فلسطين أون لاين

زاد الحاضنة الشعبية للمقاومة 

تقرير اقتحام مخيم "نور شمس".. دمار وخراب لم يفت من صمود الأهالي

...
اقتحام مخيم "نور شمس".. دمار وخراب لم يفت من صمود الأهالي
طولكرم-غزة/ نور الدين صالح:

على مدار 4 ساعات متواصلة عاش مخيم نور شمس شرق طولكرم بالضفة الغربية حالة حربٍ خلَّفت دمارًا كبيرًا في الشوارع الرئيسة والطرقات والبنية التحتية، عدا عن تخريب منازل المواطنين وممتلكاتهم، بعد مداهمتها وتكسير محتوياتها.

عندما وصلت عقارب الساعة عند الثانية من فجر أمس، اقتحمت آليات الاحتلال التي تقل مئات الجنود المدججين بالسلاح ترافقهم الجرافات العسكرية، مخيم "نور شمس" في طولكرم، التي لم تبقٍ شيئًا أمامها في ذلك الاقتحام الهمجي.

"دون سابق إنذار" أخذت قوات الاحتلال تداهم منازل المواطنين وتعيث فيها خرابًا وفسادًا وتكسر محتوياتها عدا عن تكسير أبواب المحلات التجارية، إذ إنها قلبت الطرقات الرئيسة "رأسًا على عقب"، وهو ما أكده الأهالي بعد انسحاب الاحتلال، في مشهد متكرر عما حدث في مخيم جنين مطلع الشهر الجاري.

اقرأ أيضاً: بالفيديو 13 إصابة خلال اقتحام جيش الاحتلال لمخيم نور شمس بطولكرم

وفي الاقتحام اندلعت اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال، إذ فجَّر مقاومون جرافة للاحتلال وسمع دوي انفجار كبير في المخيم، وأعلنت "كتيبة طولكرم" عن تبنيها لتفجير العبوة نوع (سيف1) معدة مسبقًا في جرافة إسرائيلية ما أدى إلى إعطابِها واستهدافها بصليات كثيفة من الرصاص.

يقول الناشط السياسي في المخيم خالد فحماوي، إن نوايا الاحتلال كانت واضحة بهذا الاقتحام الممنهج وهي التدمير والخراب في "نور شمس"، تحت ذريعة القضاء على المقاومة واعتقال المقاومين.

وأضاف فحماوي لصحيفة "فلسطين"، أن الشباب المقاومين كانوا على أهبة الاستعداد حيث تصدوا للاقتحام الممنهج ولقّنوا الاحتلال درسًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال دمّر البنية التحتية تدميرًا كاملًا عدا عن تدمير بعض البيوت، واعتقال 4 شبان.

ويصف الأحداث التي حدثت في المخيم بأنها "أشبه بحالة حرب"، نظرًا لهول المشهد الذي خلّفه الاجتياح في المخيم.

وشدد على أن "الاحتلال يسعى بهذا الاجتياح ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة، وهو ما لم يتحقق"، مؤكدًا أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه حيث ازدادت الحاضنة الشعبية للمقاومة فور انسحابه من المخيم.

وأشاد فحماوي، بحالة اليقظة التي تمتع بها المقاومون في أثناء تصديهم للعدوان الإسرائيلي على المخيم، حيث رسموا مشهدًا قويًا ومشرفًا.

فيما يروي خليل أبو جمعة أحد سكان المخيم، أن قوات الاحتلال دمّرت سيارته التي كانت متوقفة أمام منزله في اللحظات الأولى للاقتحام.

ويوضح أبو جمعة لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال ألحق أضرارًا كبيرة في سيارته وعدد من السيارات الأخرى المحاذية لها، عدا عن تكسير أبواب المحلات المجاورة للمنزل.

وبيّن أن الاحتلال أراد بهذا الاقتحام النيل من الأهالي الذين يدعمون المقاومة، لكنه فشل في تحقيق هذا الهدف، إذ ما تزال الحاضنة الشعبية الداعمة للمقاومة كبيرة.

ولم يختلف المشهد لدى أحد سكان المخيم- رفض الكشف عن اسمه- الذي أكد أن مشهد الدمار الكبير الذي خلفه الاحتلال يعبر عن الهمجية والعداء والعنصرية لمخيم "نور شمس".

وبيّن أن أهالي المخيم والشعب الفلسطيني اعتادوا على همجية الاحتلال وقمعه وتنكيله بكل ما هو فلسطيني، مضيفًا: "بات مدخل المخيم خرابًا بعد أن كان جميلًا قبل الاقتحام".

وأوضح أن الاحتلال يريد أن يظهر بأنه الضحية لكنه في الواقع يبطش وينكل بالشعب الفلسطيني، معتبرًا ما حدث في المخيم "تعبيرًا حقيقيًا عن النهج القمعي للاحتلال".

وشدد على أن "لن يستطيع الاحتلال بهذا الاقتحام وغيره من الاقتحامات النيل من عزيمة أهالي المخيم، فقد زادوا يقينًا بأن المقاومة هي السبيل لدحره عن أرضنا".