نجح مجموعة من الشباب في احباط محاولة لمجموعات من المتطرفين الهيود في التسلل واقتحام كنيسة ودير مار إلياس في مدينة حيفا.
وسادت أجواء متوترة ومشحونة بين الحضور في المكان المقدس على جبل الكرمل، بعدما حاولت مجموعات من المتطرفين اليهود التسلل للمكان إلا أن ذلك لم يتم بفضل تدخل الشباب الموجود هناك.
وأفاد شهود عيان بأن حوالي 50 متطرفًا يهوديًا، بينهم أعضاء في منظمة 'لافاميليا' الفاشية، قد وصلوا إلى دير مار إلياس بواسطة حافلات للركاب، في محاولة جديدة للاقتحام. إلا أن شباب الدير تمكنوا من الوقوف في وجههم ومنعهم من تحقيق مخططاتهم.
اقرأ أيضًا: متطرفون يهود يقتحمون كنيسة ودير مار إلياس بحيفا
تجدر الإشارة إلى أن هذه المحاولة هي الثانية خلال أسبوع لاقتحام المكان المقدس، بعد أن حاولت مجموعة أخرى من المتطرفين اليهود الدخول إلى الكنيسة يوم الثلاثاء الماضي،وكان هدفهم من الاقتحام أداء طقوس وصلوات داخل الدير، والبحث عن ما يسمونه "قبر النبي إليشع"، الذي يزعمون أن الضريح يوجد داخل الدير، إلا أنه تم التصدي لهم وإفشال محاولتهم أيضًا بفضل التحرك السريع من قبل الشباب المتواجد في المكان.
وقد أعرب ناشطون سياسيون من حيفا عن استنكارهم لهذه التصرفات العدائية ضد الكنيسة ودير مار إلياس، مشددين على أهمية حماية التراث الثقافي والديني للمدينة وعدم السماح بالتطاول عليه بأي شكل من الأشكال.
وفي ضوء هذه الأحداث، يتزايد دور الشباب والناشطين في الحفاظ على الأماكن المقدسة والحفاظ على التسامح والسلام بين الأديان المختلفة في المنطقة، وهو ما يعكس روح التعايش السلمي التي تميز مدينة حيفا.
اقرأ أيضًا: هيئة مقدسية تدين اقتحام المستوطنين كنيسة مار الياس في حيفا
في مدينة حيفا، يقع مبنى كاتدرائية مار إلياس، المعروف أيضًا باسم كاتدرائية مار إلياس للروم الكاثوليك. تعد هذه الكاتدرائية مقرًا لأبرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين الكاثوليك.
وتتمتع كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك بالحضور البارز في المنطقة، حيث يبلغ عدد المعمدين فيها أكثر من 64 ألف مسيحي، والغالبية العظمى منهم من فلسطينيي مناطق الداخل (فلسطينيو 48).
تمثل هذه الكنيسة جزءًا هامًا من التراث الثقافي والديني في المنطقة، حيث تحتضن الكثير من المؤمنين والزوار الذين يأتون لأداء الصلوات والطقوس الدينية.