فلسطين أون لاين

استعادة الثقة قبل استعادة الوحدة الوطنية

"نواصل العمل على تحقيق وحدة أرضنا وشعبنا، وقد دعونا الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لاجتماع عاجل نهاية الشهر الجاري في القاهرة من أجل استعادة الوحدة الوطنية، ووضع برنامج وطني لمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا وأرضنا". القائل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس التركي أردوغان.

مضمون العبارة، بل مضمون المؤتمر الصحفي كله جيد ولا عيب فيه، ولكن العيب أن يكون هذا الكلام للاستهلاك المحلي، وجاء بمقتضى اللقاء مع أردوغان، ثم كيف لعباس أن يستعيد الوحدة الوطنية من خلال لقاء القاهرة في نهاية الشهر الجاري، واللقاء يعقد بغير أجندة واضحة المعالم، وفي الميدان في الضفة ثمة اعتقالات سياسية لمقاومين فلسطينيين من الجهاد وحماس، وقد اشترطت الجهاد حضورها بالإفراج عن المعتقلين الذي اعتقلوا بعد اجتياح العدو لجنين مؤخرًا؟!

اقرأ أيضًا: ملفات فلسطينية حاضرة في النقاش الأمريكي الإسرائيلي

اقرأ أيضًا: مجتمع فسيفساء في طريقه إلى التنازع

إن شرط الجهاد شرط موضوعي يجدر أن تتفق عليه الفصائل لأنه لا نجاح للقاء في ظل انعدام الثقة، وفي ظل تغول أجهزة أمن السلطة على المواطنين لتأييدهم خيار المقاومة، الحاجة لاستعادة الثقة تسبق عادة استعادة الوحدة الوطنية، ومن يرفع راية الوحدة الوطنية يجدر به أن يلتزم بمطالبها وشروطها.

ويتحدث الرئيس في عبارته آنفة الذكر عن وضع برنامج وطني لمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا وأرضنا، وهذا قول جيد، ولكن ما هي التحديات التي يريد عباس أن نواجهها في برنامج وطني محدد؟! هل يريد أن نواجه (إسرائيل) في تنصلها من التزاماتها في اتفاقية أوسلو؟! أم يريد مواجهة اجتياحاتها المدن والبلدات في الضفة، وهو الذي يمنع أجهزة الأمن من المشاركة في المواجهات؟! وهل يريد أن يجمع الفلسطينيين على برنامج جديد غير برنامج أوسلو؟! أم أن الحديث عن برنامج وطني هو للاستهلاك المحلى، ولدغدغة الشعور الوطني؟!

إن من يريد أن يجمع الكل على برنامج وطني جديد يجدر به أن يوضح معالم هذا البرنامج، وأن يتوافق مع الآخرين على الآليات، وأن يضع أجندة واضحة للقاء القاهرة، الذي يعقد بغير أجندة، ودون تشاور مع الفصائل على مواضيع النقاش.