فلسطين أون لاين

حصلت على 88.7% بالفرع العلمي

وئام الأسطل.. قدمها المبتورة تسوقها لتحدي "قاتل الأطفال"

...
الطالبة وئام الأسطل
خان يونس/ محمد أبو شحمة:

"كانت سنة ثقيلة، لكنني تجاوزت أوجاعي وجئت على نفسي حتى توجت بالتفوق".. بهذه الكلمات بدأت الطالبة المتوفقة وئام الأسطل الحديث عن رحلتها في الثانوية العامة.

تجاوزت وئام آثار إصابتها بصاروخ إسرائيلي تسبب في بتر قدمها اليسرى من أسفل الركبة، خلال العدوان على قطاع غزة عام 2014، لتصعد على منصة التتويج بحصولها على معدل 88.7% بالفرع العلمي.

تقول: إنها تقدمت بهمة عالية لتخطي مرحلة الثانوية العامة، رغم إصابتها ورحلة علاجها التي لم تتوقف، وحاجتها المستمرة لمراجعة حالة "الطرف الصناعي" مكان قدمها المبتورة.

نجحت وئام خلال العام الدراسي في تجاوز فكرة أنها بقدم واحدة، كانت تستيقظ في الصباح الباكر كأي طالبة وتستعين بمركبة للوصول إلى مدرستها.

تضيف وئام التي قابلتها صحيفة "فلسطين" في بيتها وسط المهنئين بتفوقها في الثانوية العامة: "كان عمري تسع سنوات حين أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخًا أمام منزلنا، حين كنت برفقة والدي وبنات أقاربي، وجميعنا تعرضنا لإصابات مختلفة".

وتابعت قائله: "ذهبت إلى المستشفى برفقة المصابين وقرر الأطباء بتر قدمي اليسرى؛ بسبب كثرة شظايا الصاروخ الإسرائيلي فيها، ومن هنا دخلت في حياة جديدة بين العلاج والسفر لتركيب طرف صناعي بدلًا من قدمي".

اقرأ أيضاً: بالصور "الكتلة الإسلامية" بغزة تكرّم أوائل الطلبة بالثانوية العامة لعام 2023

وسافرت وئام إلى الولايات المتحدة وجورجيا ومصر ضمن رحلة علاج قادتها إحدى الجمعيات المهتمة بالأطفال، وعادت إلى قطاع غزة بعدها لتبدأ حياتها من جديد.

بعد عودة وئام من رحلة علاجها توجهت إلى المدرسة من جديد بعد انقطاع أكثر من عام، ونجحت في تعويض ما فاتها من دروس من خلال مساعدة زميلاتها في المدرسة ومعلماتها.

ووصلت وئام إلى الثانوية العامة، ولديها هدف تحقيق التميز في نتيجتها، فوظفت وقتها طيلة العام في الدراسة ومراجعة الدروس عبر الإنترنت وبمساعدة مدرسيها.

نجحت وئام في إنهاء العام الدراسي للثانوية العامة وتقديم الامتحانات، فحصلت على معدل 88.7% بالفرع العلمي.

تقول وئام: "بعد النجاح الذي حققته بشهادة الثانوية العامة، أمامي مرحلة جديدة من الحياة العلمية، أريد التخصص في الأطراف الصناعية لمساعدة من تعرضت أطرافهم للبتر من قصف الاحتلال قاتل الأطفال".

ويشارك والد وئام ابنته أحلامها في إكمال دراستها في تخصص الأطراف الصناعية.

يقول لـ"فلسطين": "تعرضت ابنتي للظلم والاعتداء الوحشي من الاحتلال عبر قصفها، لكنها نهضت من جديد ووجهت رسالة للاحتلال بأن الفلسطيني يستطيع إكمال حياته وتحقيق التميز رغم آلة القتل والإرهاب الإسرائيلية التي لا تتوقف".