فلسطين أون لاين

"الهيئة المستقلة" تطالب بالإفراج الفوري عنه

تقرير الشيخ "أبو عرة".. قامة وطنية يطالها الاعتقال السياسي في سجون السلطة

...
الشيخ مصطفى أبو عرة - أرشيف
غزة/ أدهم الشريف:

لاقى اعتقال أجهزة أمن السلطة القيادي في حركة حماس الشيخ مصطفى أبو عرة، ردود فعل مناوئة لسياسة السلطة في رام الله، وسط مطالبات متكررة بالإفراج الفوري عنه خشية تدهور حالته الصحية.

وكان جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة اعتقل القيادي أبو عرة، بعد استدعائه للمقابلة في مقره بمحافظة طوباس شمالي الضفة الغربية، قبل أن تقرر نيابة السلطة تمديد اعتقاله 48 ساعة، الأمر الذي فاجأ عائلته التي حذرت من أي مساس به.

والشيخ أبو عرة (62 عامًا) كان قد أنهى دراسة الشريعة الإسلامية في الجامعة الأردنية بعمان، مطلع عقد الثمانينات من القرن الماضي، حسبما يفيد لصحيفة "فلسطين" نجله زيد أبو عرة.

ومنذ عودته إلى دياره بالضفة الغربية لم يحظَ أبو عرة بوظيفة مثل غيره في سلك التعليم؛ بسبب نشاطه ومواقفه السياسية وانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وفق نجله، وظل بدون وظيفة رسمية حتى حلول عام 1996، إذ عمل معلم تربية إسلامية في مدارس الضفة قبل أن يصل سن التقاعد.

اقرأ أيضاً: النائب منصور: الاعتقال السياسي جريمة مرفوضة وطنيًا وأخلاقيًا

والشيخ أبو عرة صاحب تاريخ طويل في مقارعة الاحتلال ونشاطه المستمر ضده، إذ كان أحد مبعدي مرج الزهور جنوبي لبنان، وعددهم 416 من كوادر وقيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بقرار من حكومة الاحتلال بتاريخ 17 ديسمبر/ كانون الأول 1992.

وبين نجل الشيخ أبو عرة أن والده تعرض لسلسلة واسعة من الاعتقالات في سجون أجهزة السلطة، وكذلك في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وكان أبو عرة بسبب نشاطه الوطني والسياسي تعرض لسلسلة استدعاءات للمقابلة والتحقيق لدى أجهزة السلطة بحلول 1996، بحسب نجله.

وبحلول 2007 تعرض أبو عرة للاعتقال، حيث أمضى 32 يومًا بسجون السلطة في أول عملية اعتقال ضده؛ بسبب نشاطه السياسي الذي لم يرُق للسلطة آنذاك.

وقال نجله: بعد اعتقاله الأول في سجون السلطة، توالى استدعاؤه واعتقاله عدة مرات.

وبين أن والده تعرض للاعتقال في سجون الاحتلال سنوات طويلة فاقت الـ 8 سنوات.

وذكر زيد أبو عرة، أنه بعد اعتقال "وقائي السلطة" لوالده ساءت حالته الصحية، ما استدعى نقله لتلقي العلاج في المستشفى التركي بطوباس، قبل أن يقرر نقله إلى مستشفى طولكرم بعيدًا عن منطقة سكنه، بذريعة عرضه على طبيب باطنة رغم وجود طبيب مختص في مستشفى طوباس.

ولاحقا نقلت أجهزة السلطة الشيخ أبو عرة من المستشفى إلى سجونها في محافظة طولكرم، فيما طالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بالإفراج الفوري عنه.

استهداف سياسي

وحذَّر زيد، من أي مكروه يصيب والده، مشددًا على رفضه الكامل وعائلته لسياسة الاعتقال السياسي التي تمارسها أجهزة أمن السلطة، وتطال قيادات وكوادر ونشطاء ومطاردين لجيش الاحتلال في مدن ومحافظات الضفة الغربية.

وأضاف: إن الاعتقالات التي يمارسها أمن السلطة على خلفية سياسية، وبناءً على الرأي، ومواقف مناوئة للنظام الحاكم وأجهزته الأمنية مرفوضة تمامًا، طالما أن التعبير عن الرأي حق كفلته القوانين المحلية والدولية.

وتابع: أن والده ما زال موقوفًا لدى أمن السلطة، ولا زال قيد الاعتقال وننتظر قرار النيابة المقرر إصداره صباح الأحد.

ونشرت مرج الزهور ابنة الشيخ مصطفى أبو عرة، على حسابها في موقع "فيس بوك" منشورًا أكدت فيه أن "وقائي السلطة" اعتقل والدها رغم وضعه الصحي الذي لا يحتمل أبدًا الاعتقال.

وأضاف: "والدي مريض قلب ونتيجة أدوية القلب تضاعف عنده المرض بالكلى، وتضخم بالطحال، وارتفاع مستوى الإنزيمات في الصفائح الدموية، وعنده حساسية بجسمه من سجون (الاحتلال)، وأيضًا غير معروف فطريات أم حساسية في القدمين، وحديثًا تلقّى العلاج، حيث أن المشكلة في القدمين سببت له مشكلات في المشي وانتفاخًا، وظهور حبوب في القدمين".

من جهته، قال المحرر نادر صوافطة من طوباس، إن الشيخ مصطفى يعد أحد قيادات الحركة الإسلامية على مستوى فلسطين، ولا يتأخر عن المشاركة في المناسبات الاجتماعية، وهو أحد رجال الإصلاح المعروفين جيدًا في شمالي الضفة الغربية.

وبين طوباس لصحيفة "فلسطين"، أنه بسبب نشاطه الوطني والإسلامي والاجتماعي لم تعتق قوات الاحتلال وأجهزة السلطة الشيخ أبو عرة، ولاحقوه بالاعتقالات والاستدعاءات، واصفًا إياه بأنه من "الشخصيات الوطنية الرفيعة صاحبة الحضور الوطني والشعبي والإسلامي والاجتماعي".

وعدَّ اعتقال هذه القامة الوطنية كما يصفها "تجاوزًا لكل الخطوط الحمر، في الوقت الذي ننتظر فيه اجتماع الأمناء العامين في القاهرة، تزامنًا وزيادة وتيرة الاستهداف والاعتقال السياسي خاصة قيادات بحجم الشيخ أبو عرة".

ورفضت أوساط محلية اعتقال أمن السلطة الشيخ أبو عرة وطالبت السلطة بالإفراج الفوري عنه.

وكان النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة، عدَّ اعتقال أمن السلطة الشيخ أبو عرة، دليلًا على "وجود نوايا سيئة تجاه اجتماع الأمناء العامين للفصائل" المقرر في القاهرة نهاية يوليو/ تموز الحالي.

في غضون ذلك طالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بالإفراج الفوري عن الشيخ أبو عرة، مشيرة إلى أنه في إطار متابعتها لاعتقاله، فقد زاره ممثل الهيئة أمس في “نظارة شرطة طولكرم”، بعد نقله إليها من مستشفى طولكرم.

ونبهت الهيئة إلى أن ممثلها التقى بـ”أبو عرة” واطلع على أسباب وظروف توقيفه، كما اطلع على التقارير الطبية المتعلقة بوضعه الصحي.

وتابعت: “بناء عليه، فإن الهيئة المستقلة تطالب بالإفراج الفوري عن المواطن أبو عرة، نظرا لظرفه الصحي غير المستقر ولطبيعة التهم الموجهة اليه، والتي تدخل ضمن قضايا الرأي التي ترى الهيئة أنه لا يجوز العقاب عليها بحجز الحرية”.