الأولى من نوعها في فلسطين، وانطلقت منها.

وفي عام 2019 بدأت نغم مشروعها، وهدفها الأساسي الاعتماد على نفسي في ظلّ قلة فرص العمل.

كبُرت الفكرة، وشرعت برفقة زميلاتها اللواتي خاضوا التجربة معها، بالتجارب الأولية للمشروع، حتى حصلن على ترخيص رسمي من وزارة الاقتصاد بعد فحصها عينات من المنتجات والتأكد من جودتها، ليتألق مشروع "سحر الطبيعة" ويزدهر.

من وحي الطبيعة

وعن سبب التسمية، تقول: "كل شيء في معملنا من وحي الطبيعة التي لو دققنا لوجدناها مليئة بالآثار الإيجابية، إضافة إلى أنها صديقة للبيئة والإنسان على السواء، ولا سيما ونحن نعلم أثر الفطر وأهميته لجسم الإنسان، واحتوائه على المعادن والفيتامينات، ولهذا آمنّا بإمكانية استثماره بشكل جيد".

وتؤكد نغم على أن مشروعها لاقى إقبالًا لا بأس به من الناس، خاصة السيدات، معللةً: "فكرته مميزة، وفوائده متعددة، وأسعارنا في متناول الجميع" إذ تتراوح أسعار المنتجات من 10 شواقل إلى 20 شيقلًا.

وعن مراحل التحضير، تزرع نغم الفطر ضمن ظروفه الخاصة التي يحتاجها، وتحتفظ به في الظلام الدامس لمدة عشرين يومًا، وبعدها تبدأ بسقايته حتى ينضج ويصبح جاهز للقطف.

بعد ذلك تقسم كمية المحصول على شقين: واحد لبيعه كما هو دون إدخاله في الصناعات، وشق آخر تستثمره في صناعة المنتجات الطبيعية، إذ آخذ المستخلص الذي نتج معي وأضيفه إلى المنتجات التي صنعناها أيضًا بمواد طبيعية خالصة" تكمل.

وتتعد الصناعات التي تنتجها نغم، منها: الشامبو المناسب للشعر الجاف والعادي والمتقصف، إضافة إلى البروتين و"المخمريات" والزيوت والكريمات المناسبة لكلّ أنواع البشرة.

وتردف: "أبيع هذه المنتجات للصيدليات والمتاجر، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي الذي هو بمثابة حاضنة جيدة لنشر المشاريع، إضافة إلى كونه يتيح التواصل بيني وبين الزبائن".

ويشارك مشروع سحر الطبيعة، وفق نغم، في المعارض التي تقيمها وزارة الزراعة، مؤكدة على أنها "فرصة مهمة لتعريف الجمهور بمنتجاتنا".

وتتوزع مهام الشابات اللواتي يعملن معها، ما بين زراعة وقطف وتصنيع وتغليف، لافتةً أنها لم تغفل عن جانب التسويق فعيّنت مختصة بهذا الشأن تشرف على صفحاتها وتتواصل مع الزبائن.

شغف ينمو

وعن كونه مورد رزق، تقول: "الحمد لله هو مصدر جيد للرزق والاعتماد على النفس في توفير الاحتياجات، كما أنه مكانٌ أجد نفسي به، فليس مجرد عمل بل هو شغف وحب ينمو معي".

معيقات متعددة واجهة نغم في مشروعها، أبرزها فايروس كورونا، والحصار المفروض على القطاع، إضافة إلى انقطاع الكهرباء، كما أن عملنا يعتمد كليًا على التحضير اليدوي، ما يجعله مرهقًا".

وتتابع: "نواجه مشكلة محدودية فترة وجود البذور، فنحن نحتاجها طوال العام من أجل تسويق الفطر وتوفيرها لمشروعنا، ما جعلنا غير قادرات على تغطية كل سوق قطاع غزة".

وتطمح نغم بافتتاح متجر كبير يضم منتجاتها، وأن تصدرها خارج القطاع، لترى النور وتسافر عبر البلدان حتى تصل إلى العالم باسم فلسطين، وتثبت لهم أن فتياتها قادرات وطموحات بل وصاحبات مشاريع ريادية عالمية.